كالغزالِ الشاردِ تنتظرُ عويلُ المطر
ثمة بلاد غيري مَكْسَبٌ .........
انا بلاد لا تتقن الغناء
وأوتاري مبتورة
وهذا لحدي لا ينهض ولا يتفكك من تلقاء ذاته
مبتورة الأوتار يا عازف الناي ،
والوصية شبه الوصية مُكتظة بالحطبِ
وورق قشر الشوفان والبندق،
ويصحو نداء الظباء عند أخر رحيل لها .
ثمة بلاد غيري مكسب .........
انا بلاد لا تتقن الغناء

١-
فكرت بتلك الليالي
المجنَّحة بالخوف
وكم كانت صباحاتنا بعيدة..
بعيدة جداً.
لدرجة أني كنت أراك
في أكثر من حلم
وكنت تختفي في كل مرة،
هكذا إلى أن يطرق الضوء بابي
فينتهي طعم الليل بكل مافيه!

٢-

أريد مدينة برائحة القهوة
مبللة شوارعها بالمطر
نوافذها من الخشب القديم
أرصفتها من الحجر الأحمر والرمادي

وإن صادفك حرفي في أركانها المظلمة
هات كأسك اسكب
واشرب قهوتك على مهل
نحن البؤساء لدينا الوقت الفارغ الكافي ...
لاجترار الأسى ...وهضمه وابتلاعه
قهوتك بسكر أو من دونه لا يهم

اليَوم
وتحْتَ غَمضٍ بَائسٍ أسَاءَ الظَّن بِقَدرٍ ملْعُونٍ
ستُسْحَبُ
الأغْنِياتُ مِن حَلقِ البَلابلِ
وتُعلّقُ الشَّارَاتُ بَعيدًا عنِ الأبوابِ
وَستَخضعُ الأهالِي لقُرفصاءِ الخزي
فَوحْدها الكِلابُ تُخلدُ استِجابتَهَا لصَفير الأسيادِ ,
لِميلادُ أعْجُوبة بينَ مَسْعَى السُّجناءِ...
مِن سِجنِ مْيامِي دَايْدْ إلى سَانْ بِيدْرُو ....
****
اليوْم

١-
أوصد قلبك جيداً
هناك ريحٌ قادمة!
٢-
تعرف ماذا أعني!
فلا توقظ العتمة الرابضة فيك
بالانكار.
هناك ريحٌ قادمة!
٣-
صوت امرأة ربما ستكون إشارة
مثل نص مريح لجسد الليل.

يقول الرَّاوي:
في الأفق البعيد ضَالتي
هناك الإشارة
والبشارة من هناك حتما ستأتي
في الأفق البعيد
نُقْطَة نُورٍ يَنْتَهِي إليْهَا كُلُّ شَيء
كأنَّها سَفِينَة أنْـهَكَهَا الإبْـحَار
كأنَّـها أنَا تَبْحَثُ عن أنَاهَا
في الأفُقِ البَعِيدِ صَمْتٌ واحْتِمَالْ
يَقِينُ وعشقٌ وأحْوالْ
هو الامتداد امتدادي

يحدث أن يمتلئ حيّنا بالبسملة
تطلقها طيور رات رجلا
يحمل باقة من الرّحمة
ويتّزر بردة مطرّزة بالتناهيد
يتبعه قلب امراة مثقوب كناي
يسيل منه صوت مغيّم بالانتظار
يحدث أن يكسرني المجاز
فأتورط في عشق رجل
لا بيت له ولا كنايات تستر نوافذه
كي يملأ سلالي شعرا
يوقفني حاسرة القلب

1-
أتيته سعيا ..
وإذ بي أجده سرابا ،
عدت أدراجي ..
مضرجة بالخيبات ،
يا هذا المعشوق
ما نهاية حجّي؟؟

2-
لثمني ..فشهقت بالماء
كنت أعي أن الماء يُغرق

وحدي من ينام الليل في هذه القرية
النوم متسع للنجوم،
لصوت ضحكاتك
وطن يستل من سيرة القلق أفراح النهايات،
وأنا كم سهرت من أجل تلك النهاية.

كانت كل فكرة تتفكك ثم ترسلني لفكرةٍ أخرى،
تعاقبت الأضواء والنباح وعمَّ الليل.

حين يخاف الناس يذهب النوم عنهم
النوم مرساة الأمان لكل نبض..

ابحث عن جدوى
في كل معنى يغمرني
فوضاي
هواجسي
هناك شيء ما
يعيد صياغة الموسيقى

يؤثث روحي من جديد
يتشكَّل
يرتب..
يحرق أوراقاً رثَّة

مواسم الحصاد
أغنيات العجائز الطيبات
أفراح الأزمنة البسيطة
نبضات الشوق
كل ماكان مضيئا ينطفىء
فجأة!!

ضوضاء الخيام حولك
صخب الحكايات في أزقة الحارة..
كل ما كان يراقص لذَّتك
ينقلب لعقاب..!

(1)
اليوم
يوم أزرق
لا يشبه ألوان السماء
قاتم مربد مصوح
تتناوشه
نسور، وذئاب وصقور
فيه قصة،
وفيه غصة
يتكور، لتكتمل الحسرة
قيل لي

مثلتها بظبية رآها نرجس، جلنار أو بنفسج
فمنحته حسنها ليغدو بساطا مونقا
كأن الرقوم منها استعارت بهاءها
أو روض توشى للربيع مهللا
أنظر إلى قطرات الندى وقت إنبلاج الفجر
تجد تباشيرا بانت على محياها
مع اصطباح الصباح بمحاسن مقلة
من حمرة علت وجهها
كأن الورد استقى منها لونه
من تبسم ثغرها
كتبسم الرضيع لأمه

في بلدي،
أتنفس بحرية حد الغرَقْ !
***
في بلدي،
يُهان الحبر ويُنسى الورَقْ !
***
في بلدي،
يكرم مسؤول لأنه سرَقْ !
***
في بلدي،
نوم عميق حتى الأرق !

يأتي المساء
يشعل فتيل الذكرى
وفي لوحة مأساوية تلحف الغيوم وجه الارض
وفانوسي لا يضيء
كيف اسير في طريقي
وأنا اعشى
جاء المساء
اشعل شموعه في المدينة
نسمي في مدينتنا المقبرة بالمدينة
اشعل فتيل الذكرى
يا إلهي ما هذه الاستعارة

١-
من أجل أن تصبح شاعراً
علیك أولاً أن تكون..
جحیم نفسك!
٢-
ھناك من یكتب
لأنه مأخوذ بقصیدة فشل -من أجلھا-
في الحیاة.
٣-
ھناك قصائد مدھشة مثل القرابین.
٤-

ككلّ الحالمين
جمعتُ حصيلة يومي
رفدته بمنسوب
من المشاعر المبهمات
و اقتفيت خطوَ من مرّوا على قلبي
وعلى طابور الانتظار
كان الصبح يبشر بشمس
من شعاع عينيك
وكنتَ تزيح القليلَ
من عتمة غطت ستائرك المسدلات
على وجه النهار

ألم القلب لا يخففه إلا العناق
أنا يا بحر
أعانق الحجر والشجر
الماء والسماء
ولا يختفي الألم
أعانق ملامح الغائبين في كل الوجوه والملامح
اقبل شفاه البعيدين المبعدين ...طوعا أو قسرا
أعانق ...اقبل كل جزء من
جسدك الشامخ كنخلة طويلة
أوزع قبلاتي وشفتي وعيوني ويدي
على عتبات المقابر المنسية