نهضت ذلك الصباح كالعادة تحضر الإفطار..تقبله قبلة جافة قبل ذهابه إلى العمل ..يذهب هو فتبقى هي وحيدة
جلست كالعادة تقلب يومها بين أعمال البيت وشرود ذهنها مع لحظات الماضي الحلو..
أيام الحب الأولى ..تذكرت أشياء جميلة عاشتها معه..
تذكرت تلك القبل التي كانت تستغرق ساعة دون أن يحاول أحدهما أن ينزع فمه من فم الأخر ..
وتذكرت أشياء أخرى كالتي تجمع مجمل العشاق المهووسين بالحب
كل هذا وهي تحاول ان تنظف الحائط العلوي من مسكن العنكبوت..
ففجأة أصابها ذلك الدوار وذلك الألم في بطنها ..
جلست فوق الأريكة وفي داخلها ذلك الإحساس بالارتباك والتوتر .
أخذت الهاتف وطلبت موعدا مع الطبيب ..وفي داخلها تتساءل ..هل بالفعل ما أفكر فيه ممكن ؟ لم لا..
ثم تهرب بها الأسئلة مرة أخرى ..أيعقل أن أكون أما ؟
هل ستدخل الفرحة إلى هذا البيت البارد الكئيب ..أيعقل ؟
ثم سيطرت عليها فرحة انعكست على كل جزء من البيت ..الجدران ..الغرفة ..صوت السيارات المارة من قرب المنزل ..كل الأشياء أصبحت تغني ..تنشد أناشيد الأطفال
جاء هو بعد الظهر ..
فتحت له الباب ..
قبلته قبلة تنتمي لحقبة مضت ..
تعجب لهذا الاستقبال سائلا رغم أني لم أغسل أسناني بعد !؟
أجابته بقبلة أخرى ..ثم قالت وأظن أننا سنكمل ما وراء القبلة محبوبي قبل ان تغتسل أيضا
أجابها ليس من عادتك ..قاطعته ..اليوم انا جد سعيدة ولن أقول لك لماذا حتى أتأكد .
نهضت في الصباح بعد ليلة ممزوجة بالتعب واللذة ..فلم يتوقفا طوال الليل .
تأهبت بعد أن ذهب هو كالعادة إلى العمل ..ثم قصدت طبيبها ..دخلت عليه شارحة له ما أحست به في الأمس من ألام ودوار وشكوكها حول حملها ..قامت بالتحاليل والفحوصات اللازمة ثم عادت إلئ المنزل .
ظل الحال على ماهو عليه لمدة أسبوع .حب .قبل .متعة . ولسان يحاول تمالك نفسه إلى حين التأكد من نتائج التحاليل.
ليأتي اليوم الموعود أي بعد مرور أسبوع على قيامها بالتحليلات .
تأخذ الهاتف في توتر شديد ..تتصل يجيبها الطبيب ..تسأله عن نتائج التحاليل ..تبتسم وهي تشعر أن بينها وبين الفرحة هنيهة ..
يقول :
سيدتي إن معك سرطان وهو في مراحله المتأخرة .