كَانَتِ ، الْأَشْجَارُ تَعْتَمِرُ قُبَّعَاتِ الثَّلْجْ
وَتَلْبَسُ جَوَارِبَ مِنَ الْوَحَلْ ،
وَالسَّمَاءْ ، لَمْ تَعُدْ هُنَاكْ ! خَلْفَ إِطَارِ النَّافِذَةْ ،
رُبَّمَا إِخْتَفَتْ خَلْفَ غَيْمَةٍ ،
وَكَانَتْ سِيقانُ السَّتَائِرِ تُرَاقِصُ أَرْجُلَ الرِّيحْ .
وَكَانَ يَلْبَسُ مِعْطَفاً مِنْ فَرْوِ السَّحَابْ وَ يَحْتَذِي جَزْمَةً مِنَ الْمَطَرْ .
لَمْ يَكُنْ شَاعِرًا عَادَ لَيَمْتَدِحَ قَمَرًا عَالِقاً عَلَى خَاصِرَتَيْهَا ،
كَانَ عَابِرًا ، جَاءَ بِلَا مَوْعِدٍ كَالْفُصُولْ .
ذَاكِرَةُ الْمِرْآةِ ، الَّتِي لَمْ تَشِخْ بَعْدُ ،تَذْكُرُ قُبَّعَتُهُ الثَّمِلَةْ ،
وَالْعَتَبَةُ مَا زَالَتْ تَحْفَظُ ذِكْرَى وَجِيبِ ـ حِذَائِهِ ـ الْحَزِينْ .
صَلْصَلَةُ أَنَامِلِهِ الَّتِي إِفْتَتَحَتْ قُدَّاسَ الْحُبِّ بَيْنَ نَهْدَيْهَا ،
تَضُوعُ بِرَائِحَةِ تِبْغٍ مُمَيَزْ ،
مِرْوَحَةُ السَّقْفِ الَّتِي كَانَتْ تَجُزُّ ظِلَّ قٌبَّعَتِهْ ،
تَتَقَيَأُ الآنَ دَمَهُ .