عالم التقنية

روبوتات الإنترنت أو "البوتات" هي برمجيات وتطبيقات تعمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي لأداء وظائف متنوعة في مجالات مثل البحث، والترفيه، والأعمال، والتواصل الاجتماعي وغيرها. ولكن بعض شركات البرمجيات كشفت النقاب مؤخرا عن نوع جديد من روبوتات الإنترنت وأطلقوا عليها اسم "بوتات الأحزان". وتعتمد فكرة هذه النوعية من التطبيقات على تخليق نموذج افتراضي من الموتى بحيث يستطيع المستخدم التواصل مع هذا النموذج بل والتحدث معه كوسيلة لتسكين الأحزان والتغلب على آلام الفقد.

وتعتمد هذه البرمجيات على المخزون المتاح من رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية، والتسجيلات الصوتية والتدوينات على مواقع التواصل التي تركها المتوفى قبل رحيله عن الحياة من أجل محاكاة شخصيته أمام أقربائه وأحبائه.

ويرى تيم رايبوث الصحفي المتخصص في الشؤون العلمية في مقال للموقع الإلكتروني Undark المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجية أن البشر اعتمدوا على الوسائل التكنولوجية المتاحة منذ أكثر من 100 عام لتعويض فقدان أحبائهم.

ولعل من النماذج الواضحة على ذلك -كما يوضح- الصور واللوحات التي كان الإنجليز في العصر الفيكتوري يرسمونها لموتاهم بعد وفاتهم في القرن الـ19 ويحتفظون بها للذكرى، والتغلب على الشعور بفقدانهم.

وأكد رايبوث أن العلم ما زال يعمل على سبر أغوار مشاعر الحزن الإنسانية للتوصل إلى أفضل الوسائل للتغلب عليها.

ومع اتساع نطاق الإنترنت في تسعينيات القرن الماضي، اشتقت كارلا سوفكا أستاذ علم الاجتماع بجامعة سيينا في نيويورك مصطلح "الثاناتكنولوجي" لتصف أي تقنية رقمية يمكنها أن تساعد في التغلب على أحزان الموت مثل قيام البعض ببناء موقع إلكتروني أو حساب على مواقع التواصل لأحبائهم الذين فارقوا الحياة على سبيل المثال.

وتشير سوفكا إلى أن البعض يلجؤون إلى إعادة قراءة رسائل البريد الإلكتروني أو التسجيلات الصوتية التي كانت قد وصلتهم من موتاهم قبل أن يفارقوا الحياة، كشكل من أشكال التواصل معهم ووسيلة للتغلب على أحزانهم.

يعد "تيك توك" من أكثر التطبيقات شهرة ونموا، وقد ازداد انتشاره بشكل ملحوظ أثناء فترة كورونا لتتجاوز إنستغرام عام 2021، حاصدا مليار مستخدم، وفقا لقاعدة بيانات ستاتيستا (statista).
لكن في الشهور الأخيرة ظهر عائق في وجه هذا النمو الرقمي، حيث أدت جهود عدة مشرّعين في الكونغرس الأميركي، بقيادة لجنة الطاقة والتجارة في مجلس النواب، إلى إقرار مشروع قانون حظر التطبيق في الولايات المتحدة، والذي حظي بأغلبية ساحقة، إذ أيده 352 نائبا مقابل 65 معارضا.
وفي فبراير/شباط 2023، صدر قرار يمنع تحميل التطبيق على الأجهزة الحكومية الأميركية، وهو قرار يفرضه أيضا الاتحاد الأوروبي ودول مثل: أستراليا، وكندا، ونيوزيلندا، وتايوان، وأفغانستان.
ويضع هذا الأمر الشركة الصينية المالكة "بايت دانس" (ByteDance) أمام خيارين: إما فصل التطبيق عن الشركة وبيعه، والمفضل هنا أن يتم البيع لصالح أميركيين، أو مواجهة حظر محتمل في أميركا، سيؤدي لخسارة أكبر شريحة مستخدمين للتطبيق، حيث يستخدمه نحو 170 مليون أميركي.

دواعي الحظر
ليست محاولة الحظر هذه جديدة على القوانين الأميركية، فهناك قوانين تحظر أي شركة تعمل في مجالات إستراتيجية كـ"الاتصالات والطاقة" تكون ملكيتها غير أميركية.
يقول مناصرو قانون الحظر إن تيك توك يعد مسألة أمن قومي، إذ يرونه أداة تجسس صينية تجمع بيانات الأميركيين وتؤثر في عقولهم عبر خوارزمياتها، مع العلم أن ذلك ثبت عن وسائل تواصل اجتماعية أميركية.

عرضت شركة "أوبن إيه آي"، مبتكرة برنامج المحادثة الشهير "تشات جي بي تي" القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، أداة لاستنساخ الصوت، سيكون استخدامها محدودا لتفادي تسجيل حوادث احتيال أو جرائم، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
والأداة التي سُميت بـ"فويس إنجين" (Voice Engine) قادرة على إعادة إنتاج صوت شخص من خلال عينة صوتية مدتها 15 ثانية، على ما ذكر بيان لـ"أوبن إيه آي" تطرّق إلى نتائج اختبار أُجري على نطاق صغير.
وأضاف البيان "ندرك أن القدرة على توليد أصوات تشبه أصوات البشر خطوة تنطوي على مخاطر كبيرة، خصوصا في عام الانتخابات هذا".
وتابع "نعمل مع شركاء أميركيين ودوليين من حكومات ووسائل إعلام ومجالات الترفيه والتعليم والمجتمع المدني وقطاعات أخرى، ونأخذ ملاحظاتهم في الاعتبار خلال عملية ابتكار الأداة".

أقرّ مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة اليوم الأربعاء مشروع قانون يجبر تيك توك على الانفصال عن الشركة الصينية المالكة له تحت طائلة حظره في الولايات المتحدة.
وصوّت 352 نائبا لصالح القانون المقترح و65 ضدّه، في لحظة توافق نادرة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ويعد التشريع أكبر تهديد حتى الآن للتطبيق الذي اكتسب شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم، في وقت أثار فيه مخاوف لدى حكومات ومسؤولي الأمن بشأن ملكيته الصينية والتبعية المحتملة للحزب الشيوعي في بكين.
ولا يُعرف بعد مصير مشروع القانون في مجلس الشيوخ، حيث تعارض شخصيات كبيرة اتخاذ مثل هذا الإجراء الجذري ضد تطبيق يحظى بنحو 170 مليون مشترك في الولايات المتحدة.
ويتعين على الرئيس جو بايدن التوقيع على مشروع القانون الذي يُطلق عليه رسميا "حماية الأميركيين من التطبيقات الأجنبية الخصمة الخاضعة للرقابة" ليصبح قانونا، وفق ما أفاد البيت الأبيض.
من شأن الإجراء الذي لم يكتسب زخما إلا خلال الأيام القليلة الماضية، أن يجبر شركة "بايت دانس" المالكة لتيك توك على بيع شركتها الفرعية تحت طائلة حظر التطبيق من متاجر تطبيقي أبل وغوغل في الولايات المتحدة.

طرحت شركة شاومي الصينية للإلكترونيات في الأسواق العالمية الأحد هاتفها الذكي الجديد شاومي 14 المعزز بالذكاء الاصطناعي والمزود بتقنيات تصوير متطورة، إلى جانب منتجات أخرى يمكن ارتداؤها، بحسب وكالة رويترز.
وقالت الشركة في بيان إن هاتفها الذكي شاومي 14 ألترا الجديد به أربع كاميرات، ويمثل توسعا في شراكة العملاق الصيني مع شركة لايكا الألمانية لصناعة الكاميرات. أما الطراز الأبسط شاومي 14، فيحتوي على ثلاث كاميرات.
وبدأت الهواتف الحديثة في دمج نماذج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات مختلفة مثل أداة تتيح تحويل الحديث إلى كلام مكتوب في حينه خلال المؤتمرات، أو تطبيق آخر يسمح للمستخدمين بوصف صورة للذكاء الاصطناعي لتحديد موقعها في معرض الصور بالهاتف.

كشفت مايكروسوفت وأوبن إيه آي اليوم أن المتسللين يستخدمون بالفعل نماذج لغوية كبيرة المعروفة اختصارا بـ"إل إل إم إس" (LLMs) مثل شات جي بي تي لتحسين هجماتهم الإلكترونية الحالية وتحسينها، بحسب موقع ذي فيرج.
ففي بحث منشور حديثا، اكتشفت مايكروسوفت وأوبن إيه آي محاولات من قبل مجموعات مدعومة من روسيا وكوريا الشمالية وإيران والصين باستخدام أدوات مثل شات جي بي تي للبحث في الأهداف، وتحسين النصوص البرمجية، والمساعدة في بناء تقنيات الهندسة الاجتماعية.
وتقول مايكروسوفت في مدونة: "تقوم مجموعات الجرائم الإلكترونية، والجهات الفاعلة التي تهدد الدول، وغيرهم من الخصوم، باستكشاف واختبار تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة عند ظهورها، في محاولة لفهم الميزات المحتملة لعملياتهم والضوابط الأمنية التي قد يحتاجون إليها للتحايل".
وأضافت مايكروسوفت أنه "تبين أن مجموعة سترونتيوم المرتبطة بالمخابرات العسكرية الروسية، تستخدم نماذج اللغة الكبيرة والمعروفة لفهم بروتوكولات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وتقنيات التصوير الراداري، ومعايير تقنية محددة".
وكانت مجموعة القرصنة المعروفة أيضا باسم "إيه بي تي 28" أو "فانسي بير"، نشطة خلال حرب روسيا في أوكرانيا، وشاركت سابقا في استهداف حملة هيلاري كلينتون الرئاسية في عام 2016، وفقا لما ذكره موقع ذي فيرج.

طورت شركة مايكروسوفت حلولا لتقنية الذكاء الاصطناعي منخفضة التكلفة، وهي التي تتطلب قوة حاسوبية وموارد مالية قليلة، وطورت كذلك نماذج تتمتع بكفاءة وفعالية من ناحية التكلفة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وتتضمن هذه المبادرة تشكيل الفريق الجديد المسمى "جين إيه آي" لبناء ما تسميه الشركة النماذج اللغوية الصغيرة. ويركز الفريق على إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تحادثية ذات متطلبات حسابية قليلة مقارنة بالتكنولوجيا الحالية، وتهدف النماذج اللغوية الصغيرة إلى توفير الإمكانات التحادثية المشابهة للنماذج اللغوية الكبيرة، مثل جي بي تي، باحتياجات منخفضة.
ومن شأن هذا الأمر أن يسمح لمنتجات وخدمات مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي بتقليل التكاليف والبصمة الكربونية مقارنة بالبدائل المطورة خارجيا، حيث تهدف مايكروسوفت لجعل حلول الذكاء الاصطناعي هذه متاحة بسهولة عبر منصتها.
واعتمدت مايكروسوفت في السابق بصورة كبيرة على شركة "أوبن إيه آي" في تطوراتها بمجال الذكاء الاصطناعي، وذلك باستخدام تقنيات مثل النموذج اللغوي الكبير "جي بي تي 4" في محرك البحث "بنغ" ومولد الصور "دال إي 3" في "بنغ إميج كرياتور".
ويهدف فريق جين إيه آي إلى إنشاء ذكاء اصطناعي يطابق أو يتجاوز وظائف النماذج التي توفرها شركات مثل أوبن إيه آي، مع جعله خاصا للأحجام الصغيرة. وفي المقابل يشير تشكيل فريق الذكاء الاصطناعي التوليدي جين إيه آي إلى تحول محتمل نحو قدر كبير من الاستقلالية في تطوير الذكاء الاصطناعي.
ويؤدي سعي مايكروسوفت إلى تطوير تكنولوجيا ذكاء اصطناعي صغيرة الحجم وبأسعار معقولة، إلى فتح آفاق جديدة للشركة لتقديم حلولها الخاصة، مما يقلل من الاعتماد على الشركات الخارجية.

رُفعت دعوى قضائية ضد شركة أوبن إيه آي وداعمها المالي شركة مايكروسوفت في محكمة منهاتن الفدرالية من قبل كاتبَين قالا إن الشركتين أساءتا استخدام عملهما لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدم في برنامج الدردشة الشهير شات جي بي تي وغيره من الخدمات القائمة على الذكاء الاصطناعي، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وأخبر الكاتبان نيكولاس باسبانيس ونيكولاس غيج المحكمة في دعوى مقترحة أن الشركتين انتهكتا حقوق الطبع والنشر الخاصة بهما من خلال تضمين العديد من كتبهما كجزء من البيانات المستخدمة لتدريب نموذج اللغة الكبير الخاص بشركة أوبن إيه آي.
وتأتي الدعوى القضائية في أعقاب العديد من الدعاوى القضائية الأخرى التي رفعها كتاب بدءا من الممثلة الكوميدية سارة سيلفرمان إلى جورج آر آر مارتن مؤلف مسلسل "لعبة العروش" (Game of Thrones) ضد شركات التكنولوجيا بشأن الاستخدام المزعوم لعملهم لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي.

تبرعت شركة "إنفيديا" الأميركية لصناعة الرقائق الإلكترونية وموظفوها بمبلغ 15 مليون دولار لمنظمات إسرائيلية وأجنبية غير ربحية لدعم إسرائيل في حربها على غزة، بحسب تقرير لرويترز.
وقالت إنفيديا الأحد إن آلاف الموظفين من أكثر من 30 دولة تبرعوا بما مجموعه 5 ملايين دولار، وقامت الشركة بإضافة 10 ملايين دولار في إطار برنامج خاص تم تقديمه لمساعدة المتضررين من الحرب. وأشارت إلى أن التبرع كان أكبر حملة لجمع التبرعات الإنسانية في تاريخ الشركة البالغ 30 عاما.
وقال مدير الشركة جدعون روزنبرغ: "نحن فخورون برؤية هذا الدعم الواسع من عائلات إنفيديا في إسرائيل وحول العالم، ونشعر بالامتنان لصلواتهم وأملهم في عودة زميلنا أفيناتان أور والرهائن الآخرين من أسْر حماس". وأضاف "إننا نستمد الإلهام حقا من الرعاية الحقيقية التي يقدمها موظفونا حول العالم".

‎ يشكل  كتاب ( الذكاء الاصطناعي، رؤى متعددة الاختصاصات) إضافة جديدة للنقاش المستجد والمتسارع في هذا المجال لتبديد الكثير من الغموض وحل بعض الإشكالات الفنية. ويعد هذا التأليف الجماعي حصيلة أعمال مجموعة من الباحثين المتخصصين، ضمن منشورات ورعاية المركز الديمقراطي العربي في ألمانيا – برلين، وإشراف وتنسيق أميرة سابق؛ ومما يقاربه ما شهدته السنوات الأخيرة  من تطورات ملموسة في مجال التكنولوجيا،  والتي أدت إلى تغييرات جذرية في مختلف مجالات الحياة..إذْ ساهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في هذا التحول من خلال قدرته على محاكاة عمليات العقل البشري، وتوفيره  لفرص حقيقية للتعلم والبحث العلمي، لكنه قد يؤثر على العلاقات الاجتماعية والثقافية. ومن المهم حماية البيانات الشخصية وضمان عدم المساس بحقوق الملكية الفكرية،كما يتعين دراسة التأثيرات على الصحة النفسية للإنسان وتحليل التحولات الاجتماعية.

وبشكل عام، تتطلب الاستفادة من فوائد الذكاء الاصطناعي بأمان السيطرة على آثاره في المجتمع.

‎هناك عدد من التدابير القانونية والتنظيمية المهمة لحوكمة الأنظمة ومواجهة الهجمات السيبرانية:

أولا: إصدار قوانين تجريم الهجمات السيبرانية وتحديد العقوبات الرادعة؛

ثانيا: فرض المسؤولية القانونية على الجهات الحكومية والقطاع الخاص للحفاظ على أمن النظم وحماية البيانات؛

ثالثا: إنشاء هيئات تنظيمية ووكالات حكومية متخصصة بشؤون الأمن السيبراني؛

رابعا: إجراء تدريبات وتمارين للاستجابة لحالات الطوارئ والكوارث الإلكترونية؛

خامسا: تبادل المعلومات والمعارف بين الدول حول تهديدات السيبر وأفضل الممارسات؛

سادسا: التعاون عبر الحدود في مجالات التحقيق وملاحقة مرتكبي الهجمات؛

سابعا: إصدار معايير ولوائح تضمن حماية البيانات والبنى التحتية عبر مواءمة الأنظمة.

تعتبر شركة أوبن إيه آي شركة تكنولوجية تختص بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لصنع مستقبل تقوم به الآلة بمساعدة البشر على أداء المهام الصعبة.. فما هو السر خلف هذه الشركة، وما هو تاريخها ومن خلفها؟
شركة أوبن إيه آي؟
بحسب ويكيبيديا فإن أوبن إيه آي عبارة عن مركز أبحاث ومنظمة وشركة بحثية تأسست عام 2015 تختص بموضوع الذكاء الاصطناعي الذي يعرف على أنه ذكاء الآلات والبرمجيات.
ويعتبر الذكاء الاصطناعي علم من علوم الحاسوب يهتم بتطوير وتعليم الآلة لتنجز المهام ذاتها التي ينجزها البشر، ولتفكر مثلهم وتعالج الأمور بشكل ناجح. والهدف الأول من هذه التكنولوجيا هو حل المشكلات كبداية.
لذلك فإن تعليم الآلات القيام بالمهام المعقدة سيوفر على الإنسان الجهد ويترك له الوقت الكافي للقيام بالمهام الأخرى التي تعجز الآلات عنها، مما يحسن الإنتاج ويقلل زمن العمل للموظفين.
وتعمل شركة أوبن إيه آي على تحقيق هذه الغايات من خلال تطوير هذه الآلات إلى أقصى حد ممكن، بحيث تكون آمنة للاستخدام ومفيدة للبشر دون أن تحل مكانهم بشكل كامل.
هل هي شركة ربحية؟
تتألف شركة أوبن إيه آي من مؤسستين مختلفتين؛ الأولى هي "أوبن إيه آي آي إن سي"، وهي مؤسسة غير ربحية مسجلة في ولاية ديلاوير بالولايات المتحدة. والثانية "أوبن إيه آي غلوبال إل إل سي"، وهي مؤسسة ربحية.
وتحولت أوبن إيه آي إلى شركة ربحية عام 2019 لكن بشكل محدود، وذلك من خلال وضع سقف محدد لأرباح الشركة بحيث لا يدفعها العائد المادي للتخلي عن أهدافها في تطوير ذكاء اصطناعي آمن ومفيد للبشرية. وحصل ذلك عندما قدمت مايكروسوفت استثمارا بلغت قيمته مليار دولار للشركة، وبذلك انقسمت حصة الشركات للملكية بين 49% لشركة مايكروسوفت والمستثمرين الآخرين، و49% لمنظمة أوبن إيه آي.

كتب العالم والفيلسوف البريطاني برتراند راسل عام 1945 "يولد الإنسان جاهلا وليس غبيا، فما يجعله غبيا هو النظام التعليمي".
ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن أدخلت العديد من البلدان المتقدمة تحسينات ملموسة على نظم التعليم، وصولا إلى التعلم القائم على المشاريع (Project-based learning) الذي يتطلب من الطلاب إجراء مقابلات واستطلاعات رأي ودراسات وأبحاث بشكل مشترك.
الأنظمة التعليمية.. هل هي النهاية؟
لكن بعد إطلاق شات جي بي تي نهاية العام الماضي، حذر إيلون ماسك من أنه يمكن لهذه التقنية أن تجعل الواجبات المنزلية عديمة الفائدة، وقال في تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقا): "إنه عالم جديد.. وداعا للواجبات المنزلية!".
لم يقتصر الأمر على التحذير، بل عبر بعض المفكرين عن خشيتهم من أن يُستخدم شات جي بي تي وسيلة لتجنب التعلم، وبالتالي وسيلة لنشر الغباء بين شريحة واسعة من الطلاب.
فيرى عالم اللسانيات والمفكر الأميركي نعوم تشومسكي أن استخدام شات جي بي تي هو في الأساس "سرقة أدبية عالية التقنية" و"طريقة لتجنب التعلم". ويرى أن قيام الطلاب بشكل غريزي باستخدام التكنولوجيا المتطورة لتجنب التعلم يعد علامة على فشل النظام التعليمي، "فإذا لم يكن النظام التعليمي جاذبا للطلاب ومثيرا لاهتمامهم ولا يتحداهم ولا يجعلهم يرغبون في التعلم، فسوف يجدون طرقا للهروب منه".
أما الروائي الكندي ستيفن ماركي فيقول: "كانت المقالة، ولا سيما مقالة المرحلة الجامعية، مركزا للتربية العلمية والإنسانية لأجيال عديدة". وأضاف: "إنها الطريقة التي نُعلّم بها الطلاب كيفية البحث والتفكير والكتابة. هذا التقليد بأكمله على وشك أن يتعطل من الألف إلى الياء".
وانطلاقا من هذه النظرة التشاؤمية قامت العديد من المدارس والمناطق والإدارات التعليمية حول العالم بحظر استخدام شات جي بي تي بالفعل وأضافته إلى قوائم حظر مواقع شبكة الإنترنت الأخرى الخاصة بها.

بعد "طوفان الأقصى" وبدء القصف الوحشي على قطاع غزة أكتوبر/تشرين الأول الجاري، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي واحدة من الصور المثيرة للجدل، أظهرت (1) جنديا إسرائيليا كأنه أحد الأبطال الخارقين في أفلام هوليوود، يحمل بين يديه طفلين رضيعين زُعم أنه أنقذهما من حماس بعدما اختطفهما مسلحو الحركة وأودعوهما داخل خزانة في قطاع غزة. ورغم الانتشار واسع النطاق للصورة، تبين فيما بعد أنها مولدة بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي.

هذا النوع من المعلومات المضللة هو ما استدعى من العالم البريطاني ديميس هاسابيس المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي أن يصرح (2) قائلا: "علينا أن نتعامل مع مخاطر الذكاء الاصطناعي بالقدر نفسه من الجدية الذي نتعامل به مع أزمة المناخ"، مضيفا أن تلك التكنولوجيا الجديدة الفائقة لها وجه آخر مظلم يختلف عما نعرفه عنها؛ إذ بمقدورها أن تصبح أداة للقتل وأن تساهم في صنع الأسلحة البيولوجية، وفوق كل هذا يمكن استخدام قدراتها للتلاعب بالعقول وتوجيه الرأي العام من خلال تقنيات توليد المحتوى المكتوب والمرئي التي تُستخدم وسيلة فعالة في "الحروب المعلوماتية".

في الحقيقة، ساهم عصر المعلومات (3) في جعل العالم الذي نحياه مكانا أكثر التباسا، ومع وجود مثل هذه التقنيات لم يعد بمقدورنا أن نثق فيما يُقدَّم لنا من أخبار وقصص، خاصة بعدما امتلأت وسائل الإعلام بتكهنات غير مؤكدة وأخبار زائفة ومُختلقة، وهو ما نراه اليوم جليا في الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

"40 طفلا مقطوعي الرأس"في مايو/أيار 2021، وصف (4) جيش الاحتلال الإسرائيلي معركة "حارس الأسوار" التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزة بأنها أول "حرب ذكاء اصطناعي" في العالم، إذ ساهمت هذه التكنولوجيا الفائقة بحسب المسؤولين الإسرائيليين (5) في مضاعفة قوة الجيش الإسرائيلي خلال القتال الذي استمر 11 يوما، وذلك بفضل الأسلحة الآلية وبرامج التجسس وأدوات تتبع ومراقبة الفلسطينيين. هذه الادعاءات نفسها نفسها تكررت في الأيام القليلة الفائتة لوصف الهجمات التي يشنها العدوان الإسرائيلي حاليا على القطاع تحت اسم عملية "السيوف الحديدية"، لكن هذه المرة السبب مختلف. فالنهج نفسه الذي استُخدم في تتبع الأهداف على الأرض والاشتباك معها، استُخدم أيضا في الفضاء الإلكتروني لاستهداف الجمهور وتوجيه الرأي العام.

كشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن لقطات مصورة مأخوذة من كاميرات مثبتة على رؤوس عناصر تابعين لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" استشهدوا في عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أظهرت أنهم كانوا يعرفون الكثير من المعلومات والأسرار عن الجيش الإسرائيلي ونقاط ضعفه. واستطاع المهاجمون الوصول إلى غرفة الخوادم في أحد مراكز الجيش الإسرائيلي من خلال ما لديهم من معلومات.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه اللقطات، توفر تفاصيل وصفتها بـ"المرعبة" عن كيفية تمكن كتائب القسّام من مفاجأة أحد أقوى الجيوش في الشرق الأوسط -بحسب وصفها-.
وتعددت نظريات الخبراء عن طريقة حصول المقاومة الفلسطينية على هذه المعلومات، بل إن بعضهم ذهب إلى أن للحركة جواسيس في الجيش الإسرائيلي.
ولكن ما غفل عنه كثيرون أن "حماس" تملك إستراتيجية حرب سيبرانية بدأتها قبل عقد من الزمان، وما زالت تطورها بشكل سريع، وقد حذر منها الكاتب سايمون بي هاندلر في تقرير أعده لوحدة إدارة الدولة السيبرانية التابعة للمجلس الأطلسي -العضو في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي- نشر نهاية عام 2022.
واللافت في تقرير هاندلر أنه وجه تحذيراته للولايات المتحدة، لا لإسرائيل، وهو ما يؤكد على الخطورة الكبيرة لهذه القدرات السيبرانية وما يمكن أن تغيره في ميزان القوى على الأرض، داعيا لضرورة فهم إستراتيجية "حماس" ومعرفة كيفية التعامل معها بطريقة مختلفة.
ويمثّل الفضاء الإلكتروني عادةً فرصة مهمة للجهات ذات القدرات المحدودة التي تفتقر إلى الموارد، للتنافس مع نظيراتها الأقوى نسبيًا. لذلك تزداد رغبة هذه الجهات في الحصول على قدرات هجومية ودمجها فيما تملكه من أدوات لتعزيز أهدافها الإستراتيجية.
ويذكر تقرير هاندلر أنه بينما ركزت إستراتيجية الولايات المتحدة السيبرانية على الأقوياء الأربعة من أعدائها الرئيسيين: الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية، وإيران، فإن إستراتيجية الحروب السيبرانية لواشنطن وحلفائها -ومنهم إسرائيل-، فشلت في التنبؤ بقدرات حركة "حماس" الإلكترونية وإمكاناتها الهجومية والاستخباراتية.
ذوو القبعات الخضر
تُعرف "حماس" بالرايات والعصائب الخضر على رؤوس مقاتليها التي تحمل كلمة التوحيد. وللمصادفة، فإن اللون الأخضر هو نفسه ما يميزها في الفضاء السيبراني أيضا.
فبحسب تصنيف المجتمع السيبراني، تعتبر "حماس" من "المحاربين ذوي القبعات الخضر"، وهو تصنيف مختلف عن التصنيفات الأخرى، كقراصنة القبعات السود والقبعات البيض وقراصنة النخبة.
والمميز في هذا التصنيف الأخضر، أن المنضوين فيه يعدّون "محاربين سيبرانيين"، وليسوا "قراصنة" كبقية التصنيفات، رغم أن البعض يتسامح في تسميتهم قراصنة ذوي قبعات خضر من باب توحيد الاسم. لكن الخبراء الأمنيين يميزون ذوي القبعات الخضراء بأنهم مستمرون في تطوير قدراتهم ليصبحوا أكثر قوة، وأن دوافعهم ذات بُعد سياسي وعقائدي، وليست مالية أو تخريبية أو حتى أمنية.
لماذا اختارت "حماس" الفضاء الإلكتروني؟
لدى "حماس" دوافعها الخاصة لتطوير قدرات سيبرانية هجومية، وبتفحص عملياتها يمكن فهم هذه الدوافع واتساقها مع إستراتيجيتها الكبرى، تبرز هذه الدوافع:
1- الدعاية والتجنيد
يسهم وجود "حماس" القوي على الإنترنت في التجنيد والحصول على المعلومات وأهداف أخرى تتعلق بالإعلام وجذب الأنظار إلى القضية التي تدافع عنها الحركة، وكلها دوافع رئيسية للحفاظ على أهمية الحركة وحضورها بين الناس.
ويرى تقرير المجلس الأطلسي أن الحركة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتحريك الشارع الفلسطيني، والحث على القيام بعمليات مقاومة ضد إسرائيل. لكن بالرغم من أهمية هذا الدور لوسائل التواصل الاجتماعي وأدوات الدعاية المتطورة لحركة "حماس"، فإن التهديد الرقمي الذي تشكله في الفضاء السيبراني على إسرائيل أكبر بكثير من مجرد الدعاية.
2- الضرب في الظلام
على الرغم من موقف "حماس" المتشدد تجاه إسرائيل، فإن قادة الحركة يدركون قوة إسرائيل العسكرية والتقنية، ويعرفون الساحات التي يمكن أن تحقق فيها الحركة نجاحات مؤثرة، مع ممارسة ضبط النفس الإستراتيجي لتجنب الأعمال الانتقامية التي قد تكون مدمرة.
ويعتبر الفضاء الإلكتروني -الذي يسهل فيه النشاط المجهول ويصعب تحديد الفاعل فيه-، من الساحات المفضلة لدى "حماس"، فهي تعرف جيدا أن أي اكتشاف لوجودها سيعود عليها بالكوارث على الأرض، لذا فإنها تتجنب بعض العمليات السيبرانية التي قد تقوم بها جهات أخرى تعمل لصالح دول مثل روسيا أو الصين.
وتتجنّب "حماس" استهداف البنية التحتية الإسرائيلية بالبرامج الخبيثة التخريبية، لأنها تعلم أن ذلك قد يعرضها للانتقام الإسرائيلي، كما أنها لا تنشر برامج الفدية التي تسعى وراء المال كما تفعل العديد من المنظمات الأخرى.
وتقوم الخطة الإستراتيجية للحركة على هدفين رئيسين: الأول، هو جمع المعلومات الاستخبارية عن الجيش والجنود الإسرائيليين أو عملائهم، والثاني، هو نشر المعلومات المضللة التي تسعى لتحقيق أهداف عسكرية أو دعائية مضادة لكسر الروح المعنوية للإسرائيليين.
هذه الإستراتيجية لا تحمي الحركة من انتقام إسرائيل فقط، بل أيضا من نقمة الدول الداعمة لها، وتسمح لها بهامش مناورة تحتاجه في خطتها العسكرية الطويلة المدى، ولذلك فإن هذه العمليات تعدّ رديفا فعالا للعمليات العسكرية على الأرض، وهو ما شهدناه في العملية الكبرى الأخيرة: "طوفان الأقصى الأخيرة".
3- قلة التكاليف
ويحذر تقرير المجلس الأطلسي من التقليل من قدرات "حماس" السيبرانية، فبالرغم من أنها تعتبر ضعيفة نسبيا وتفتقر للأدوات المتطورة التي قد يتمتع بها قراصنة آخرون، فإن العديد من الخبراء الأمنيين تفاجؤوا بما تملكه من إمكانات، بالرغم من سيطرة إسرائيل على ترددات الاتصالات والبنية التحتية، فضلا عما يرزح تحته قطاع غزة من نقص مزمن في الكهرباء.
وتنظر تل أبيب إلى التهديد السيبراني الهجومي لـ"حماس" على أنه تهديد عالي الخطورة، وقد أحبطت عام 2019 عملية إلكترونية للحركة، ونفذ الجيش الإسرائيلي ضربة لتدمير ما قال إنه "المقر السيبراني لحماس"، مستهدفا عمارة في قطاع غزة، وهي واحدة من أولى العمليات المعترف بها من قبل الجيش ردًا على عملية إلكترونية.
ومع ذلك، وعلى الرغم من ادعاء المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن "حماس لم تعد تمتلك قدرات إلكترونية بعد ضربتنا تلك"، فقد سلطت العديد من التقارير الضوء على عمليات إلكترونية قامت بها الحركة في الأشهر والسنوات التالية.
4- التطور التكتيكي
بطبيعة الحال، تعتبر إسرائيل الهدف الرئيسي للتجسس الإلكتروني الذي تقوم به "حماس"، وقد أصبحت هذه العمليات شائعة على مدى السنوات القليلة الماضية، وتطورت تدريجيا من تكتيكات عامة وشائعة إلى أساليب أكثر تفصيلا وتعقيدا.
وكان ضحايا قبعات "حماس" الخضر في البداية من أهداف متنوعة، شملت القطاعات الحكومية والعسكرية والأكاديمية والنقل والبنية التحتية، وقد حرصوا على حجب المعلومات التي تكشف عن وجود حوادث الاختراق لأقسام تكنولوجيا المعلومات في هذه المؤسسات، خوفًا من انكشاف أهدافهم.
وفي وقت لاحق، نفذ قراصنة "حماس" تحديثات تكتيكية مختلفة لزيادة فرص نجاحهم. ففي سبتمبر/أيلول 2015، بدأت المجموعة استخدام تقنية تضمين الروابط بدلا من المرفقات، والإغراءات غير الإباحية مثل مقاطع فيديو حوادث السيارات، والتشفير الإضافي للبيانات المسربة.
كما تضمنت حملة أخرى في فبراير/شباط 2017 نهجًا أكثر تخصيصًا باستخدام الهندسة الاجتماعية، وتقنيات مختلفة لاستهداف أفراد جيش الدفاع الإسرائيلي أنفسهم ببرمجيات خبيثة من حسابات فيسبوك مزيفة.
وهذه العمليات تظهر قوة "حماس" على مستويين: الأول قدرتها على اختراق وسرقة مواد قيمة من إسرائيل، والثاني جرأتها على تنفيذ هجمات لدعم القضية الوطنية الفلسطينية.
ويعدّ التشويه أداة أخرى في ترسانة "حماس" السيبرانية. وهذا النوع من العمليات -وهو شكل من أشكال التخريب عبر الإنترنت، ويتضمن عادةً اختراق موقع ويب لنشر الدعاية فيه- ليس مدمرًا بقدر ما هو مزعج، ويهدف إلى إحراج إسرائيل، ولو مؤقتًا، وإحداث تأثير نفسي على المستهدفين والجمهور.
وفي عام 2012، أثناء عملية "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة، أعلنت "حماس" مسؤوليتها عن هجمات على مواقع إسرائيلية مهمة، منها قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي، مؤكدة أن هذه العمليات السيبرانية "جزء لا يتجزأ من الحرب ضد إسرائيل".
وقد أثبتت هذه العمليات قدرتها على الوصول إلى جماهير واسعة من خلال تقنيات التشويه. فخلال الحرب على غزة في يوليو/تموز 2014، تمكنت "حماس" من الوصول إلى الأقمار الصناعية للقناة العاشرة الإسرائيلية، وبثت عبرها لبضع دقائق صورًا لفلسطينيين مصابين جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، وتهديدا باللغة العبرية يقول: "إذا لم توافق حكومتك على شروطنا، فاستعد لإقامة طويلة في الملاجئ".
كما لجأت "حماس" إلى المتعاطفين معها في جميع أنحاء العالم، فكانت تلهم المتسللين من الأفراد وتوجههم لمقاومة إسرائيل وفضح روايتها، مما أدى إلى تشويه مواقع إلكترونية تابعة لبورصة تل أبيب وشركة الطيران الإسرائيلية "العال" من قبل قراصنة عرب.
لا قبة في الفضاء السيبراني
ومثل برنامج "حماس" الصاروخي الذي بدأ بصواريخ القسام البدائية القصيرة المدى وغير الدقيقة، بدأ برنامج "حماس" السيبراني بأدوات غير متطورة. لكن على مرّ السنين، وكما حصلت الحركة على صواريخ متطورة ودقيقة وبعيدة المدى، تطورت أيضًا قدراتها السيبرانية من حيث الحجم والتعقيد.
لقد أظهرت عملية "طوفان الأقصى" الأخيرة ما كان يحذّر منه الخبراء الأمنيون، وهو أن القبة الحديدية التي يفترض أن تحمي غلاف إسرائيل الجوي من صواريخ المقاومة، لا يمكنها أبدا حمايتها في الفضاء السيبراني.

تتميز الحياة خلال هذه الحقبة بأنها الأكثر تواصلًا في تاريخ البشرية، وبالعديد من الإيجابيات حيث يتمكن أفراد الأسرة الواحدة البعيدون عن بعضهم من الالتقاء عبر جلسة FaceTime والاستمتاع بوقت عائلي ممتع سوياً.
لكن الكثير من التكنولوجيا - سواء أكان ذلك الوقت الذي نقضيه على الهواتف الذكية، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو أمام الشاشات الرقمية الأخرى - يمكن أن يكون له عواقب غير محمودة. وقد يشير ذلك إلى الحاجة إلى التخلص من السموم الرقمية.
إن الاستخدام المفرط للتكنولوجيا يمكن أن يكون على حساب الأنشطة الأخرى مثل النوم، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي الوقعي، والتي تعتبر كلها مهمة لتحقيق الصحة العامة.
تقول العالمة الأمريكية " كارول فيدال" Carol Vidal أستاذة الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة جونز: "أن الاستخدام المتكرر للتكنولوجيا يرتبط بزيادة أعراض نقص الانتباه، وضعف الذكاء العاطفي والاجتماعي، وإدمان التكنولوجيا، والعزلة الاجتماعية، وضعف نمو الدماغ، واضطراب النوم في بعض الحالات".

الاستخدام المرضي للتكنولوجيا

النوموفوبيا هو الإدمان على استخدام هاتفك المحمول والأجهزة الرقمية الأخرى. وهو مصطلح جديد يعني نوع من الرهاب والخوف المرضي، والذعر من الانفصال عن الأجهزة الرقمية وخاصة الهاتف المحمول. فما هي العلامات والاختبارات للتعرف عليه؟ ما هي العواقب على الحياة الاجتماعية أو المهنية؟ وهل يؤثر فقط على الشباب؟ كيفية التخلص من ذلك؟
وجدت دراسة استقصائية أجرتها شركة "ديلويت" Deloitte عام 2020 أن حوالي 69% من مستخدمي الهواتف الذكية يقومون بفحص منصة التواصل الاجتماعي في الدقائق الخمس التي تسبق الذهاب إلى السرير، وفي غضون 30 دقيقة بعد الاستيقاظ صباحا.

في عام 2011، في العاصمة الروسية موسكو، اندلع واحد من أكبر الاحتجاجات منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، احتشد فيه عشرات الآلاف من الروس في وسط المدينة وهم يهتفون "بوتين لص" و"روسيا بدون بوتين". هنا وجد الكرملين نفسه مُجبرا على مواجهة حالة من السخط العام التي لم يشهدها منذ أن أصبح فلاديمير بوتين رئيسا. كان الحدث كبيرا جدا بحيث لا يمكن تجنب ذكره خلال نشرة الأخبار المسائية، التي لا تتحدث عادة عن أي انتقادات موجهة للرئيس الروسي.

رافق التجمع الرئيسي في وسط المدينة عشرات التجمعات الأصغر عبر مناطق روسيا المختلفة، حيث أُبلغ عن حشد من 3000 شخص في تومسك، وقالت الشرطة إن هناك تجمعا مُكوَّنا من 7000 شخص في سان بطرسبرغ. حدث ذلك بشكل أساسي من خلال الاعتماد على شبكة الإنترنت ومنصات المراسلة مثل تلغرام وغيره. (1)

عالم بوتين الموازي!

بعد هذا الحدث بدأت الحكومة الروسية في تمرير العديد من القوانين، بما في ذلك قانون "الإنترنت السيادي"، حيث تعمل روسيا ودول أخرى على بناء أنظمة الإنترنت الخاصة بها التي قد تهدد استقرار الإنترنت العالمي. منذ نحو 7 أعوام، تحديدا في عام 2014، نشرت الغارديان البريطانية تقريرا يوضح أن مسؤولين روس قد ألمحوا إلى أن الكرملين يدرس خططا جذرية لفصل روسيا عن الإنترنت العالمي في حالة حدوث مواجهة عسكرية خطيرة أو احتجاجات كبيرة مناهضة للحكومة في الداخل. حينها، ذكرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية أن بوتين سيعقد اجتماعا لاحقا يناقش خلاله الخطوات التي قد تتخذها موسكو لفصل المواطنين الروس عن شبكة الإنترنت في حالة "الطوارئ".

الهدف الرئيسي وراء هذا الإجراء، وفق موسكو، هو تعزيز سيادة روسيا في الفضاء السيبراني وجعله تحت سيطرة الدولة. حتى هذا الوقت، كان الإنترنت الروسي، على عكس الصين، مكانا مفتوحا نسبيا للنقاش، رغم ما يشهده من تنازع دائم بين المدونين الذين ترعاهم الدولة ومعجبي بوتين من جهة، والمعارضين لسياسات وقرارات النظام الروسي من جهة أخرى.(2)

ظهر سرد القصص مع تطور العقل البشري لتطبيق التفكير السببي وهيكلة الأحداث في سرد ولغة سمحت للبشر الأوائل بمشاركة المعلومات مع بعضهم البعض. أتاح سرد القصص في وقت مبكر فرصة للتعرف على الأخطار والأعراف الاجتماعية، مع الترفيه عن المستمعين أيضاً.

في المنطقة العربية يُعتبر الأدب الذي أُنتج في العصر الجاهلي أقدم العصور الأدبية ـ عصر ما قبل الإسلام ـ وهو فن الشعر والنثر وكان ينتشر شفهياً بين الناس عبر الذين حفظوا الشعر من الشعراء، إلى أن جاء عصر التدوين بظهور جماعة "الرواة" وكان من أشهرهم "حماد بن سلمة" و"خلف الأحمر" و"أبو عمر بن العلاء" و"الأصمعي". موطن هذا الأدب الجزيرة العربية التي كانت ميداناً للصراعات والغزوات بين القبائل التي ارتبطت فيما بينها اجتماعياً وتجارياً بعلاقات اقتصادية وسياسية أثرت على الأدب الجاهلي.

مرّت الآداب بأطوار متعددة، من عصر الأدب الشفهي، إلى الورقي، ثم من الأدب التناظري التفاعلي، إلى الأدب الرقمي.

الأدب الشفهي

 أو الخطابة أو الأدب الشعبي، هو نوع من الأدب يتم التحدث به، أو سرده، أو غنائه بصورة شفهية عكس ما هو مكتوب. لا يوجد تعريف موحد للأدب الشفهي، حيث استخدم علماء الأنثروبولوجيا أوصافاً مختلفة للأدب الشفهي أو الأدب الشعبي. يشير التصور الواسع إليها على أنها أدبيات تتميز بالنقل الشفهي وغياب أي شكل ثابت عنها. تتضمن هذه الأدبيات الشعر، والنثر، القصص، والأساطير، والتاريخ عبر الأجيال في شكل منطوق.

مجتمعات ما قبل القراءة والكتابة ـ بحكم تعريفها ـ لم يكن لديها أدب مكتوب، ولكنها امتلكت تقاليد شفوية غنية ومتنوعة مثل الملاحم الشعبية، والروايات الشعبية (بما في ذلك الحكايات والخرافات) والدراما الشعبية، والأمثال، والأغاني الشعبية  التي تشكل بشكل فعال الأدب الشفهي. حتى عندما يتم جمعها ونشرها من قبل علماء مثل الفلكلوريين و لا يزال يشار إلى ذلك الأدب ـ في كثير من الأحيان ـ باسم "الأدب الشفهي". تطرح الأنواع المختلفة من الأدب الشفهي تحديات تصنيف للعلماء بسبب الدينامية الثقافية في العصر الرقمي الحديث.

قد تواصل المجتمعات المتعلمة والمتطورة التقاليد الشفهية، لا سيما داخل الأسرة (على سبيل المثال قصص ما قبل النوم) أو الهياكل الاجتماعية غير الرسمية. ويمكن اعتبار سرد الأساطير الحضرية مثالاً على الأدب الشفهي، كما يمكن اعتبار النكات من الأدب الشفهي أيضاً.

تمهيد:
          انخرط العالَم، بفضل ما يُصطلح عليه بالثورة التكنولوجية، في مسار جديد، لا يقل أهمية وخطورة عن المسار الذي أحدثته الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر. فقد نتج عن التطور التكنولوجي الذي بلغ أوجَه منذ أواخر القرن العشرين، تغييراتٌ كبرى، سببها الطوفان المعرفي الذي غرقت فيه مناحي الحياة كلها: اليومية، والأكاديمية، والثقافية، والاجتماعية، والمهنية. وأصبح من العسير التحكم في تدفق سيل المعلومات الذي لا حدود له. ومن نتائج ذلك ظهور ما أسماه ألفين توفلر (Alvin Toffler) "تحول السلطة"، أي انتقالها من "سلطة للمال، والثروة، والحُكم"، إلى "سلطة للمعرفة". وهذا ما جعل القدرة على إنتاج المعرفة، وتوزيعها، واستهلاكها، يخضع بدوره لما اصطُلِح عليه بــ"صناعة المعرفة". وفي النتيجة غدَا صُنّاع المعرفة، الحكامَ الجُدُدَ للعالم.

          لقد بات من الضروري، اليوم، وضع استراتيجيات ملائمة لهذه الثورة المعرفية، لاستغلالها على الوجه الأفضل. ويعتبر التعليم إحدى القنوات الأساسية التي يجب تحديثها، لضمان جودة مُخرجاتها، من جهة، ولمواكبة هذا الكم المَهول من المعارف، ومحاولة احتوائه، من جهة أخرى، وذلك بتأهيل المتعلمين وإكسابهم مهاراتٍ وقدراتٍ تجعلهم في مستوى هذا التغيير الذي يشهده العالم.

وبما أنَّ من الأهداف الرئيسة للتربية نقل المعرفة من الجيل الذي توصَّل إليها، إلى الجيل الذي بعده، فإن ذلك يجعلها تتسم بالاستمرارية. ولن تتأتى لها هذه الاستمرارية على نحو سليم، وسريع، وفعّال، إلا باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.

آخر الأنشطة الثقافية والعلمية

  • تنظيم ندوة في موضوع: جماليات السرد النسائي في الرواية المصرية
    تنظيم ندوة في موضوع: جماليات السرد النسائي في الرواية المصرية نظم مختبر السرديات والخطابات الثقافية بكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء، بتنسيق مع فرقة البحث في الإبداع النسائي، كلية الآداب بتطوان، صبيحة يوم الخميس 30 نونبر2023، في رحاب كلية الآداب بنمسيك، ندوة في موضوع "جماليات السرد النسائي في الرواية المصرية"، بحضور ثلة من الباحثين والباحثات من مختبرات ومجموعات بحث تنتسب لكليات وجامعات مغربية مختلفة. كما جرى نقلها مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمساهمة الدكتورة جيهان الدمرداش من مصر. انطلقت الجلسة الافتتاحية، التي تولت رئاستها الأستاذة مريم ودي، بكلمة للسيدة سميرة الركيبي، نائبة العميد المكلفة بالشؤون الأكاديمية، رحبت فيها بالحضور ونوهت بموضوع الندوة والآفالق التي يفتحها أمام الباحثين والباحثات، ثم تلتها كلمة الأستاذ شعيب حليفي، رئيس مختبر السرديات، الذي أكد أن المختبر، وخلال مسيرته التي بلغت الثلاثين سنة بحلول عام 2023، قد…