عزيزتي
حين يحط وُجَيْهُك - الشلال
على غصن الذاكرة – الصحراء
أحلق بعيدا بعيدا
عن عيون الواقع الشوهاء!
***
عزيزتي
ما ذنبي..إن وجدتني أتسكع، عبر دروب المدينة البكماء؟
ما ذنبي..إن ذوت على شفتي زهرة الابتسامة؟
ما ذنبي..إن امتدت في عيوني جذور نخلة الأحزان؟
ما ذنبي ..إن كنت أبيت تحت "الأخشاب المسوسة"
بين رياح النتن و حصار الأوساخ! ؟
ما ذنبي..إن غارفي صدر حياتي.. خنجر البؤس الصدئ؟
ما ذنبي..إن عريت وجه الحقيقة..وقلت للشمس المصبوغة
لست التي من أجلها صعد أبي الجبل!
ما ذنبي.. إن غنيت للذين تذوب أعمارهم بين أنياب الكبول! ؟
ما ذنبي.. إن غنيت للمجلودة أمعاءهم بسياط الجوع الشوكية! ؟
ما ذنبي.. إن غنيت لأسماء لم تعلن عنها الصحف المزورة! ؟
ما ذنبي.. إن قرأت في لوح عيوني كلمات ك(الرفض) (السخط) (الغضب) ! ! !
ما ذنبي.. إن رفضت الإصغاء لأبواق الرياء العتيقة
ما ذنبي.. إن رسمت وجه الإنسان الطالع من أرض الصحو!
ما ذنبي.. إن عشقت بسمة معبودتي الأسيرة
ماذنبي.. ألست الإنسان! ؟
***
عزيزتي
هل تعلمين
أن الأشياء التي عنها أتحدث
والأشياء التي عنها سوف أتحدث
لم تولد من جوف الخواء! ؟
لم تولد من كذب الأضواء! ؟
***
عزيزتي
أسألك بحق الباحث عن كسرة خبز يابسة
أسألك بحق دموع الأم المسروق وحيدها
أسألك بحق الملسوع بأنواء القر المسموم
أسألك بحق المصروع بكف القيظ المحموم
أسألك بحق سواعد إخوتي الشغالين
تمتص دماءهم..شفاه إخطبوط لعين
أسألك بحق فؤاد الفلاح النابض بعشق الأرض
تلك الوردة اليانعة
بين أحضان اللصوص و قطاع الطرق
أسألك بحق الغضب الصاعد من ربوع الوطن
أسألك بحق الجدار الأفقي الفاصل بيننا
عزيزتي
أتصدقين؟
أتؤمنين؟
بأن الإنسان ليس سوى ورقة فلين
وأن السلطة للأمواج السرابية!
الدار البيضاء – أبريل 1974
*نشرت هذه القصيدة منتصف سبعينات القرن الماضي، بجريدة البيان المغربية، وأعتبرها من(أصدق)محاولاتي الشعرية الأولى، لأنها ترمي بالأسئلة الحارقة بوجه واقع قاس عايشته كشاب يافع يمزقه التناقض بين حلمه بالتغيير وواقع فظ مرير.