تصاعدت الحناجر هادرة تلعلع في المكان. نظر إليها وهي مازالت ترفع عقيرتها بالشعارات الرنانة الطنانة وسط زغاريد زميلاتها.
قال لها:
- ما رأيك لو ننقل المظاهرة خارج هذه الأسوار؟
دون أن ينتظر ردها جرها من يدها. غير بعيد عن الأسوار، وهما يفترشان العشب تناوبا عن الصراخ واللهاث ورفع الشعارات. فرغم أنها بدت متحشرجة مختلفة، إلا أنها كانت في نفس حدة وقوة الأصوات التي تصلهما من هناك. وفي حمأة احتجاجاتهما الهذيانية سألته:
- ما الفرق بين الصراخ هنا في الداخل والصراخ هناك في الخارج؟
أجابها بصوت أبح:
- الإنسان سيد ما هو خارجه وعبد لما هو داخله.
- الإنسان سيد ما هو خارجه وعبد لما هو داخله.