مهداة إلى الوالد الغالي
" لا يغفو قلب الأب، إلا بعد أن تغفو جميع القلوب" ريشيليو.
هناك في مسرح الطفولة الحميم
تراءى لي طيفك الحبيب
هي ذي يدك الحانية
تداعب شعيراتي الصغيرة
فيما نظراتك الحالمة
تبني لي حلما لا أعرف تفاصيله.
****
طوفت كلّ ساحات القتال
لتهبني قرطاسا وقلما
قلت للجوع...للسهر..للعري
مرحى وألف مرحى
كي تحرس برعم أمل
يرقد في مجسات القلب.
*****
أبتي
وأنت تمسك بيدي
وأنا أتأبط محفظتي
رفيقة دربي
أودعتني المدرسة
وقلت : اقرأ
سافرتُ على صهوة الحروف
مرمرتني المناهج والنظريات...
وظلت كلماتك نبراسي في طريق لا ينتهي...
وحينما أعود وأقبّل يدك
أدرك أنّي أنا الأميُّ لا أنت
في حضرتك دوما أنا التلميذ
أشعارك منارتي في بحري اللجب
وحكمتك دليلي في بيداء الصحاري اللامتناهية
أبتي
قلّتْ كلماتك...ذوى نشاطك
وأصبحت رهين ركنك
لا تهش ولا تنش
تبادلنا الأدوار
هي لعبة الحياة
صرتَ مثل الطفل الذي كنتُه
لكنك ليس هو !
أبتي
لمَ صُمْت عن الكلام المباح؟
ألم تدرك أنّي بحكيك أحيا ؟
لا حكمةَ للصمت إن كان يوجع يا أبتي !
ربما فهمتُ....وربّما لم أفهمْ .
سأدعُك لخلوتك السيّدة
وسأنشد مع ابن الملوّح:
صَغِيرَيْنِ نَرْعَى البَهْمَ يا لَيْتَ أنَّنَا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم !