القُبَّعَاتُ الَّتِي تَحْتَفِي بِهِ ، تَرْفَعُهُ عَالِياً ،
كَخَيْمَةٍ يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ وَيَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءْ ،
يُفْرِدُ ظِلَّهُ فَيُغَطِّي حَدْبَةَ الْقَارَّاتْ ،
يُلُامِسُ الْهَبَاءْ قُفَّازُهُ الَّذِي أَكَلَتْ أَصَابِعَهُ أَزْمِنَةُ الْوَبَاءْ ،
يَسَعُ غَيْمَةً لَمَّا تَسْكُنُ أَحْشَاءَهُ الرِّيحْ .
آنَ يَلْبَسُنِي يَصَّدَّعُ صَدْرُهُ بِوَجَعِ الْجِرَاحْ ،
وَآنَ أَلْبَسُهُ أَمْتَلِيءُ بِخَيْبَاتِ الْحَيَاةْ ،
أَفْتَحُ فِي جُيُوبِهِ حَانَةً وَأُشْعِلُ كُلَّ مَوَاقِيدِ الشِّتَاءْ ،
كَانَ يُشْبِهُنِي ، مُبَقَّعَةٌ سَنَابِلُ يَدَيْهِ بِبُقَعٍ سَوْدَاءْ ،
نَشْتَرِكُ مَحَارِمَ البُؤْسِ وَسُعَالَ الْفُصُولْ .
تَحْتَ الْعَتْمَةِ وَالْمَطَرْ يَرْفَعُ يَاقَتَهُ عَالِياً كَالشِّرَاعْ ،
فَيُومِضُ وَجْهُهُ كَوَطِنِ النُّجُومْ ،
وَفِي جُمْجُمَتِهِ تَقْرَعُ أَجْرَاسُ الْحُزْنِ وَالضَّيَاعْ .
مِنَ الْبَارِ الْمُجَاوِرِ أَسْمَعُ وَجِيبَ قَدَمَيْهِ الْمُفَلْطَحَتَيْنِ عَلَى الرَّصِيفْ ،
وَبَيْنَ فَيْنَةٍ وَأُخْرَى يَسْعَلُ جَيْبُ صَدِرهِ كَرَجُلٍ مَطْعُونْ .