أَحِنُّ إِلَى الْأَكْوَاخِ الْأَفْرِيقِيَةِ الْمَشْوِيَةِ تَحْتَ الشَّمْسِ ،
أَحِنُّ إِلَى أَذْرُعِ النِّسَاءِ الْخُلَاسِيَاتِ فِي مُدُنِ الْجَنُوبْ ،ِ
إلَى مَوَاقِدِ الْقُرَى النَّائِيَةِ فِي لَيَالِي الشِّتَاءْ ،
إِلَى رَطْبِ النُّهُودِ يَسَّاقَطُ عَلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعْ .
أَحِنُّ إِلَى مُدُنِ بَعِيدَةٍ ، مِنَ الْأَرْصِفَةِ وَالْحَنِينْ ،
مُدُنٌ ، أَكْثَرَ حُرِّيَةً مِنْ عَوَاصِمِ الْغَرْبِ ،
حَيْثُ الْغُرَفُ مُكْتَظَّةٌ بِالْخُصُورِ الْجَاِثيَةِ عَلَى الْأَسِرَّةْ ،
وَالْعُيُونُ الْبُنْدُقِيَةُ تَمُدُّ رُمُوشَهَا خَارِجَ زُجَاجِ النَّوَافِذِ وَالشُّرُفَاتْ ،
وَوَفْرَةُ الشِّفَاهِ عَلَى الْأَرَائِكْ ،
تَتَضَوَّرُ شَهْوَةً إِلَى الدِّفْءِ كُعُبَّادِ الشَّمْسِ .
يَا بِلَادِي !
يَا بِلَاداً مِنَ الْبَلَادَةِ وَالْقَمْلِ وَالْمَلَارْيَا ،
يَا بِلَاداً مِنَ الْوُجُوهِ الْمَحْرُوقَةِ فِي طَوَابِيرِ الْجُوعْ ،
جِبَالٌ مِنَ الْأَجْرَاسِ تَقْرَعُ جُمْجُمَتِي ،
وَبُكَاءُ الأَطْفَالِ يَخْنُقُ حُنْجُرَتِي ،
وَمِائَةُ الْعَصَافِيرِ تَحْتَضِرُ فِي قَلْبِي ،
وآلَافُ الْفَرَاشَاتِ الزَّرْقَاءِ عَلَى مَائِدَتِي ، تَغْتَالُهَا الْعَوَاصِفْ .