رنا ببصره إلى الثريا..بدت مصابيحها جذلى وهي تتراقص فوق رأسه..اللعنة..حتى هذي الشرارات الغبية تتنفس الصعداء لفراقه ! ..لو أن به بقية من جهد لقذفها بعكازه ..لكن..!
لغط الأقارب من حوله لم يخف منذ الصبيحة..علا صياحهم وهم يُحصون أملاكه للمرة العاشرة..هذا العجوز الوغد لم يُطلع أحدا على حجم ثروته..ضربت الحفيدة بكلتا يديها على الطاولة ..إنها مصرة على الاستئثار بمتجر العطور..فلا دراية لها بتدبير شؤون المعامل أو حظائر الماعز !
لمح في عينيها جشعا غريبا لم يعهده من قبل..كانت الاثيرة لديه دون سائر أحفاده ..لم يبخل عليها بمصاريف الجامعة و تذاكر السفر الموسمية ..آثر البقاء إلى جانبها حتى تمر محنة الإدمان بسلام ! ..أجبر الوغد الذي تسلى بعواطفها على تقبيل قدميها وطلب الصفح ..قبل أن يشيع خبر انتحاره ! .. يا للجحود !
داهمته نوبة سعال حاد ..لم يخف لغط الاقارب ..وحدها الخادمة تبكي سيدها .. آه.. لو أن عقارب الزمن ترتد ليلتين فقط ..لكان أوصى بكل ما يملك للخادمة ..وتابع بشماتة أقاربه وهم يُساقون كالقطيع إلى مصحة المجانين ..لكن..!
دلف المحامي إلى الصالة..خف اللغط قليلا ..سرت همهمات خافتة قبل أن يشرع في تلاوة الوصية..الجد حريص على تقسيم التركة بين اقاربه قبل رحيله ..انبسطت اساريرهم وهم يتابعون بشغف قوائم المنشآت و حجم الأرصدة المودعة في البنوك ..حيوا المحامي بأدب زائد عن اللزوم قبل أن تُدار أنخاب الشامبانيا !
دنت الحفيدة منه..تعلو محياها ابتسامة خبيثة..قبلت جبينه ..أزاحت الغطاء قليلا ثم همست ..
نم قرير العين يا جدي !!