"عالم قديم يموت وعالم جديد لا يستطيع أن يولد " - غرامشي - دفاتر السجن
يعيش الإنسان المعاصر صدمة اغترابية مدويّة تحت تأثير الطفرات الهائلة للتغير والتحول في مختلف جوانب الحياة ومكونات الوجود الاجتماعي والثقافي؛ وقد وصفت هذه التحولات الهائلة في المجتمع الإنساني المعاصر تحت عناوين مثيرة مثل " مابعد العولمة، ومابعد الحداثة، وما بعد المعرفة، وهي عناوين النهايات التي ترمي في جوهرها إلى وصف التقدم الإنساني الهائل في مجال الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية.ومما لا شك فيه أن الاختراعات التي أبدعها الإنسان في العقود الأخيرة من الزمن تفوق اليوم حدود التصور والتخيل، فنحن نعيش عصر الثورات العلمية الهائلة في كل المجالات: ثورة الميديا، وثورة الاتصال، وثورة الجينات، والثورة الرقمية،وثورة المعرفة، وغير ذلك كثير وهذه التسميات أيضا هي تعبير عن حالة الذهول البشري إزاء ما يتحقق من تقدم علمي أقل ما يوصف بأنه هائل وكبير ومخيف أيضا. وفي مواجهة هذا المدّ الهائل من التطورات العلمية التكنولوجية لم تعد الثقافة التقليدية " قادرة على الصمود أمام عقلانية غربية تكتسح وتبتلع كل ما حولها من دون أن تميتها، أي عقلانية تقتحم الحدود دون تصريح وتحدث خللا في التوازن النفسي والاجتماعي، لقد وقعت جميع الحضارات داخل عنق الزجاجة، فلا هي قادرة على إغلاق نوافذها أو صمّ آذانها على ما يحصل في العالم ، ولا هي قادرة بتكوينها التاريخي ومعادلتها الفكرية أن تستمر وتقاوم وتستمر"([1]).
وقد ابتدع المفكرون مفهوم النهايات كصيغة جديدة للتعبير عن حالة الذهول والاندهاش والانصعاق أمام ما هو قائم من تطورات اقتصادية وطفرات علمية تكنولوجية، حيث بدأت الساحة الفكرية تفيض بخطاب يفيض ويتقطر برعب النهايات مثل: نهاية التاريخ، نهاية الأسرة، نهاية المدرسة، نهاية العلم، نهاية الحداثة، نهاية العولمة. وعلى الرغم من المضامين الفكرية لهذه النهايات إلا أنها تبقى تعبيرا عن حالة الذهول الإنساني أما التطورات الهائلة في مختلف الميادين والاتجاهات الإنسانية.
وفي دائرة هذه التحولات الصاعقة أفقيا وعموديا يهتز الإنسان العربي المعاصر ويسقط في دوامة من التصدع الأخلاقي والوجداني ويقع تحت دائرة الذهول أمام ما يراه أمام ناظرية من تحولات تفوق حدود قدرته على التخيل والتصور. وإزاء هذه التموجات الهائلة، والتغيرات الفائقة في معاني الحياة ومعالمها، ويجد المفكرون أنفسهم من جديد أمام سؤال الاغتراب الإنساني، الذي سبق طرحه في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين من قبل مفكرين أمثال روسو وماركس وماركوز وسارتر وهيدغر. وتكاد أسئلة اليوم لا تختلف عن هذه التي فرضت نفسها في الماضي القريب، ومنها: أين هو مكان الإنسان في خضم هذا التقدم والتحول في مختلف تجليات الحضارة الإنسانية المعاصرة؟ وأين هي الغايات البرغماتية أو الأخلاقية لهذا التقدم؟ وأين يقع الإنسان من دائرة هذا الغايات؟ وإلى أي حدّ يجد الإنسان المعاصر نفسه ودوره في في خضم هذه الصورة الجديدة للحضارة الإنسانية؟
يصف فرويد أوضاع عصره الاغترابية في النصف الأول للقرن الماضي وكأنه يصف حال الإنسانية اليوم بقوله: "نحن نعيش في زمان شديد الغرابة والتعقيد! حيث عقد التقدم تحالفا أبديا مع النزعة الهمجية والبربرية"([2]). وها هي معاول التقدم الجديد بآلياته الجديدة ومطارقه الضاربة تسحق الإنسان المعاصر وتشيّئه وتغتربه وتدمر معانيه الأخلاقية والإنسانية. فالتقدم الذي تحققه الإنسانية اليوم يهدف – وحاله كما هو في الأمس - إلى تحقيق الربح والمال والسيطرة والقوة والهيمنة والمنافسة، وفي هذه الدائرة من طغيان الوسائل المادية النفعية على الغايات الإنسانية يتحول الإنسان إلى وقود بشري، إلى مادة خام، يحترق ويُحرق في مواقد الرأسمالية المعاصرة أو الليبرالية الجديدة بعناصر قوتها وجبروتها وهيمنتها،وفي هذا الزمن الليبرالي الجديد لعولمة طاغية ترتفع قيمة كل الأشياء وتنخفض قيمة الإنسان وحده.
وفي خضم هذه الصولة والجولة للتغير الإنساني بثوراته وطفراته ونهائياته ومناحي قوته وجبروته يطرح السؤال الثقافي نفسه بقوة: أين هي الثقافة الإنسانية وما دورها في خضم عصر مسكون بالتغير والثوير؟ أي دور تمارس هذه الثقافة في المحافظة على صورة الإنسان الغائية؟ الإنسان بوصفه أكرم الكائنات. وأين هو مكان الإنسان في هذه الثقافة الرأسمالية المعاصرة؟ وإلى أي حدّ يعيش في دائرة التشيؤ والاستلاب الثقافي؟
فالمجتمعات الإنسانية تواجه في حقيقة الأمر صدمة ثقافة اغترابية تستهدف سمو القيم الإنسانية، ومع دورة هذا الامتداد المدمر لثقافة الاغتراب يجد الإنسان العربي المعاصر نفسه في دوامة قهر ثقافي متفرد يتميز بطابع التعقيد والعمق والازدواج. وإذا كان الإنسان الغربي يعيش ثقافة اغترابية واحدة، تتمثل في ثقافة الحداثة والعولمة وما بعدها، فإن الإنسان العربي يعيش في ظل ثقافتين اغترابيتين، حيث يجد نفسه بين مطرقة الحداثة وسندان الثقافة التقليدية بما تتميز به هذه الثقافة من قدرة على ممارسة فعل الاستلاب والاغتراب. فالثقافة التقليدية العربية السائدة (أشدد على الثقافة السائدة بمعناها الانتروبولوجي) تحولت إلى نموذج فريد لثقافة التخلف بكل ما يعنيه التخلف الثقافي من قدرة على مصادرة الوعي والحرية وإخضاع الإنسان، وليس مفارقا للحقيقة قولنا في هذا الصدد: بأن هذه الثقافة تفرض على منتسبيها فروض الطاعة والخضوع والاستسلام، وتكتنز في مضامينها ما حملنا إياه ماضي الظلام من خرافات وتعصب وتسلط وأوهام. وبعبارة أخرى غرست الثقافة التقليدية قيم الخضوع للأمر الواقع، واتسمت بالنزعة القدرية الجامدة ، ورسخت روح القبول الصاغر بما هو قائم، وعملت على تجريد الفرد من روح المبادرة، وتغييب حسّ المسؤولية، ومن ثم إضفاء الطابع القدسي على معظم جوانب الحياة، وترسيخ النزعة السلفية بأخطر مضامينها، وأخيرا الحضور المكثف للأبوية وتغييب غياب الروح النقدية.
ومن مفارقات الزمان والصيرورة والمكان أن تتحد هذه الثقافة العربية التقليدية مع نقيضها الثقافي - أي مع ثقافة العولمة والحداثة- في مقاصد الاغتراب أي في عملية استلاب الإنسان ووضعه في دائرة الاغتراب، فالثقافة الكونية (عولمة، حداثة ،أو ما بعد حداثة، ثورة صناعية رابعة ) تزحف وتدمر، وهي في زحفها هذا استطاعت " أن تربك المنظومة التقليدية وتدخل الفزع حيث أفقدت المواطن العربي الثوابت الثقافية التي يبني بواسطتها هويته، وذلك لأن الهوية تحتاج إلى مرجعيات ثقافية وقيمية واضحة وثابتة يعتمدها الفرد لبناء شخصيته([3]). "فالاغتراب والفردية والمادية والاستهلاك أصبحت سمات سائدة في مجتمعاتنا العربية، حيث تحولت الثقافة العربية إلى ثقافة سوقية من نوع جديد، وأصبح كل شيء يخضع لقانون العرض والطلب، وكل شيء يمكن أن يباع ويشترى "حتى روح الإنسان نفسه""([4]). إنها ثقافة العولمة التي توصف بأنها عملية غسل حقيقية للأدمغة أو عملية تدمير للوعي؛ وهي كما يقول "مارتن وولف" ثقافة تقتلع الإنسان وتدمر أعماقه الإنسانية حيث يحاصر الفرد ويشعر بأنه أسير أفكار معلومة وقيم مرسومة، إنه طريد عالم غريب يدفع إلى الشعور بالغربة والانسلاخ والضياع الإنساني، كما يدفع إلى التمرد والعدوانية على كل هذا الصخب العالمي الوافد" ([5])..
نعم هي الصورة قاتمة جدا فيما يتعلق بفعلها الاغترابي، فالثقافة الإنسانية الغائية التي يريدها كانط وطاغور وابن عربي والجاحظ وابن طفيل والحلاج غائبة والمعري والمتنبي غائبة غائبة، والإنسان العربي إن استطاع أن يفك ارتباطه بالثقافة التقليدية فإنه سيسقط في أوحال الثقافة الغربية ثقافة العولمة والميديا إنه سجين المحبسين محبس الثقافة التقليدية ومحبس الثقافة الغربية المعاصرة، وسجين الصراع ما بين ثقافتين اغترابيتين في المضمون والجوهر.
فثقافتنا التقليدية – التي يفترض بها صون الهوية والكرامة الإنسانية ضد اغتراب العولمة - تتصف بالعجز، وتضع الإنسان العربي في حالة سلبية دائمة، وغيبوبة نقدية فائقة الوصف، إنها ثقافة اغترابية بامتياز حيث يتميز الإنسان العربي المعاصر بالسلبية والدونية والعجز والتواكل والانغلاق والتعصب، وقد لا نبالغ في القول بأن الإنسان العربي – في ظل القهر الاجتماعي والسياسي والأخلاقي – قد تحول إلى كيان مفرغ من إنسانيته في ظل هذه الثقافة التقليدية التي تجرد الإنسان من قدرته على الحركة والانطلاق. والدليل القاطع على هذا الموات الروحي الذي نعيشه اليوم يتمثل في مواقف الشعوب العربية إزاء قضاياها ومصيرها الإنساني، إذ يفقد الإنسان العربي قدرته على المبادأة والمبادرة فيما يتعلق بقضاياه المصيرية كنتيجة طبيعة لوجوده تحت ضغط ثقافتين استلابيتين متناقضين تجعله غير قادر على المشاركة الإيجابية في الأحداث المصيرية الكبرى.
فالثقافة التقليدية بمعناها الأنتربولوجي ما زالت تتمحور حول قضايا خارج العصر وما قبل التاريخ لتضع الإنسان العربي في حصار حالة اغترابية ثقافية مذهلة، فالثقافة التقليدية الجامدة التي نعيشها ونعايشها ما زالت تدور في فلك قضايا اغترابية تجاوزها الزمن، وتتحرك في فضاء التخلف الثقافي الصريح. ففي الوقت الذي تتمحور القضايا الثقافية للبلدان المتقدمة حول قضايا علمية وفكرية معاصرة، مثل: الثورات الرقمية، والجينات، والشيفرات الوراثية، وغزو الفضاء وتدجين الإنسان، والنانو تكنولوجي، والطابعات الثلاثية، واختراق الزمن، وقضايا النسبية، وابتلاع الضوء، والدورات الفلكية، وامتداد الكون؛ وقابلية الكون للفناء!! وبالمقارنة تتمحور ثقافتنا التقليدية حول قضايا ما قبل الحضارة مثل دخول الحمام، وملاعب الشيطان، وتفسير الأحلام، ورضاع الكبير، ونكاح الصغير، والقراءة في الفنجان، وشهادة المرأة والصبيان، وقضايا الزواج من الأنس والجان.
حال الثقافة التقليدية بمعناها الاستلابي لا يختلف كثيرا عن حال ثقافة العولمة، فكلاهما ينهل من معين القهر ويسعى إلى تفريغ الإنسان من معانيه الإنسانية ومن مضامينه الأخلاقية، كلتاهما تعمل على تخدير الإنسان وتحويله إلى وثن أو شيطان، كلتاهما تعملان على تعليب العقل وتدمير ملكة النقد وإسقاط الحس الجمالي والانحدار بالإنسان. والإنسان العربي المعاصر الذي يعيش في دائرة هذه التقاطع المرعب لثقافتين مدمرتين يتحول إلى كيان موميائي اغتراب لا حول له ولا قوة، إنه يعيش تضاعيف اغتراب تتكامل فيه العناصر الاستلابية والقيم الاغترابية للثقافتين التقليدية والحداثية. وغالبا ما تمتلك هذه القيم الاستلابية على قوة جذب وتدمير، فهي أشبه ما تكون بالثقوب السوداء المدمرة التي تعتصر نفسها وتلف ما يقع في طريقها بصورة أسطورية، إنها ثقوب ثقافية سوداء تبتلع الضوء والزمن وتلفّ أبعاد المكان والزمان، وتحول إلى الإنسان في النهاية إلى مضغوطات استهلاكية فاقدة للمعنى والدلالة.
وما يزيد القهر قهرا والاغتراب اغترابا أن ثقافة العولمة التي تصول وتجول في عالمنا العربي ليست عربية الصنع أو إسلامية الهوية، بل هي ثقافة الآخر التي تداهمنا وتداهم وجودنا الإنساني لتحطم أركانه. وهكذا يقع الإنسان فريسة ثقافة الآخر المدمرة التي فرضت عليه من عالم مختلف المعاني والدلالات وليس له صلة لها بعالمه إلا وفقا لدلالة التشيؤ والاستهلاك. وفي هذا السياق يمكن القول " إن الثقافة العربية لم تعد قادرة اليوم على الصمود أمام عقلانية غربية تكتسح وتبتلع كل ما حولها دون أن تميتها، أي عقلانية تقتحم الحدود دون تصريح وتحدث خللا في التوازن النفسي والاجتماعي، لقد وقعت جميع الحضارات داخل عنق الزجاجة، فلا هي قادرة على إغلاق نوافذها أو صمّ آذانها على ما يحصل في العالم، ولا هي قادرة بتكوينها التاريخي ومعادلتها الفكرية أن تستمر وتقاوم وتستمر" ([6]).
وفي هذا السياق يرى بنجامين باربر في كتابه " الجهاد ضد السوق الكونية" بأن الآثار التفكيكية للسوق الكونية ستؤدي إلى مضاعفات وردود فعل عنيفة في داخل كل ثقافة، ومن ثم يؤكد أن قيم السوق الكونية العالمية سوف تنتصر في نهاية المطاف على الذين يتصدون لمقاومتها. حيث يقول: " إنني أتنبأ بأن المقاومة ستهزم في النهاية (إن لم يكن في أي وقت قريب) أمام السوق الكونية. وهذا التنبؤ يستند كلية تقريبا إلى القدرة الهائلة للثقافة الكونية على التغلب على كل ما يجابهها من ضيق الأفق الفكري ومحاولات الإبقاء على الكيانات الصغيرة. وهذا ما نراه اليوم أمام العين وما يقع أمام البصر، ففي ظل آليات الهيمنة العالمية تحولت الثقافة الاستهلاكية إلى آلية فاعلة لوضع الإنسان العربي في دائرة الاغتراب، ومن ثم تعليب قناعاته الوطنية والأيديولوجية والأخلاقية والدينية. وهكذا لعبت الثقافة العالمية الجديدة دورا كبيرا في تدمير البنى التقليدية للمجتمعات العربية وحولت الإنسان إلى قيمة استهلاكية.
وأخيرا لن تنزلق مقالتنا هذه إلى تقديم الوصفة المعهودة لكيفيات التقدم والتجاوز؟ كيف يتم تجاوز ثقافتي الاغتراب والاستلاب والتشيؤ والضياع في عالمنا العربي؟ ما استراتيجيات العمل والفعل في اتجاه بناء الإنسانية في الإنسان بعيدا عن كل أشكال القهر؟ تلك هي أسئلة المحال؟ والإجابة عنها غالبا ما تكون في تضاريس الصراع الإنساني نفسه من أجل الحق والخير والعدالة الإنسانية. وحسبنا في هذه المقالة إثارة جانب من أوجاعنا المرعبة في حالك الظلام. فالاغتراب اليوم هو قضية إنسانية شاملة تلف الكون بأممه وشعوبه وأعراقه وأجناسه. وإذا كان من قول في النهاية يمكننا القول: إن المجتمعات الإنسانية لن تألو جهدا في سبيل تحقيق قيم الحق والحرية والجمال، وكذلك فإن النضال الإنساني لم يتوقف يوما ولن يقف أبدا من أجل الغايات الكبرى. فالنضال من أجل ثقافة التجاوز كان وما زال همسة الإنسانية عبر الزمان والمكان. ونحن في عالمنا العربي لشدّ ما نحتاج اليوم إلى حالة تنوير تدفعنا بعيدا عن دائرة الاغتراب الظلام.
مراجع وهوامش
[1] وجيه قانصو ، عولمة الحضارات وحضارة العولمة ، المنطلق الجديد ، العدد الثالث ، صيف- خريف 2001، صص 77-102، ص 92.
[2]- Sigmund FREUD, Moïse et le monothéisme, traduit par Anne Berman, Paris. Gallimard. P 75.
يدّون بأن فرويد قد قال ذلك في عام 1938 أي قبل عام واحد على وفاته .
([3]) - أحمد شبشوب، التحولات الاجتماعية وبناء الهوية لدى الشباب التونسي المتمدرس، فكر ونقد، س2 عدد 12، أكتوبر، 1998، صص 74-78، ص74.
([4]) - جلال أمين، ماذا حدث للمصريين؟ تطور المجتمع المصري في نصف قرن 1945-1995، القاهرة: دار الهلال، 1998، ص 283.
([5]) - عبد الخالق عبد الله،العولمة جذورها وفروعها وكيفية التعامل معها، عالم الفكر، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ديسمبر 1999. صص 79-80.
[6]- وجيه قانصو، عولمة الحضارات وحضارة العولمة، المنطلق الجديد، العدد الثالث، صيف- خريف 2001، صص 77-102، ص 92.