تجلِّي في فوضى الذاكرة – شعر : هلال زيد

على دروب الحسرة العمياء
أين مزاجه الصافي
ليمضي في القفار ممدَّد بالمجد
فليختال هذا الريب
تصمت واجهات الليل
ولتمض طويل في فوانيس الخيال
لترتقي زنزانة الزمن المحال
وتجهش الأوارق
نعياً للخريف المستمر
هي الحكاية دائماً
يتذكَّر الأشواق
للقمح الرغيد على هدوء الأرض
ينعم
من سيكنس هذه الألغام بعد اليوم
والأحجار تصرخ
ههنا قتلتك طائرة المحارب
في عِداء النفس فوق عريشة الهذيان
حين رثتك عوسجة فمت
تهاوت الأقلام بعدك
لم تر الأرض انبثاق في الخليقة
كنت لا زلت الضياء
تحاملتك الزهر عبق للبنفسج
جوقة في السِّر بين الياسمين
رحلت عنها عاشق للموت
ضيف يتقن الأحزان في الماضي
فيمتد الحنين على الطريق
لتتَّصل بك ثورة الأجيال
..............
خالد
هكذا ذكرتك طمأنة القلوب
وأرتقت بك شتلة الدار الحزينة
لا تكن عبئ لغيرك
رغم تيار الصدام المر
فلتمسك سُعالك
ريثما يتجدَّد الماضي
وتحتفل الحقول بزهرة الزيتون
تنبثق المواطن عائدات بالتحية
فانتظر بالصبر
لو طردتك الآت تحارب بالهدير وتختفي
كن ذا خصام صلب
مثل خريطة الأوتاد
لا يثنيك صوت في الحفيف
وكلَّما زاد التردد
انفجر بشهادة التوحيد عال القلب
تحمل طائراك بلا كلل
وتغيث غيرك بانتصابك كالألف
أسوار بابل ترتجف
تهوي إلى ريح الشمال وترتجف
هو مُقترف
يا طائر قد مرَّ في خجل
تدارك بعض جرحي في السؤال
كأنني عيني قتيل
فتمر مني فوق أنقاض الجليل
زمني الجميل
رسالة ملكت عوامل مقتلي
فلمن أُقدم طيع نفسي
وكلما اقتربت رياح الوجد تهت
لكي أراني مدمج الإحساس
انثر باقة في قبري الفعلي
وانسى أنني لا زلت أبحث عن ولد
ترك الأبد
وكأنه لم يكتشف شجر الحقيقة يرتمي
من بين أحراش الحقيقة
ها هو التابوت يعثر عن بقايا الإرتحال
كأنها وجع الخيال
فلا تكن مثقال خيبة
أقترب من نقطة الحمراء
فالصد انتصار للحقيقة
اجتماع طارئ للجرح
كي ينسى قريحه
ومراثي الوجدان لن تذهب سدى
وتلف عنك الصبر هادئ كالكرام
فلن ترى التاريخ يرحل
دون صوتك فوق صوت الكون ينهد
أقترب حتَّى التعبُّد
 
 
هلال زيد
الجمهورية اليمنية