لم تأتِ
قلت: ولن
إذن .. سأعيدُ ترتيبَ المساءِ
بما يليقُ بخيبتى وغيابها
أطفأتُ نارَ شموعِها
أشعلتُ نور الكهرباء
شربتُ كأسَ نبيذِها وكسرتُهُ
بدّلتُ موسيقى الكمنجاتِ السريعةِ بالأغانى الفارسية
قلت : لن تأتى
سأنضو ربطةَ العنقِ الأنيقةَ .. هكذا أرتاح أكثر
أرتدى بيجامةً زرقاءَ
أمشى حافيا لو شئتُ
أجلس بارتخاءِ القرفصاءِ على أريكتها !!
فأنساها .. وأنسى كلَّ أشياءِ الغيابْ
أعدتُ ما أعددت من أدواتِ حفلتِنا إلى أدراجها
وفتحتُ كلَّ نوافذى وستائرى
لا سرَّ فى جسدى أمام الليلِ إلا ما انتظرتُ
وما خسرتْ ..
سخرتُ من هوسى بتنظيف الهواءِ لأجلها
عطّرته برذاذِ ماءِ الوردِ والليمون !!
لن تأتِ ..
سأنقلُ زهرة الأوركيدِ من جهةِ اليمين إلى اليسارِ
لكى أعاقبَها على نسيانِها
غطّيتُ مرآة الجدارِ بمعطفٍ كى لا أرى إشعاعَ صورتِها وأندم
قلت أنسى ما اقتبستُ لها من الغزل القديم
لأنها لا تستحقُّ قصيدةً حتى ولو مسروقةً
ونسيتُها
وأكلتُ وجبتى السريعة واقفًا
وقرأتُ فصلاً من كتابٍ مدرسىٍّ
عن كواكبنا البعيدة
وكتبتُ كى أنسى إساءَتها قصيدة
هذى القصيدة