ها أنذا ألج أسوارك بعد غياب قسري طويل ..لا أدري..ربما يكون ذلك من منح القدر التي تستوجب الشكر .
لم تغير السنوات السبع التي قضيتها بعيدا عنك ، من شكل بابك الحديدي المستسلم لفلول الصدأ . رائحة عفن تنبعث بإصرار من مرحاض تركته يستجدي الرفق والإنقاذ ولا زال .
مقاعد متآكلة تلاشت معالمها وأضحت ملاعب غولف من كثرة الثقوب ، جدران مزينة بأقبح النعوت وأقذر العبارات ، فضاء أعد بفوضوية مزعجة ، جعلتني أومن شخصيا بأن مستقبل إصلاح التعليم لن يكون بخير، على الأقل في أقرب الأيام .لم أكن أتصور يوما أن أجد نفسي في طابور طويل من المصححين ، ينتظرون آلاف الأوراق دون أي إحساس بالمسؤولية .
وجوه شاحبة ، ثياب بالية يزينها جمال العتق والقدم ، ...تفرق الجميع تلقائيا كالقطيع المروض مكونين أربع ورشات ، إحداها خاصة بالإناث ،.. مساكين...هذا أول انطباع يمكن أن يأخذه المتفرس في ملامحهم والمتفحص لقسماتهم ،..صحيح أن أي واحد منهم لم يعد عدته لركوب هذه المغامرة ، اللهم من تسلحهم بأقلامهم الحمراء...
تحول الجميع بعد وصول أوراق التحرير إلى آلات بشرية مبرمجة ، أشفقت على تلك الصفحات العصماء، وقد ملت من التقاط علاماتهم المتعبة ...بعد ساعة من طقطقات أقلام ترتطم بالأوراق موزعة كثيرا من الأرقام ، تهدأ الأكف المتعطشة .لتتوزع ابتسامات باهتة لا طعم لها ولا لون بين الكل .
كانت كل مجموعة تظن وبإصرار يكاد يكون هستيريا أنها الأفضل والأكثر تصحيحا ، والأنجع أداء ، والأتقن عملا .
مرت الساعات طويلة والأمور تزداد رتابة ، أحسست إثرها بأن ما نقوم به هو العبث بعينه ، ولم لا والجميع متيقن من أن النجاح رهين بمسطرة النيابة ، أما أقلامنا وأصفارنا فلتذهب إلى الجحيم .
أكوام متناثرة من الأوراق يتأملها زميلي في الورشة ، ولن أنسى عينيه الغائرتين وهما يتفقدانها بحثا عن شيء ما ....يمد أنامله صوب شعره الفاحم يحكه بهدوء ممل ، ثم يعود ليضع علامة ، متبوعة بتأفف طويل، وابتسامة ماكرة لا أدري معناها... أما الذي يجلس بالقرب منه ، فكان يتجول بعينيه بسرعة قياسية بين الأسطر ليلقي نقطة هو وحده العالم بمصداقيتها .
مرت الساعات طويلة دون أن نتلمس فرجا قريبا . أصبحت القلوب تضيق، والضلوع تتمزق من كثرة الانحناء . غابت الابتسامات وتعالت التأوهات والشكاوى ، وغدت النفوس حزينة ناظرة تتأمل وتتألم .
تيقن الجميع من عجز واضح يسمنا ومن مقدرة محدودة نتصف بها تجاه من هو أقوى منا .
حتى أنا ، لو خيرت ..لو ..لو..فلن أصل هذا المكان ، فلي تطلعات أعرفها جيدا . لن أركب هذه المغامرة المشؤومة ، لكنهم أرادوا ، وبما أنهم أرادوا ..فليس أمامنا ألا أن نحزن، ونتأمل ، ونصحح ، ونستعذب الشكوى حتى إشعار آخر .
مرت الساعات طويلة والأمور تزداد رتابة ، أحسست إثرها بأن ما نقوم به هو العبث بعينه ، ولم لا والجميع متيقن من أن النجاح رهين بمسطرة النيابة ، أما أقلامنا وأصفارنا فلتذهب إلى الجحيم .
أكوام متناثرة من الأوراق يتأملها زميلي في الورشة ، ولن أنسى عينيه الغائرتين وهما يتفقدانها بحثا عن شيء ما ....يمد أنامله صوب شعره الفاحم يحكه بهدوء ممل ، ثم يعود ليضع علامة ، متبوعة بتأفف طويل، وابتسامة ماكرة لا أدري معناها... أما الذي يجلس بالقرب منه ، فكان يتجول بعينيه بسرعة قياسية بين الأسطر ليلقي نقطة هو وحده العالم بمصداقيتها .
مرت الساعات طويلة دون أن نتلمس فرجا قريبا . أصبحت القلوب تضيق، والضلوع تتمزق من كثرة الانحناء . غابت الابتسامات وتعالت التأوهات والشكاوى ، وغدت النفوس حزينة ناظرة تتأمل وتتألم .
تيقن الجميع من عجز واضح يسمنا ومن مقدرة محدودة نتصف بها تجاه من هو أقوى منا .
حتى أنا ، لو خيرت ..لو ..لو..فلن أصل هذا المكان ، فلي تطلعات أعرفها جيدا . لن أركب هذه المغامرة المشؤومة ، لكنهم أرادوا ، وبما أنهم أرادوا ..فليس أمامنا ألا أن نحزن، ونتأمل ، ونصحح ، ونستعذب الشكوى حتى إشعار آخر .