-1-
مناضل
أخذوا أطفاله للضغط عليه وحمله على الوشاية برفاقه والاعتراف بما لم يقترفه فهز كتفيه وقال:
- سيعلمونهم الثأر للحق، سيعلمونهم الانتقام!
هدموا بيته فهز كتفيه وقال:
- قبرُ الدنيا: مجرد قبر!
احتجزوا سيارته فهز كتفيه وقال:
علقوه وجلدوه فصرخ حتى تمزق فمه ليطل "غاندي" من حلقه قائلا للجلادين:
- لكم جلودنا ولكنكم لن تستطيعوا أبدا النفاذ إلى أرواحنا!
-2-
مراتب الغش
محكمة!
في قضية الغش في بناء القبور التي هوت على رؤوس أهاليها من الأموات، حكمت المحكمة ب"عدم الاختصاص".
وفي قضية الغش في بناء حي سكني خاص بالوافدين من أحياء الصفيح وما نتج عنه من هلع وفوضى في صفوف الساكنة، حكمت المحكمة على المنعش العقاري المسؤول ب"ترميم المساكن المتضررة".
وفي قضية الغش في بناء السجن المركزي الدي ترتب عنه تشقق في الجدران الخلفية للسجن والتي ساعدت إلى حد كبير في هروب السجناء، حكمت المحكمة على المهندس المعماري والمنعش العقاري ومدير السجن ب"عقوبة الإعدام".
ورفعت الجلسة!
-3-
"تَشْبيب"
اقترب الطبيب الخاص من أذن سيادة رئيس البلاد الممدد على فراش الموت وقال له:
- لن تعيش أكثر من أسبوع، سيادة الرئيس!
فطلب الرئيس حضور ميكروفونات وكاميرات الإذاعات والتلفزات ووسائل الاتصال جميعها ليخطب في شعبه نبوته الجديدة وإلهامه الأخير:
- أيها الشعب الأبي، لقد كنت دوما راعيا لكم وكنتم دوما رعية لي. أنصتُ لنبض قلوبكم وأدمغتكم وتنصتون لقراراتي وأوامري. وهذا أمري الأخير: إن حاجة البلاد اليوم هي أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى تشبيب رجالات البلاد وتشبيب طرائق تسيير البلاد وتشبيب دماء البلاد وسيتولى ابني الشاب البار أمر التشبيب وأمر شباب اليوم حتى يصبحوا كهولاً على أن يتولى بعد تلك الحقبة تشبيب جديد يقوده شاب بار جديد من صلب سلالتنا البارة!...
بعد الخطبة الرئاسية، خرج شباب البلاد إلى الشوارع للتظاهر حاملين لافتات كتب عليها نتف من خطبة السيد الرئيس ليرددوا بعد رجال الاستخبارات المنظمة للتظاهرة الشعارات المكتوبة على الورق...