حين أكّد لها الطبيب أنّهُ في النّزْع الأخير، طلبتْ تلقينَهُ الشهادة،لم تنسَ في عزّ الأزمة تنفيذ وصية أمّها، ستأتي عليه ساعة تفعلين به ما تشائين.
لمحتْ في عينيّ إصراراً على التمسّك برفْض الموت على وقْعها في أذني بالقوة.
تراجعتْ هامسةً بالاسْتِغفار لي.
همّ الفقيهُ بالاقتراب من وجْهي البارد، شممْتُ رائحةً كريهةً تفوحُ من فمِه المُهترئ.
تمنّيتُ القدرة على الحركة مرّةً واحدة قبل رحيلي.
تراجعَ هامساً بِلعْن الشيطان.
شعرتُ بزيْغ الطّرف نحوها، هلْ كنتُ أسْتجْديها لِتتْركني أموتُ كما أردتُ لا كما ظلّتْ تريد.
تسمَّعتُ صرخةً عميقةً من قرارٍ بعيد ،ثُمّ انطفأَ كلُّ شيء.
**********
محمد المهدي السقال
محمد المهدي السقال