لِنَبْعِ الجَنُوبِ رِسَالَـة ـ شعر : سعيدة الرغيوي

فَأناَ الجَنُوبُ السَّامِقُ
أُعْلنُ عُرْساً في واحاتي
القَطْرُ– وإنْ طَغَى-
فالجنوب يََبْعَثُ رسالة
حثيثا يزحفُ السَّغَبُ
كطفل..
كشيخ في أرذل عمره..
شَربَ الجنوبُ ظمَأهُ
..
استَسْقى القوم كفايتهم من الطَّمْيِ
..
الجَنُوب يَبْعَثُ رسَالة
يا ساسة..إنَّنِي
جُغْرافية ليَسَتْ خَرساء
أنَا فنن،ابن شرعي لهَذا الوطن
لست غَريباً،لا أحتاجُ إلى أوراق ثبوتية
أنا ابن هذا الـوطن..
تفَاصِيلُ الحِكاية يَحْكيها بَنُو عِثْرَتٍي
-2-
تَعالوا بَنُو جِلْدَتِي
نُذيبُ الصَّقِيـع
نُعْلِنُ عَنْ عنَاق أَبَدِي
نَنْسَى مَآسِينَا
قَدْ أَعْلَنْتُ شَهْقة الحياة
   والعُنْفُـ...وَانِ.
رَغمَ عَناوينِ الإغْتِيالْ
رَغْمَ الرَّدى ..رغْم أصَابِعِ
الاتِّهَــام
أَزِفَتْ لَحظة الإعتراف
في الجنوب انْغرست شوكةُ
الحُزْنِ..
عانَقَتْ السَّهْل والتَّلَّ والرَِّمْلَ
   
ومن رحم الأرض انْبعَثثْ
رؤوس مُشَرَّدة..
فأيْقَظَتْ الطَوْدَ العَظِيم
من هجْعَتِه..
أنَا الجَنُوبُ الحَزِين أُعْلِنُ شَهْقَةَ الحَيَاة
صَدى الأَرْضِ العَطْشى
لاَ شَكَّ سَيُذِيبُ الصَّقيع
السَّمَاءُ وَإِنْ غَضَبَتْ
سَتَرْسُمُ وَلَوْ بَعْدَ حِين
شُمُوساً مُباَركة
تُرْسِلُ بَرَكَاتِها ..
كَمْ ذُهِلْنا ،لَمَّا تَسَاقَطَتْ العَبراتِ على
رُموش الجَنُوب الظَّمْآن..
-3-
في الجَنُوب قوافل
الـعَطْشَى
العَائِدِين من مَنْفَى المَوْتِ
المُتَسَكِّعِينَ في الوَحْلِ
هُناكَ المَطَرُ أجْهَضَ الحياة
الماءُ يَرْكُضُ خَلْفَ الماء
يَصْهَلُ ..
-4-
في الجَنُوب
سَتَعُودُ الشَّمْسُ
وَإنْ نَأَتْ
سَتَعُودُ..
 أبناء عُمُومَتِي
خَبَّروني: أنَّ الجَنُوب الحزين
عنوان الصُّمُودِ ..
نَبْع فَيَّاض..
هو الآن فقط يغتسل من الذُّنوب
ماء زمزم لَثَّم رَاحَتَهُ..
رمُوشه ُ الحوراء سَتَرْتَسمُ في
الآفاقِ..
أنا الجنوب،
سَأمْشي
فَخُطَايَ كَنَخِيلي ،كَواحاتي
سَأَمْشِي ..
وَأُعْلِنُهَا شَهْقَةَ حَيَاة
وَإنْ طفَى الماء فوق المنازل
وإنْ ذَهَبَ
بالبَيـادر
وإنْ نَزَح سُكَّاني..سأظَلُّ نبْعاً
فَيَّاضْ
وَإنْ قَبَّلْتُ أَنْفَ المَوْتِ
لا زِلْتُ الجنوب السَّامِق
أَجْنِحَتِي تَخْفِقُ
لأَنَّ أَبْوَابَ إِخْوَاتِي،هُنَا..وهُنَاكَ
لَمْ تُوصَدْ
لَقَدْ شَرِبْناَ عَطَشَنَا
ونحن في الغدِ القريب
سَنُعَانِقُ قَوْس قُزح..
فالصَّدَى يَهْمِسُ لي:
سَيَنْجَلِي الضَّباب..
سَيَنْجَلي..