نحزن كثيراً هذه الأيام
لفراقٍ نحزن،
لفرحٍ،
ومكر حماسةٍ
لدهشة إنجاز
مررناها وحيدين..
نحزن..!!

ونحِنُّ لزمنٍ ندرك أنه لن يعود
لن يعود،
لتلك البساطة الحافية

أتيت إليك كالأطفال
من مدني الخرافيّه
أتيت وبي حكاياتٌ
من اللهفات مخفيّه
فضمّيني إلى شفتيك
والقُبَل الرحيقيّه
لعلّ الحبّ يبعثني
عصافيراً سمائيّه
**
عرفت التيه في عينيك والتنجيم والسِحرا
عرفت البحر والإبحار في أحزاني َ الكبرى

تصافحني قبلة ً قبلة ً
ويسكر في القلب حتى الدمُ
على ساحلٍ شبقيّ الرؤى
بنا الوقت يمضي ولا نعلم ُ
نعيد صياغة فنّ الهوى
بخمر الهوى خمره ملهم ُ
شفاهٌ من اللّثم لا ترتوي
وعاطفةٌ نارها تُضرم ُ
كأنّا ابتكرنا رحيق الهوى
فما ذاقه قبلنا مغرم ُ
ولا ما حكاه دفوق الشذى

مجهولتي هلّا قرأت نهايتي
فأنا المنادى فيك للّامنتمي
وأنا المطلسم في العوالم كلّها
والموت يسعى أن يفكّك طلسمي
ماذا يشعّ هناك خلف المنحنى
ماذا ورائي غير صبحٍ معتم ِ
وإذا صرخت فأين تذهب صرختي
هل للتلاشي أم لتلك الأنجم ِ
وازددت جهلاً فيك يامجهولتي
وبما علمت فإنّني لم أعلم ِ
وتركتني للصوت يحرثه الصدى

استحضار من المدني وإهداء إلى رحمان، وإلى الغائب غسان...

رسمتُ بكل الرموز
وكل الألوان ، واللغات....!
قُدساً تعلمني حروفَ الهجاء
وحب ضفة، وغزة، وعزة، وكرامة
وإسلاما، وعروبة...!
وإنسانية،
وتسمحُ لي أن
أقول قصيدة شعر
لوصف حجر

تُحاصِرني أطيافُ الرّفاق،
وَتَدُسُّني نَظَراتُكَ خَلف الجُفون النّاعِسة،
وتُلهِبُني الذّكرياتُ
حِين أُلامِس نَسائِم الجَنوب،
و أُحَلّقُ عبر المَدى الأزرق المُمْتَــدِّ فِــي.
كالعصفور أَبسُطُ جَناحي،
و أدور حَول الشّمس،
و أَحْضنُ الدِفءَ بين جَنِبَي،
كَي أُقاومَ شَوقي إِلى جَنوب الرّوح،
و أكتُمَ عَزائي قَبل أن يموتَ حُبّـي
لِلثَّـرى الذّي خَطَّتْ يَدايَ

للذي يسابق خطاه
قدم تشي به للقبر
أرض أبعد من بعدها
عن الممشى إليه
عن العبور إلى غاية
والفتاة الجميلة
لم ينضج حبك بعد
والحلم لموت ما جديلة

***
يأوي العراء قلبي
وجوعي اقترف

أنا المُطبِق على الجُفون،
أنا المُتَواري خَلف الظُّنون،
أنا المُنتَشي بسلطان المَنون،
أنا الدَّرب الطويل الطويل..
أنا المُدْبِـر عن الغَوانِــي،
أنا المستقيل..
أنا المُنْدَسُّ بين الآهات و صَدى العَويل،
أنا الذي تَلَبَّسَ بيَ الليل ذات سَفر،
فساقَني حيث يرقد النهار العليل.
أيُّ هذا النهــار ..
ما لأنْفاسِك تَخْبو

في وصف اللاشيء
يلزمنا حالة من عبث
لعلنا ندرك مغزى حرب،
أو علة ربابة،
ونتساءل !
لماذا ؟
كيف ؟
ومتى ؟
لكن الدم
لا يحتمل إجابة
****

هناك فرق بين ما نقوله
وما نود قوله
بداخلي كلمات
محبوسة في مكان ما
في جسدي
كلمات معصوبة العينين
مكبلة اليدين والرجلين
مكمومة الفم
انا فتى خفي
اعيش في جسد امرأة
ضخمة

أيقظي الشمس أيا بنت القطا
نامت الشمس عصوراً وعصور
وغدا العالم في عتمته
مستغيثاً كضرير ٍ بضرير
إي وربّ الصبح لا صبح هنا
بل ظلام ٌ لظلام ٍ يستدير
وطغى العميُ على الناس كما
طغت الريح على موج البحور
كذب الرائي الذي قال أرى
لم تعد في الكون ذا قطرة نور
وكأنّ النجم في أفلاكه

مهداة إلى الوالد الغالي
" لا يغفو قلب الأب، إلا بعد أن تغفو جميع القلوب" ريشيليو.
هناك في مسرح الطفولة الحميم
تراءى لي طيفك الحبيب
هي ذي يدك الحانية
تداعب شعيراتي الصغيرة
فيما نظراتك الحالمة
تبني لي حلما لا أعرف تفاصيله.
****
طوفت كلّ ساحات القتال
لتهبني قرطاسا وقلما

سَجِّـر يَراعكَ المُغمَـدَ في حِبــرٍ
مَحْموم كما الشَّـجَـن..
واحشُدْهُ بسِنان البوح المتوثب
من على العتبــات.
و كُن أولَ مَن ألقـى الأحرُفَ عن قَصْد..
أو – ربما عن غير قصد –
لتَميدَ بك الكلمـات عَبْـر حَشرجةِ الرّوح
و تَنَطُّـعِ الآهــات..
أشجانٌ تَنفلِتُ مِن أَصفادِ الوَثَن
القابِـع فينا منذ بدء الخليقة..
تَساوَقَتْ لتعبُـرَ جِسْـرَ العَتمـة،

أنا مغرمٌ
بالخروج من أسمائي
وما بين الخروج
وبين الدخول
تندهشُ مدينة
كأن النهار
يغيرُ الفصول
ويمطرُ
فوقَ الفحول..
تهدأ مني
صرخة الاخضرار

غربة الغرباء الموجوعة أوطانهم
مضاعف وزرها
قاتلة ريحها
راجم رملها
غرباء اضاعوا الوطن
حملوا خزائن الذاكرة المثقلة
برائحة التراب والشجر
والقدور العاشقة في المطابخ
المتضوعة ابدا بعبير الأمهات وهرج الأخوة
الغرباء يتوهمون انهم في أوطانهم
وهم يرون الشوارع التي احتضنت دموعهم

فِي أَرْوِقَة شِجْنك
السَّهْوُ
وَدْق عَلى وَدْق
يجري / جَاثِم
أمَام المِحْراب
يَتَفَوّه الصَّمْت
الصَّمْت يُنَاجِي
صَمْت خُفِي وَرَاء خَفْت.

يَا شَجِينَة
خَبْو ضَوْء الجمار

والآن... !
والجبال العالية
وصمتنا صوت لقلبك
ما أشهى أن نرسم قلبا للبحر
ما أبهى... !
أن نمزق صخب الذاكرة...
والآن... !
والشمسُ في مخاضها
والغمام يحجب الشمس
ورسم لوعلٍ على الجدار المقابل
وسوسنة تمر بالجوار

قف يا صبح باردا على اعتابي
لم يعد لك مكان وسط هذياني
لن تزاحم صوت مذياعي
لن تجلس فوق فوهة بركاني
لن تشعل ولن تطفئ شمعة
في محرابي

كم أعطيتك من الفرص يا صبح
كم فتحت لك من الأبواب
كم قرات لك من الكتب
كم كتبت لك من الخواطر