جاؤوا قريتنا مساء من جهة الشرق،بلحاهم الكثة الشديدة السواد،وعباءاتهم البيضاء الناصعة البياض ، تجمهرنا حولهم ،فعانقوا الكبار وقبلوا الصغار...
بالدار الكبيرة لشيخ القبيلة ، جلسوا وجلسنا ، فقال كبيرهم : نحن ضيوفكم ، اتيناكم بمفاتيح الخير، ولكن لاتتعبوا انفسكم ،طعامنا جاهز ،ولن ناكل شيئا اخر ،فلا تحرجونا..و ظننا ان مائدة ستنزل عليهم من السماء، فالقوم قدموا خفافا طوالا...
ثم طلب كبيرهم وكان شابا طويلا عريض المنكبين ان تفرش ساحة القرية وان يحضر الاهالي الكبار والصغار، النساء ورالرجال، وباتوا يحدثوننا عن الخير والشروالحلال والحرام والصبر والاحسان والعفو والموت وظلمات القبر وعذاب السعير...
ولما حان النوم تركناهم و لا نعرف ماذا اكلوا...
وبعد صلاة الفجر والدعاء ،قام كبيرهم وخاطبنا :من يخرج معنا لزرع الخير ومحاربة الشيطان ؟ من يخرج معنا بماله ونفسه ؟من يخرج معنا بنفسه وزوجه؟
سكتنا ، فانبرى عبد الله ابو الذئاب قائلا : لو تضمنون لابنائي الستة كسرة خبز لخرجت معكم ولا اعود ..
وقال نفس الكلام احمد الشراد وعباس الصراف ...
لحظتها شدوا على لحاهم ،ولم نعد نسمع منهم الا الحوقلة والاستعاذة من الشيطان ،ثم احنوا رؤوسهم وانسحبوا في صمت تتبعهم نسوتهم المتشحات بالسواد ...
وقال نفس الكلام احمد الشراد وعباس الصراف ...
لحظتها شدوا على لحاهم ،ولم نعد نسمع منهم الا الحوقلة والاستعاذة من الشيطان ،ثم احنوا رؤوسهم وانسحبوا في صمت تتبعهم نسوتهم المتشحات بالسواد ...