الغازٌ
******
أيها الحُبُّ أيا لؤلؤةً
ظلتْ بها الأمواجُ تستهدي
ويستهدي بها غيمٌ مُفَرَّقْ
أيها الصبحُ النسيميُّ المُنَمَّقْ
لغتي أعرفُها من كلِّ وجهٍ
ما عدا في الحُبِّ ,
لا أعرفُ عن أحرُفِ حُبَّي
كيف تُنْطَقْ !
-----------
شرقٌ وغَرب
**********
رَجُلُ التفاهةِ عندَنا الرَّجُلُ
وبجملةٍ مِن فيكِ يُختَزَلُ
في الشرقِ قَوّامٌ
وأمّا ها هنا
في الغربِ
فهو لهُنَّ ذاك الطائعُ الوَجِلُ
ولذا أتيتُ اليكِ مُعتذِراً
لِتَبَجُّحي
فَلْتَصْفَحي
وشفيعيَ الخَجَلُ !!
------------------
الوان
*****
مشاعرُ جَمَّةٌ تحاصر قلبي
وتموجُ بما لا أدري كم من الألوان
سألتُهُ : ما السرُّ يا قلبي فأجاب :
كنتُ قابَ قوسين من قوس السحاب !
------------------
زَمَنان
******
مررتُ من أمام مقبرة المدينة
فَنقُصَ عمري عشرين عاماً
ومررتُ من أمام مرقصٍ ليليٍّ
فغدتْ لحيتي أوتاراً
والعازفُ الشَّيب !
------------------
بلا أناة
*******
حُبٌّ يداهمُ ليليَ الوسنانَ ,
إنْ تُنشِدْ
فَهاتْ
وألذُّ ما قد لذَّ لي
أنْ كانَ كانَ بلا أناةْ
هو حُبُّها
وحفظتُهُ جَنْبَ السرير وصُنتُهُ
قارورةً من أُمْسياتْ !
------------------
نغمةُ حَيِّنا
*********
أعودُ من مدينةٍ وادعةٍ
في صُحبتي صديقْ
راحَ يُغنّي حُبَّهُ , كلَّ تجلياتهِ
في الثلج والحريقْ !
ندخلُ حَيَّنا ,
يَنْحتُنا كالسِّدْرِ طقسٌ عاصفٌ ,
وتارةً
دوائرُ الرياحِ
تلتفَّ كأغلالٍ على ساق الطريقْ !
------------------
تمرٌ بطعم البرتقال !
****************
شَبَّهَتْني بلذيذِ التمر
إذْ شَبَّهتُها بالبرتقالْ
واحداً كُنّا ولكنْ
بعد حينٍ
أحضرتْ لي طبخةَ الحُبِّ
بِقِدْرٍ من رمالْ !
هكذا
كُلُّ الذي يحيطُنا رَمْلٌ
فَصَرْحُ العمرِ مبنيٌّ على رَمْلٍ
وأحلاميَ من رَمْلٍ
وبحري رَمَلُ (*)
( قَدَرٌ ) !
قالتْ ,
فَدَعْني يا صديقي ثَمِلاً
ولماذا العَجَلُ !؟
------------
حداثةُ مِهيار
************
قال مهيار الديلمي في النسيب :
قد كنتُ أشوسَ لا تهزُّ خِصالَهُ
كفُّ المُهجهِجِ بالحسامِ الباترِ
فالآن قلبي في ضلوع حمامةٍ
حَصَّاءَ (**) سرَّبَها صفيرُ الصافرِ
------
قلبي على هذه الحمامةِ يامهيار
كيف سيكون بمقدورها الطيران
وقد غرستَ بين ضلوعَها
قلبَكَ بما يحويهِ
من قيودِ الحُبِّ ؟
ومتى حَلَّقَ جناحٌ بقيود !؟
------------------
فصام
********
هاينرش هاينه
كرَهَهُ النازيون
ولكنهم أحبوا قصائدَهُ
لذا نشروها باسمٍ آخر !
كم طريفٌ أنْ تكرهَ قلبي وتُحبَّ نبضاتهِ !!
------------------
أمطار
*******
بقيتْ لمدة عامٍ تكتبُ له : أحبكَ أحبكَ بجنون ...
وتُرَدِّدُ على مسمعهِ : أحبكَ أحبكَ بجنون ...
حتى أصابَ التلفونَ الهزالُ
من فرط العشق !
وحين التقيا لم تفتح أمامَهُ إلاّ مُعجمَ السرير
فقال لها : جميلٌ , ولكنْ
أين حبنا الأسطوري ؟
قالت : البارحة كانت الأمطارُ غزيرةً
فَجَرَفَتْ معها كلَّ شيء !!
------------------
على ضفة الراين
*************
طيورٌ مائية على الضفة
تلتقطُ نسائمَ الصباح كالحَبِّ
وبالمِثْلِ تلتقطُ نبضَ قلبي كالحَبِّ
بل رأيتُها تجمع آثارَ خطاي
وتسرُجُها
مسافرةً مع الموج !
------------------
نسمة
*******
أحِنُّ
وأدعو قواربَ من ماءْ
وتغطسُ كالنَّصْلِ في البحرِ
قُبَّرةٌ في الفضاءْ !
إلهي لمستُكَ بالروح قبل الرحيلْ
فما عاد لي عن هواها بديلْ
وأيُّ هوىً ,
أيُّ دمعٍ أهابتْ بهِ نسمةٌ ليبلِّلَها
فاستجابَ
ومِن ثمَّ بلَّلَ خَدي !؟
رغبتُ بتقبيلِ خَدي
فهل مِن سبيلْ !؟
--------------------------------------
(*) إشارة الى أنّ هذا المقطع موزونٌ على بحر الرَّمَل .
(**) الحصّاء من الطائر : الذي تناثر ريشُهُ .
كولونيا
صيف - 2009