كم قطارا ًيندفعُ في المُخيلة
وكم سكة ًتنتهي في محطاتِ عينيه ؟
كم طائرا ًيفردُ جناحيهِ في ضبابِ الغَسق
وكم إمرأة ًسيستوعبها خواءُ المكان ْ ؟
كم ضوءا ًسيسيلُ على كفيه ِ
لكي يُزاحَ ظلامُ الصباح ْ ؟
وكم شجرة ًمن زئبق ٍسيرى
حتى تبين َالحدائقُ في الأسى ؟
كم موشورا ًسيحتاج
لكي يرى نورَالطفولة ِ
شائخا ًعلى المرآة ْ ؟
كم نهرا ًسيلمسُ وهاد َحيرَته ِ
لكي يفطن َأن نهرَه قد جفَ
وكم عينا ًسيلتقي
حتى يعرفَ أنه غريب ْ ؟
كم صحراءً سيخوضُ
ليعرفَ طعمَ الفَيءِ
وكم من الماءِ سيندلقُ من فمهِ المرمرْ
لكي يتذكرَ ماءَه الأولْ ؟
كم بياضا ًسيقعُ عليهِ
لكي يبددَ ظلمتَه
وكم لسانا ًسيشرحُ الحال
لكي يمرَ إلى قبرهِ آمنا ً ؟
كم سجنا ًسَيُلقي فيهِ أعضاءَه
لكي يتذكرَ الطيرَذبيحة ً
وكم من البلادِ ستمرُ عليهِ
وهو شاخصٌ في ضياعه ِ
لكي يعرفَ فداحة َهذا الغياب ؟
كم زجاجا ًسيحدق ُ فيه
حتى ينفطرَالبلاط
فتسري إرتعاشة ٌفي قدميه ْ ؟
وكم من الغيوم ِستدلفُ غرفتَه
ليكتشفَ أنه على مرتفع ٍ ؟
كم نافذة ًسيفتحُ
لكي يَنتَعشَ الارَق
وكم من الأرَق
لكي يلمسَ جذرَ الموتْ ؟