عن المحبة ابحَثْ يَا وَلَدِي
لا تُلق بَالا لِوَحْشَةِ الطَّرِيق
لا غَريبَ سِواك
بل لا أحَد
أنتَ والطَّرِيق
فَلا رَفِيق
سَتَتَوَرَّمُ قَدَمَاك
ستُلْهِبُ الشَّمْسُ جَبِينَك
في اليد ظمأ للخُمُول
وفي الأخْرى نفس أمارة
سَيَأْسركَ الليْلُ

تشعر بالفظاعة، لذلك العجز الذي مرَّك
تاركاً إياك خلفه، في حلقة من الإنهاك
تسأل نفسك، مراراً، الفكرة المجردة:
من أين بدأ كل هذا العصف؟…

 

ترتبك ابتسامتك في مرايا صوتك
ثم تقاوم نزعة التلاشي والهروب
ريثما تلملم كوارثك الصغيرة المختفية
خلف ثيابك الأنيقة وعطرك الأخاذ

 

هل هو قلبكَ ؟
يحترقُ لمجرّد حزن
هنا أو هناك ..
يضربُه جبل الغربة
ورائحة رطوبة
من الرمل
أرض تنتابها
الروحَ التائهة ..
ما قلبك ؟
إنّه ...ريحٌ تغفو
بين سنابل

تعالت أصوات فعل وفاعل
وغاب المضاف والمفعول وما تلا،
تعالت تسائل قاف القوم وما همى.
مَا كان للقَافِ أن يرتدي فَاءَ الفُوم
مَا كان للمفْعُول سطو و لا وعيد
الفاعل يَنْصُبُ الشِّراك بِالليْل والحبل مَفْتُول
وينْسُجُ الخُيُوطُ بِالوهْم والحِلْم مفقود
قَدْ يُغْرِيكَ عذْب المَذَاقِ والسُّم مدسوس.
انْتَفِض،
انتفض قَبْل جَر المفعول فَالنَّص منْقُوط.
بِعْ منَ التَّصْفيقِ نَصِيبَك

مشت حبلى
بكلّ شوارع الغرباء ، والمُدُن ِ
بكاها ضاحك الزمن ِ !!
مشت والدمع ملء العين ِ ، والصمت ُ
يقهقه ُ حولها الموت ُ
رثاها التيه لو يرثي !!
فلم يُعرف لها بلدٌ ، ولا بيت ُ !!
وليس هناك إلّا كبوة النور ِ
وتدوير الأعاصير ِ !!
مشت حبلى من الزمكان حتى في المنامات ِ !!
وفي قلب الجحيم هوت

يَا فَاطِمَة
كُنْتُ أَعْمَى فَأَصْبَحْتُ بَصِيرا
أَنْتِ أَوَّلُ / آخِر قَصِيدَةٍ فِي مَدِّي وَجَزْرِي.
تَمَدَّدِي مَا شِئْتِ
عَلَى مَدَى طُول حَيَاتِي
ضَوْء يَتَسَلَّل فِي ثَنَايَا رُوحِي
وَخُدِي مِنَ الْقَلْبِ وَالْجَسَدِ مَا تَشْتَهِي
مِنْ حَوَاسِّي الْجَوْعَى لِلْحُبّ وَالْحَنَانِ
لَا حَارِسَ الْيَوْم بَعْدَكِ عَلَى عُمْرِي
()
لا بُدَّ لِلْأحْزَانِ بِكِ أَنْ ترْحَلَ عَنِّي.

لَكُمُ الحِكايَة...
وأنا الرمادُ تُرابُ أغنِيَتي التي لم تَحتَمِلني واقِفًا
الصمتُ وَجهي والزَّمانُ الذّابلُ الآوي إلى
حُلُمٍ بِلَونِ الدّمعَةِ العَذراءِ تُلقِمُ مَولِدَ الموتِ المقيمِ تَجَمُّلًا
ثَديَ الحِكايَة.

يا صَبرِيَ المَطرودِ مِن أركانِهِ
يا صَرخَةَ الزّمنِ المُقَيَّدِ والشهودُ أصابِعي
نَضَجَت، لِتولدَ أبجديَّةُ خَيمَةٍ
كَشَفَ التّعابُثُ سِترَها
لتُبيحَ عَورَةَ حُرمَةِ الأَعذارِ للأَرياحِ ...

شاسعٌ وكبيرٌ هو الفرق
بين أن يمرَّ عليكَ نسيم يُعيدُ هيئة رئتيك العليلة
يجوس صفحة من روحك
يتصاعد كرمقٍ من حياة الفردوس
تؤمن بانك ستعيش به الى الأبد..
تشمّ الرحيق
هو زقزقة عصافير، هديل حمامات
يطلُّ من أعلى شرفةٍ لفؤادك الممهور بالشجن
يغمرُ هذا العزف
رويدا رويدا
أقداحا من نور في دمك

عن ماذا تتحدثين يا حياة
بعيدا عن كدمات روحي
أنتِ صوت في ألف صوتٍ في هذا النفق
كله يثير حفيظة السخرية في دمي..

"غادري منطقة الراحة" !
ما شكل تلك الراحة؟!

ما أبعادها، وما لون السماء تحتها…
وأيّ جحيم ينذر في سياق الخيال،
..بداية تلك الراحة؟!

يخترق الضوء نحو التراب ثلاتين مترا
‎ليرتَسِمَ البَدرُ ملء عيون الصبي
‎فيصمدُ أكثر
‎يشهق ... ويزفر
‎فمِن فوقِه جاء كم من فتى
‎يقول: أخي..
‎سوف انقذهُ
‎و من تحتهِ يد كم من بطل
‎تهدُّ الجبال لتحمله
‎فيصعد شاب
‎ و ينزل آخر

أنا بخلاف المعهود
استهل حضوري في الوجود بالشيب
وانهيه بالصبا
اصاحب اناي
لااجاملها
هي رفيقتي في شتاء المنافي
لكنها ترفض الاقامة في معطفي
تحاول تغيير ما فات من ايامي
ترسم وفق هواها
علاقاتي اشيائي امكنتي
ونادرا ما نلتقي على نفس الخطوط

سَلامٌ لِمَنْ يَقْبلُ التَّصْعِيدَ
بِتَحنِيطِ الرُوحِ
ويُسَوِّي أوتارَه علَى مَقَامَِ الغَضَبِ
سَلامٌ لبيِلوَانْ
فِي خُلْدِهِ بالدَّوَامِ

صَدِيقِي
لا تجْعلْ لقَبْركَ نَوافِذ ِ
وعُدْ لصَلاتِكَ

الأبدية
رَتّلْ سُورَ السَّكِينَةِ

بلغوها سلامي
تلك الربوة العطشى مثلي
لرذاذ الموج
والمشرئبة مع كل طلة فجر
الى قطرات الندى
تخط شهادة الميلاد
حروفها النشوى
الممهورة بلون الفل الريان
والمعمدة بانساغ الاقحوان
بلغوها سلامي
تلك الحقول

يطيرُ نهرٌ
ويغرّد قولٌ بحَنجرتي
نورسٌ تائهٌ
يحطّ على غصوني العشرة
فتورق العصافير
كأنّك شجرة
أحرث جذعَها
وأتبارك غصونها ...
أمدّ يدي نحو
خاصرة الغصن
وأعدّ الغصون

سأنشئ مثواي بين أضلاعكم
أذيب العالم من أجل البسطاء
مسلحة بالنقاوة
لن يساومني الواقع الشرير
لأني لست سليلةَ حرب
ولا نزعةً من بركان الشيطان
فأنا مجرد قفزة من مآسي بعضٍ
تدميه تقارير الكواليس
وقرارات من تحت الطاولة
تمررها كفوف الإجرام
دعوني بين أبناء جلدتي

أعيش مغامرات الورق
أعددها بتمهل
على عتبات الأرق
تواجهني مصاعب جمة
تفضحني..
تعيق استتاري وراء الأنين
أما العيون الساهرة معي..
فلا تبالي..
ولا تهادن الحبر..
ها أنذا أعجز عن صقل كلماتي
أقرأها بتمهل،

أركضُ خلف حلمين
من شفقٍ.. كأنّ الليل
أبيض يحاور سريري
كأنّ الورد
وخز لسان.. يطول
ومن ثمّ يطــــــــول
كي يستقرّ في حلمٍ
الحلم الأوّل:
وجهي أحاوره بالمقلوب
الحلم الثاني:
أسئلة هشّة تلاحقني

لَا أرَاكِ أَنْتِ كَمَا أَنْتِ
كُلّ شَيْء
فِيكِ يُمَثّل ذِكْرَاه
كُلّ شَيْء
فِيكِ يَمْشِي عَلَى نَغْمَةِ هَوَاه
حِينَ
يَسْتَيْقِظُ مَاضِيكِ مِنْ مَنْفَاه
مِنْ ذَاكَ
الّذِي كُنْتِ تَحْتَ سَوْطِ سَطْوَاه
مِنْ ذَاكَ
الّذِي كَانَ الْمَال وَ الْبَنُونَ مُنَاه

وطَني
كما الحُبلىٰ تُقلّبُ حَملَها
تُصغي الى آهاتهِ
تَستشعِرُ النيّاتِ في نبَضَاتهِ
فإذا تراءىٰ فيهِ عرقُ مُروءةٍ
ظنّتْهُ لَعنةَ من يُلوّثُ نسْلَها
تلقيهِ مَنسيّاَ
يُكابدُ جورَها لنَجاتهِ
ترميهِ لا أرضٌ لهُ
لا إسمَ تعرفهُ بهِ
وكأنَّ في خَلَجاتهِ