الأعمى..
كان منتصبا أمام باب المسجد مثل علامة مرور ثابتة..يده اليمنى مبسوطة..ويده اليسرى تمسك العُصَيَّة البيضاء..وعلى عينيه نظارتان سوداوان..ورأسه مرفوع قليلا إلى الأعلى..
غادر آخِرُ مصَلّ ٍالمسجد..وأغلق المكلفُ الباب الكبير بزكروم الحديد..نزع النظارتين السوداوين ودسَّهما في الجيب الداخلي لسترته..طوى عُصَيَّته ووضعها في الجيب الخارجي..ثم ذاب وسط المارة..
براءة
قالت الطفلة لصديقها:هيا نلعب لعبة العريس والعروس..
قال الطفل: أنا أقوم بدور العروس…
قال الزوج وهو يهم بإغلاق الباب: سأتأخر قليلا هذه الليلة..
فرحتِ الزوجة وقامت مسرعة إلى حقيبة ماكياجها..
اللهم ارحمنا..
أنهى حفار القبور إعداد القبر الأخير لهذا اليوم..أحس بإرهاق شديد ، ورغبة قوية في النوم..تمدَّد في الحفرة ليستريح قليلا..ولم يستيقظ..
المصطفى السهلي.