في غرفة صغيرة تفرد جسدها على السرير لتنام.
تحاول تركيز تفكيرها على كلمات الأغنية التي تسمعها، فجأة تنفلت دمعة مالحة من مقلتيها، تمسحها بسرعة وتتبعها بابتسامة صغيرة، تحاول إقناع نفسها أن ما حصل كان لصالحها.
تطفئ المذياع في سرعة، ثم تأخذ الرسالة التي تسلمتها هذا الصباح من طرف سعيد البواب، تعرف أنها قرأت الرسالة أكثر من مرة، لكن رغم ذلك تعيد قراءتها على مهل وكأنها المرة الأولى.
تنطق بهذه الكلمات بصوت مرتفع، ناسية أنها ليست بمفردها في البيت(سامحيني واعذريني لكوني باحث عن طيف جديد، اعذريني فقد سئمت انتظارك، ما عدت قادرا على إلقاء درسي المعهود، ولا حتى أن أربي، ما عدت أقبل أن أكون مدرسا لتلميذة كسولة).
أيكون هذا سببا في تخليه عني!
لقد وجد أخرى أحسن مني، صغيرة وجميلة...
تتجه صوب خزانتها، تأخذ معطفا بنيا وتنصرف...تتجه إلى الشاطئ... تمشي على الرمال دون أن تدرك متى وصلت، ومتى سترحل...سمعت ضحكة فالتفتت إلى الوراء، ثم أغمي عليها.....