حين بلغ بي الإقدام ذروته فقلت:
لن أتردد بعد هذه اللحظة
التي تنفلت مني
مولية الأدبار صوب
عقارب ساعة الحائط
المعطلة أبد الوقت،
سأقطف فاكهة الليل
المتدلية كما أثداء نافرة
لغيد حسان يسلبن الألباب
أرغب حقا في كل العصارة
المنسكبة من بين أنساغ
لذة متمنعة باسقة عاتية،
بادرني طيف لاهث بالقول:
كف يديك عن فاكهة الليل
لا تستمرئ كل العصارة
خشية أن تعجل
بأوان فصالك،
ما من قطاف بعد اليوم
دع كل الماء في اللب
واقنع ببعض القشور الذابلة
المهملة عند الجدع
ما أشبهها بوجهك الشاحب
الذي هرب منه كل الدم
وما فضل من ماء
منثور على شاهد قبر
تظلله أطياف شجرة عاقر