قفوا خلفي
نعم، هكذا
متراصين كعلب التونة
مائلين إلى الأمام قليلا
كحائط مقبرة
وابتسموا في فرح نادر
أنت في الخلف..
حاذر !
لا تلوح بشارة النصر
حتى ينقشع الغبار
وتهدأ الثائرة.
-2-
قفوا خلفي
نعم، هكذا
حواريين بلا معنى أو صليب
مسالمين..
كالعائد من قضيته الأولى
وابكوا ..أو تباكوا
مثل قارئ على التل
ليس للموت حل
يمرق خلسة إلى صحوك العابر
يغريك بالتلصص
على أحوال من سبقوك
هو الموت
كفكفة لحظك العاثر !
-3-
قفوا خلفي
ودودين كمغزل الجدة
وامنحوا هذا الخراب لوعة التشكيل
وهم هي الحياة
تراشق بالياسمين لحظة.. لحظتين
ثم انطفاء يغالب معناه.
وحده سيد الأشياء
يؤلف الأسباب للحائرين
" لن تمض أبعد من حتفك اليومي
فاقرأ على الدنيا ما تيسر
بيتا.. بيتين
لشاعر يفك حرير الضجر
وابدأ قيامتك هاهنا
على مذبح الصمت و الأنين،
صدق رؤياك في الممشى إلى اليقين
وإن طوتك غيابة الجب
أو تَلَّك الصبر للجبين "
-4-
هاهنا أمة التوحيد
و الصمت.. و اللاجئين
تذروها الرياح قصاصة
لوكالات الأنباء
وخطط الإنماء
وليالي الساهرين
فتش عن اسمها
في المراثي و المذابح
أو في ثنايا ربابة
تصدح من أرض الغلابة
" أروح لمين " !
-5-
قفوا خلفي
نعم، هكذا
وقورين كأوتار الكمان
ولَوحوا بالورد و التمكين
لجرح غائر أسموه
فلسطين !