أنفاس

أنفاس

مدير تحرير أنفاس نت 

"الآن... هنا" أوراقاً سطر أحداثها الخارج من الموت وأرادها أن تكون شهادة صادقة ومحايدة قدر الإمكان، وأن تجعل من يقرأها يزداد قوة ورغبة في تدبير القمع وهدم السجون، والمساهمة في خلق وضع إنساني يمكن أن يعيش فيه الناس دون أن يقتل بعضهم بعضاً، ودون أن يصبح الدم لغة الحوار الوحيدة وهكذا... بين التعرية والتحريض، وبين النمنمة الفنية والوعي التاريخي، بنى عبد الرحمن منيف "الآن... هنا".

هي رواية ولكنها كانت كشهادة... تعلن الفضيحة... وتمزق الصمت... هذه الأوطان... السجون... فضيحة... وهؤلاء المواطنون-المساجين فضيحة... وهذا التاريخ الشرق أوسطي معتقل يستنقع في الفضيحة... ورغم أن الرواية تمثل رؤيا بتنوعاتها القطرية وتعدد مستوياتها، إلا أنها تتعمد أن تظل قولاً ناقصاً، لا يكتمل إلا إذا أضاف القارئ عليه موقفاً أو فعلاً... علّ الكلمة بإمكانها أن تترك أثراً كبيراً... لتكون أساس كل تغيير.

 

تستقبل في بداية هذا الكتاب مقدمة لمنيف عنونها بـ “تقديم متأخر لكنه ضروري” بمناسبة الطبعة الـ12، هذه المقدمة  مفيدة ومفيدة جداً لكل مهتم بأدب السجون في عالمنا العربي، فهي تضع النقاط على الحروف وتسرد سرداً تاريخياً بداية أدب السجون وما لاقى هذه البداية من كره وتدمير من الحكومات العربية، يقول منيف عن رواية شرق المتوسط :
"فالرواية حين صدرت، قوبلت بموقفين يكادان يكونان متعارضين، موقف القارئ الذي يريد أن يعرف أدق التفاصيل عن عالم السجن السياسي، وموقف السلطات التي رأت مجرد الإقتراب من المحرمات وعلى رأسها السجن السياسي تعدياً على وجودها وهيبتها، وتالياً فضحاً لممارستها."

كذلك يصف منيف رواية شرق المتوسط بأنها حازت على شرف التأسيس لأدب السجون:
لقد كان لـ “شرق المتوسط”، مع روايات أخرى، شرف التأسيس لما سُمّي فيما بعد: أدب السجون. واصبح هذا الميدان واحداً من الميادين الأساسية للرواية العربية، كتابة وموضع إقبال واهتمام القراء. كما انتبه الكثيرون في الوطن وخارجه، خاصة بعد أن ترجم عدد من هذه الروايات إلى لغات عدة، إلى ظاهرة السجن السياسي، ومحاولة فضح الانتهاكات التي يعاني منها جميع الناس وعلى امتداد الأراضي العربية.

صدر عن الهيئة العامة للكتاب سلسة اتحاد الكتاب رواية (عينان في الافق الشرقي ) وقصص أخرى يناير 2010م للروائي حسن غريب احمد ..
وعيون الرواية والابطال هي  عيون تائهة لاتبصر في اتجاه محدد ، إنهم يتطلعون ويبحثون عن عيون تطل من الأفق الشرقي عليهم ، أبطال من النساء والرجال ، هم يشخصون عيونهم غير تائهة ولا زائغة ...ذواتهم ثابتة قوية ..يعزفون نغمة واحدة يسمعون نغمة واحدة ، وتفاصيل حياتهم جميلة مستمدة من الأرض مثلما يستمدون وجودهم منها وكرامتهم منها فالمقاومة هدف لأن الوطن حياة. وماذا بعد أن انتهيت وانتهينا من الرواية القصيرة ..القضية الكبرى التي توحدنا وهو الوطن وفداؤه. صار الأبطال في الرواية تائهين حتى آلامهم وفقرهم لايجمعهم . وفي ( شبح سعد) أشعر بمنتهى الأحاسيس وملامسة الذات شبح في (( قهوة بنكهة امرأة)) إنها نكهة الحزن : " رحت أتلمس في وجوه الذين من حولي سبب حزن البحر ". حتى الأحلام البسيطة أغنية فيروز ، وكتاب تتوحد معه وعيون تشعرنا بأننا محل اهتمام لا تتحقق : " لم تكن عيون هناك تحدق بي .......الخ".

عمل يقع بين التاريخ والرواية رصد فيه عبد الرحمن منيف لكل جوانب المكان الذي عاش فيه طفولته من علاقات الناس واهتماماتهم وطقوسهم في الاحزان والافراح. ومثل العمل وثيقة تاريخية خصبة للحالة الثقافية والسياسة لعمان الاربعنيات موثقة بأسماء الأماكن والشخصيات رغم حرصه على أن تكون المقاربة غير تاريخية وغير روائية كذلك.

تلقي "سيرة مدينة" ضوءا رفيعا على سيرة حياة عبد الرحمن منيف وكذلك من حوله خاصة جدته التي ظلت الرابط الحي بينه وبين العراق (حيث تنتهي سيرة مدينة بذهاب عبد الرحمن منيف للدراسة) وهي رغم قلة الخصوصية أكثر الأعمال اقترابا من أحداث حياته.

عمان التي صورها عبد الرحمن منيف في سيرة مدينة هي نواة تصوره للمدينة في كامل مشروعه الروائي وربما أراد أن يكشف للقراء والنقاد العنصر المكون -مع بغداد التي تظهر في آخر سيرة مدينة - للمدن التي ابتدعها في روايته (موران في الآن.. هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى وعمورية في عالم بلا خرائط)

عرف العمل في طبعات متأخرة (بداية من 2004) إضافة تخطيطات منيف لرسم شخصيات هذا العمل بأسلوب فريد غير أكاديمي وقد احتفى بهذه التجربة صديقه الرسام العراقي مروان قصاب باشي.

عمل روائي جمع رمزين من رموز الكتابة الروائية العربية الحديثة هما عبد الرحمن المنيف وجبرا إبراهيم جبرا حيث تظافرت تجربتهما ومواهبهما لترسم عالما روائيا متخيلا بالكامل ولكنه كان عالما ثريا وفريدا مشحونا بإسقاطات سياسية وفنية تجعله في قلب العصر. تقع أحداث الرواية في مدينة خيالية (عمورية التي ظهر اسمها من قبل في رواية الآن.. هنا شرق المتوسط مرة أخرى) التي هي مزيج من عواصم عربية مختلفة وواقعة تحت نفس ظروفها الاجتماعية والسياسية والملاحظ أن عمورية تشابه الأطر المكانية التي عالجها سواء منيف أو جبرا في أعمال سابقة من حيث العلاقة الصدامية بينها وبين أبطالها وخضوعها لصراع عنيف بين ماضيها وحاضرها وبين هويتها والمد الثقافي الغربي. تدور جميع الأحداث حول شخصية الراوي علاء الدين نجيب الأستاذ الجامعي المتخرج من كليات الغرب المتمرد والمتذبذب المشدود إلى ماضي عائلته العجائبي أين يلتقي التاريخ بالأسطورة بالدين وحوله ترتسم شبكة من العلاقات التي ستكون تربة للجريمة وقصص الحب الجنونية والصدام السياسي.

صدرت مؤخراً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع مجموعة قصصية بعنوان: "خمس رقصات في اليوم" للكاتبة المغربية فاطمة الزهراء الرغيوي، وهي المجموعة الثانية لها بعد مجموعة "جلباب للجميع ".
تقع المجموعة القصصية، التي صممّ غلافها الفنان نضال جمهور، في 89 صفحة من الحجم المتوسط، وتضم 14 نصا (وقت قاتل، ثلاث نساء، حقيقة، خمس رقصات في اليوم، رجل لامرأة أخرى، لم يعد ساعي البريد يضحك، العيد، صلاة، سفر، حب أيسر، سمعت، الطعام، جوع، البهلوان يحلم وحيداً). وكما في مجموعتها الأولى تتميز القاصة في هذه المجموعة بأسلوبها المباشر، القائم على اللحظات الراهنة بحيث تقدم في أعمالها مواقف واضحة خالية من الغموض والتعقيدات اللغوية.

وفي قصة «حب مجوسية» يطرح منيف العلاقة بين حضارة الشرق، وحضارة الغرب طرحاً ضمنياً مقتصراً على الأبعاد الوجودية، وكأنه يشيد بالإمكانات المتوافرة في فضاء الغرب الملائم لاكتشاف الذات الإنسانية، وإن بطل الرواية المجرد من الاسم واللقب، يكتشف من خلال علاقته بـ «ليليان» اغترابه عن العالم، ليس بسبب التباين الثقافي والحضاري والروحي، وإنما كان ناتجاً عن التأثر بالفكر الوجودي كما يتجلى في الاقتباس التالي: «لو قلت لكم إن حياة البشر تشبه خطوط السكك الحديدية، فهل تفهمون ما عنيته؟ منذ البداية نفتقد اللغة المشتركة، ليس بيننا شيء مشترك، ليس لديكم تجاهي حتى الرغبة في أن تفهموا...! لا يهمني، بدأت الرحلة وحيداً وسأنتهي وحيداً» (ص48) وما يزيد هذا الاحساس بالاغتراب قوةً، أن البطل يكتشف في نهاية الرواية عبثية الحياة ذاتها، فقد ظل يبحث عن ليليان مدة طويلة، ولكنه لم يستطع أن يجدها إلا في محطة القطار، وهي تهمّ بركوب قطار غير القطار الذي يستعد لركوبه.

ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمّان, لأبٍ من نجد وأم عراقية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الأردنية, ثم التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد عامين من انتقاله إلى العراق, طرد منيف منها في عام 1955, مع عدد كبير من الطلاب العرب, بعد توقيع (حلف بغداد); فواصلَ دراسته في جامعة القاهرة.
تابع عبد الرحمن منيف دراسته العليا منذ عام 1958 في جامعة بلغراد, وحصل منها في عام 1961 على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية, وفي اختصاص اقتصاديات النفط, وعمل بعدها في مجال النفط بسورية في عام 1973, انتقل منيف ليقيم في بيروت حيث عمل في الصحافة اللبنانية, وبدأ الكتابة الروائية  بعمله الشهير (الأشجار واغتيال مرزوق) في عام 1975, أقام في العراق, وتولى تحرير مجلة (النفط والتنمية) حتى عام 1981, الذي غادر فيه العراق إلى فرنسا حيث تفرغ للكتابة الروائية. وفي عام 1986, عاد منيف مرة أخرى إلى دمشق, ..حيث أقام .....

صدر مؤخرا عن مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع بالأردن الكتاب النقدي الجديد للناقد الأدبي عبدالمالك أشهبون. وينطلق هذا الكتاب من التركيز على مساءلة بعض الزوايا الظليلة في روايات نجيب محفوظ. ومن بين أهم هذه الزوايا التي ظلت بمنأى عن التداول النقدي في روايات نجيب محفوظ، نجد عتبات الكتابة الروائية )العنوان، صورة الغلاف، التعيين الجنسي...(، و"البداية" و"النهاية".
وفي فصل لاحق، قدم الباحث تحليلاً بنيوياً منفتحاً، من خلال مقاربة آليات اشتغال كل من الممارستين: السردية والوصفية، في"ثرثرة فوق النيل". أما باقي المناطق الظليلة التي امتدت إليها هذه المقاربة، فكان التركيز على مظهر مهم من مظاهر إرهاصات التطوير والتجديد في الكتابة الروائية المحفوظية؛ ويتعلق الأمر باستلهام التراث واستيحائه، وذلك في رواية "رحلة ابن فطومة".

صدرت المجموعة القصصية الأولى للكاتب المغربي البشير البقالى  بعنوان (حين سقط الجسر) عن مؤسسة سندباد للنشر والإعلام بالقاهرة 2011، في 84 صفحة من القطع المتوسط، ولوحة الغلاف للفنانة القطرية أمل العاثم، وقدم الناشر الكتاب بكلمة نقدية على الغلاف الأخير قائلا:
الكاتب المغربي البشير البقالي قاص مبدع متميز، يمتلك رؤية عميقة لإشكاليات المجتمع المعاصر، يلتقط عدة لقطات شديدة الإنسانية بمهارة الفنان، لقطات مطمورة تحت عباءة سراديب الحياة، يلتقط هذه اللحظات، ينفض عنها التراب، ويضعها فى بؤرة الضوء للدرس والتحليل، وينجح فى الغوص لأعماق شخوصها، عبر عوالمها البيولوجية والسيكلوجية والسوسيولوجية، فيقترب من هذه الشخوص.