تسطع الشمس بقوة في نهاية اسبوع ملتهبة فجأة ،يلسع لهيبها الجلد حرقا، وتجف الاعشاب والأوراق تتساقط أرضا، كذلك هي تنتابها حرارة ذابلة لجسمها الملفوع تحت سقف البيت الخانق، وحدها من بين اعضاء عائلتها تشكو اللظى المتناسل داخلها، كما أنها في الجمر ينهش خلاياها، تتجرد من ملابسها الا من قطعتين قطنيتين قصيرتين داخلتين، تقاوم بالتلويح بيديها على وجهها تصفعها بنسائم رياح خفيفة من يديها الرقيقتين...
تمسك بالقنينة من على مائدة الشرفة وترش الماء على وجهها وتنثره على خصلات شعرها وجسدها لعلها تطفئ اللهيب المشتعل، و المثقل لدمها الذي يسري في عروقها أعاق من حركتها وخثر الدم في أوردتها. ...
تنتفض متجهة نحو غرفتها وبسرعة البرق تحمل حقيبة يدها السوداء، وتأخذ منديلا أبيضا كبيرا تلفه على عنقها وصدرها مقتحمة الباب عنوة في تأوه عميق ومعاناة من شدة الحرارة ،مطلقة العنان لقدميها في اتجاه البحر، تزف جسدها المتأجج لأمواج باردة تلطمها يمينا ويسارا ،تصفع بدنها المتوقد والمتعطش لقطرات المياه لتسري في مسامات جلدها ،وتدفعها نحو الأعماق تصارع الامواج في اندفاع قوي وفي تقدم لا تعيه حيث الملاذ ....