جلده ، بارد ، كالجمر ،، كماموث يدور ، يدور داخل غرفة رديئة إكتراها حديثا في نزل رديء ،،، غرفة يتوسطها سرير خشبي قديم ، يتيم ، بالركن طاولة قفر ، و أمامها كرسي ثلاثة من أرجله متشابهة و سبحان الله الرابعة معدنية ،، نشاز ،،، رسم لوجه مكسر معلق على جدار دهنه متلاش ،،،، يدور ،، يدور كماموث ، ينتبه إلى حقيبته الموضوعة على طرف السرير ، يفتحها ، لا شيء ، سوى بعض أدباشه ،، لكنه يفتقد الآن كتبه و أوراقه التى تركها عند التى إلتهمت نصف عمره ،، و كابد نصف عمره أن يتقبلها كما هي، مراعاة للتقاليد ووووووووووو ، و لكنها كانت كتلة من العقد و كومة من أشياء أخرى ،،لذا بمجرد أن إستقرت في رأسه فكرة أننا لا نعيش مرتين ، حمل جثته و هرب بجلده منها ،،، و لكنه مشتاق لمكتبه و كتبه و كراريسه ،، إنه الآن ملغوم بكلام كثير ،، لابد له من ورق ،،القلم فر معه في جيبه ،إنه يريد أن ينفجر داخل ورقة ،،، يبحث في البيت عن جذاذة يكتب عليها ، حتى علبة سجائره فرغت فألقاها في الشارع ،،لابد له من سيجارة و ورقة .
الوقت متأخر و كل حوانيت المكان مغلقة و الشتاء القارس يحتل البلاد ،، جاره ،يخرج من غرفته يلتجيء إلى جاره ، غير معقول لا يدخن و ليست له أي علاقة بالورق البتة طبعا بإستثناء الأوراق المالية ،،،إنه على وشك الإنفجار ،، و فجأة يقفز فرحا ، لقد وجد الورقة ، ، ورق التنظيف بالمرحاض ،، يخطفه ، و يبدأ الإنتشار في مفاصله الرخوة بكل حذر ، خوفا أن يتمزق تحت وطأة قلمه ،،أجهش بالكتابة طويلا ، ثم بحركة جنونية وضع كل ما كتب في المرحاض ، و نام كطفل في زاوية ..............