تترعرع الثواني لتصير دقائق ساعات أياما بل شهورا و سنوات تمضي داخل هذه الزنزانة الموصدة.... هنا حاول بعض المخبولين مثلي أن يجعلوا معنى لحياتهم فأخذوا يحاربون طواحين الزمان بينما تجري كل العقارب عكس اتجاهها.
كل لحظة يبتلع الماضي حاضرنا فيجعله ماضيا ثقيل الخطوات يلاحق خطوات مستقبلنا في شارع الحياة... يتنبأ العقلاء ؟؟ بل المجانين بلحظات مجد... يتصيدون الدلائل في مقولات العلماء؟؟بل الدجالين فالدجل في بلادي علم قائم بذاته يتاجر بالوهم والمأساة .يرددون التمائم الشيطانية بجهالة وابتهال وأمل في رفع الحجاب واستشراف المجهول... هذه هي خفافيش الجهالة, تنصب شركها المرقع بخيط رفيع من سحاب الوهم و ترسم في الفراغ عالما من أهوائها مرصع بدرر الرغبة ومعاناة الجهل... فتجري لتقبل الحقد والكراهية بنهم...
هي عقدة الماضي التي تجعلهم يبنون من كبريائهم البائد بطولات, يستعملون لها ما تبقى لهم من كلمات مسبوغة بدمائنا ليقولوا بصوتهم المتكبر كل شيء بخير,هو ذا طبعهم ينفقون على أهوائهم أكثر مما ينفقون على همومنا , يشترون الذل بعرقنا و يبعثرون كلماتهم المعسولة على موائد الشاي وكسرة الخبز اليابس: موائدنا... فيلملموا شتات أفكارهم ليجدوا أقفال عقولهم موصدة بشكل لا يسمح بتسرب الأفكار منها أو إليها , يستبطنون الجهل ثم يرمون أفكارهم في باحة النسيان...يعمون أبصارهم ليروا في المرآة صورتهم ثم يتغنون بفحولتهم, فحولة إنسان مهزوم.