أبتاه
كل ليلة الظلمة تحوم
حولي كنحلة
طنين يجري
أرق حبر على ورق
الحر بين الجدران لا ينام
العباءة في صلاة الليل شراع
()
أبتاه
لا أجيد المشي في ممرات لا أعيها
تلك التي

السماء
فراغٌ, فراغٌ, فراغْ
وعلى الأرض
يزهقُ دمُ
لأجلك يا عدمُ

نرى ما نريد؟
نرى ما رأى الأولون
لا أكثرَ منهُمُ أو أقلْ
هم أصلُ الأصلِ
ونحن ظلُّ الظلْ

قَالَتْ:
مَنْ الَّذِي أَحَبَّكَ أَكْثَرَ مِنِّي؟ لَكِن..
قُلْتُ:
لَا أَحَدَ ..!
سوى؛
فَقَطْ الْقَلَم وَقَهْوَة الصَّبَاح وفرشاة المساء.،
قَدَرِ قُدّر
()
الْحُب مُعْجِزَة
لَا يَصْنَعُ الْمُعْجِزَات.
يَلِدُ الْمُفَاجآت

انحت حضوري في مهب الريح
بكل الايقاعات
ضد التيارات
وبالجزيل من وله الترحال اقيم في المطايا
اناجي اسراب القطا
علها تعيرني بعضا من اجنحتها
اقيم في المشتهى
انسج من انين الناي اهازيجي
ومن فوضاي ابرم انتسابي
اشتاق لحنيني اليك
يامن كانت حقائبي دوما على اهبة الرحيل منك

" توقظ الرموز الخبرة الفرديّة وتحولّها إلى فعل روحي "

"Les symboles éveillent l'expérience individuelle et la transmuent en acte spirituel" Mircea Eliade, Le sacré et le profane, Editions Gallimard , France, 1965 p 179

-----
في لهيب صيف،
حدّثتني شُجيّرة برتقال خضراء.
عن "روحانيّة مرئيّة"
ومدّت ظلّها في دمي
"كان ما كان مما لست أذكره":

يَرتَاحُ الصَّباحُ الجَمِيلُ
لنسائمهِ

هذا الصّباح
سَمْفُونِيَّات العصافير الصغيرة
البعيدة
شيئا ما؛

تُواصلْ اجْتياح الرُّوح
بهدوءٍ وشغفٍ
أكثر.

أَنْتِ لَسْتِ أَنَا
أَنَا أَنْتِ
شَجَرَةٌ -أَنَا-
تَفُوح رَوَائِح حَرِيق صَمْغِهِا
تَتَكِئ جِمَار أَغْصَانِها
عَلى صَدْر الْقَصِيدة الْجَرِيح
تَمَنَّيتُ
وَ التَّمَنّي أَرَاه بَعِيد
لَوْ اسْتَطَعْتُ تَمْرِير أَنَامِلِي
عَلَى خَمَائِل اليَاسَمِين
تَذَوُّقًا

عياء
ملل
قلب عل
أوراق ثقيلة
شلل
العمر وردة وحشية
تربة قحل
دون ماء
تربة تزهر ربيع خريفا مر،
قلب شديد البرودة،
عبده احترق

في تلْكَ الَّلحْظَة الوشيكَة
بانْدحَار الأقْبيّة
هُنَاكَ انْهيَارَاتٌ بالجُمْلة
تَدَاعيَّاتٌ شَتَّى
هُناك يخبُو نُور الشمعة
وفي
عَمْياء
القَلْب
تَطأ أقْدَامُنا المُقدّسَ والمَحْرُوس
قُبُورُ السّادَة تتَعَرَّى
مَآذنُ الكَنَائس تَخَلّتْ عَنْ مَيْلهَا للمَعْنَى

مازلت اشك في جسدي
أهو لي
أم هو ضمن مقتنيات القبيلة
في الألم
يدفعون بجسدي الي
يصرعني مرة واصرعه

في المتعة يحيطون بي
يغرسون القصب والعوسج
كي لا ينفذ يعسوب اليّ
تتدخل أطراف عدة

إلى مساء جديد
ودعي القصائد
تَنْضج في التّشْكيل
تَنْضح في الْألوان
إليكَ يَا لَيْل
أهرب من كُلّ يَوم
يَقودني لِلْجُنون
فِيكَ
أَجِد الظّلام في اتِّساع
فِيه أَخْتفي
مُعَاوِدا الْاحْتِضَار

(إلى روح الفقيد محمد نجيب الحجام)
كانت في البدءِ الكِلْمهْ..
كانت تعويذهْ،
كانت سحراً..
منها قبس " بروميثيوسْ "
سراً..
ومشى في طريق الجمرْ،
نشوانْ..
كان يدندن "عيطة الشجعانْ"
وهْو يقتحم القلعةَ
في "ظهر المهراز"..

رحلت بعيداً والدموع مواطرٌ
عليك ونار الحزن فيّ تؤجّج ُ
رحلت رحيل الأمنيات جميعها
فأصبح قلبي كاليمامة ينشج ُ
تُراك لماذا كنت وحدك راحلاً
وكنت لمنفاك البعيد تعرّج ُ
فبعدك هذا العمر ليل مآتم ٍ
وبعدك لا شيء يسرّ ويبهج ُ
أنا الآن ماذا بعد فقدك يا أبي
فؤادٌ إلى وادي الجحيم يُدحرج ُ
تهاجمني الأحزان وهي ضواحك ٌ

علمني يامولاي
كيف-
أحسن السكن في الوجود
واعقد احيانا هدنة مع الذات
وأكيل لها الشكر بلا مقابل
لأنها تتحمل شغبي وفوضاي
اروضها يوميا على
ترميم الشروخ
والمغامرة كأبطال الروايات
اكسر بياضات اللقاء بالذكرى
تكريما لحضورك

كبريائي مهدد الآن بالانكسار
كبريائي كأس ماء فارغ
على طاولة
هناك حيت قط مشاكس
يتحرك برعونة.

أنصحك.. لو امتلكت جمال الوردة
فدافع عن نفسك بالمسدس
لا بالشوكة..
وان امتلكت رقة الفراشة
فكن أثر الغياب.

لَيْل يَتَوجّع مِنْ جُرْح الرِّمَاح
نَهَار يَضحك مِنْ وَلْوَلَة الرِّيَاح
بِي... نَاقِلَات الْفُصُول
لِلْحَيَاة أَسْمَاء
عَذْب
مُنْهك
وَحَل
سَرَادِيب فَحْم
سُرَادِق فَرَح / مَأْتَم
مِنْ أَيْن تَبْتَدئ الفُصُول
بَعْد الْحَصَاد

يَا للغَرابَة منْ دَوائِر أوْقاتٍ مَاكرَة
حِينَ ألتهِمُ بَقايا جَسدي المُهْترِئ
فِي ذاكرةِ اليُتمِ ...
عَاريٌّ أنا، مِنْ آثام خَطايا عَالمٍ
ارْتكبَتنِي عندَ الوِلادة،
كانَ عليَّ أنْ أضْحكَ،
أضْحكَ كثيراً ...
قبْلَ صَرختِي الأولى
بِإرادَتي...
أعْلِنُ عنْ مَولدِي
كوافِدٍ جَديدٍ بِلا تأشيرَة،

قَلِيل مِنَ الضَّوْء حَتَّى أَرَكِ
يخطئ الغائب دوما
كَمَا تَوَقَّعْت
بعد أن يعود
قبل أن يرحل
مرتين
اليوم القصائد
تَمَرَّدْت عَلَى الْاسْتِسْلَام
وَتَحَاشَت الصِّدَام مَعَ السَّلاَم.
()
لأَوَّل مَرَّة

لمّا يَثبُ القَلبْ
نَحوكِ في وَطأةِ عشقْ
يَطوي كلّ دَفاترهِ الأولى
يأخذُهُ وَلَعُ بالفَتحِ إليكْ
لا يَعبأُ بالحَرْبِ ويَنسىٰ
أنّكِ فارسَةٌ تُتقِنُ طَعنَ الظَهرْ
وخيانَةَ عَهدٍ أبرَمَهُ صُلحُ سَريرْ
**
حينَ يُناولُني كفّكِ كأساً
مَرَّ علىٰ شَفتَيكْ
تلتَفُّ عَليهِ كأفعىٰ موسى كفّي