ماذا الشموس بلا دجىً
ماذا البحار بلا سراب
فأنا بهذا الكون أصرخ
ثمّ أصرخ لا اُجاب
إن لم يكن عطشٌ هناك
فأيّ معنىً للشراب
إنّ الحياة تناغمٌ
بين المسرّة والعذاب
بين اللئالئ والحصى
بين المدائن والخراب
سلم الليالي حربها
برداً تكون أوالتهاب
هذي نواميس الحياة
تلذّ بعداً واقتراب
نجمٌ يطلّ وآخرٌ
في دورة الظلمات غاب
ماذا البهيج بلا أسىً
ماذا الورود بلا تراب
إن لم يكن نقضٌ هناك
فإنّ للصخر احتلاب
فليشرب الظامي دماً
ولترقص الدنيا انتحاب
حتى جرائمها الحياة
منغّماتٌ في العِقاب
**
العراق – أبو يوسف المنشد