من هنا مروا...
أبى والرفقاء...
من هنا مروا...
يلوحون بأرواحهم البيضاء،
ينشدون يحيا الوطن...
وأي وطن.
أنا أومن بالحياة ولا أومن بالحدود و لا بالأوطان...
أنا أومن بأن بيتنا يحتاج للأب أكثر مما يحتاج إليه الوطن...
من هنا مروا ...
تركوا على الرصيف شقوقا
سقط فيها المطر ،نمت أشجارا و رياحين...
من هنا مر أبي....
ترك على الخد دموعا تفتت الروح، تحفر القلب وتقسم الظهر...
من هنا مر أبي ترك الوحدة والحزن والفقر.
أنا عمر....
عمر الشهيد ابن الشهيد...
أسكن بحي الشهداء بفاس
رقم منزلنا 53
أخد مني الوطن أبي...
أخذ سقف البيت...
أخذ صوت المفتاح من الباب...
أخذ مفاجأه الصبي بمن خلف الباب....
أخذ ضحكتي بعوده الوالد من الدوام....
أخذ مني الطفولة و الأحلام...
أبي
يا أبي...
يا أبي...
في قلبي لك حديث موجع، لين، وطويل
لست بخير،أفتقدك جدا....
عيناك الجميلتان نظرت إليهما بالصدفة و تعلقت بهما للأبد
أخشى أن أنساهما ولا صوره ولا تذكار...
أبي
إن رحيلك بعثر أوراقي بداخلي ،
حرك الأثاث من أماكنها المفضلة...
غير اتجاهاتي و أفسد مخططاتي،،،،
وخسرت بعد رحيلك جزءا من روحي...
قد لا يعود أبدا....
أنت الوطن وكل الوطن...
أنت