بينَ غُصنِي ويدِي كفُّ مَلاكْ
وغُصنيَ الصّغير،
قبّلَ جبْهتِي وانْحنَى لِلإلهْ
بخُشوعِ الأبْرياءْ
وصَغيرِي لمْ يكبُرْ، لمْ يُغادرْ عشّهُ
كانَ عِيدًا وعُرسًا فِي السّماءْ
ومِحْرابَ اعْتِكافِيَ فِي المَساءْ
وحُظوَتِي عوْنًا علىَ النّائِباتْ
وموْعدًا لأجْملِ الذّكْريَاتْ
وأنا لمْ أكبُرْ، لمْ أهْرَمْ
إلاّ بعدَ الفِراقْ
وصغِيري لمْ يزلْ شُعْلةً لِقصَائدِي
وتِرْياقَ وصْلٍ وإشْتِياقْ
وشِعرًا لِوصفِ غُصْنٍ،
قبّلَ كفِّي ثُمّ نامْ
لِأجْملِ لحْنٍ وأحْلىَ الأُمْنيَاتْ
وأنَا العَاشِقُ الهَائمُ الحَالمُ،
تاهَتْ حَكايَايْ بيْن الأطْلالِ والغمَامْ
وأنا العَاشقُ التّائِهُ الهَائمُ،
لُغتِي طارتْ خلفَ سِرْبٍ من حمَامْ
حينَ سَقطتْ أوْراقُ الغُصْنِ في صَمتْ
وحينَ اخْتبَأتْ منْ فرْطِ الحُزْنِ تحْتَ الرِّمَالْ
لِوصْفِ الرَّمادِ المُلتهِبْ
وحينَ أمْسكْتُ يَدايَ يدَاكْ
آهٍ ، غُصْنِيَ الصَّغِيرْ ...
كلُّ العُصُورِ تجْتاحُنِي حينَ أذْكُركْ
في لُغةِ الزّمَانْ،
في عَوِيلِ الثّكالىَ،
في كُلِّ الأحْزانْ ...
فأنَا لاَ أُجيدُ البُكىَ ولاَ الموَاجِيدْ
ولاَ أُحْسِنُ أدْعِيةَ النّاسِكِينْ
ولاَ ترَاتِيلَ السّاجِدينَ المَهَاجِيدْ
آهٍ ... غُصْنِيَ الصّغيرْ،
خُذْ بيدِي لأرْتاحَ بيْن يَديْكْ
فَأنا مُشْتاقٌ
وشوْقِي إليْكَ تسْبيحٌ وَحنِينْ