و ينزف عمري تحت قدمي
نسائم سكرى تلفحني في كل حين
يذوب القلب وتجف الدموع
نزيف وبعده نزيف ويستر النزيف
نزيف الموت يغرس القلب أشواكا
وتمطر السماء دما بدل الدموع
يهوى القلب بين الأضلع صريعا وتدمي الجراح
ونقول هذا قدر وذاك مكتوب
هذه الحياة تسقي المرارة بعد سقيها الحلاوة
فكفانا من الأحزان قغدا ستشرق شمس الحنان
وفي الظلام ذابت الأحزان والتأم الجراح

أعود.. كلما صرخ في وجهي الليل
تشرعني العتمات و النوافذ الخلفية
رأسي خارطة من الكمائن و الفخاخ
يداي بيارق للصمت
نصفان لقافية نيئة هما يداي...
و صوتي مثقل بالطرق الشامتة
أمرق من صرير الأبواب
فأصبح وديعا مثل سلحفاة
تماما كالهذيان أسأل:
هل أخطأت حين أتيت في الزمن الموافق للغياب؟
راوغتني الطاولات

1
رسمت وجهك بكلماتي فخجلَت
رسمت بسمتك على أوراقي
فاحترقت
رسمت كل ما فيك جميل
فوق عيوني وأهدابي
فابتسمت
وقالت
تلك اللوحة من قبل
ولا مرة رُسِمَت
2
لا يهم كيف تفكرين

عفوا أيها البياض،
عفوا،
فأنا الانسان
كثيرا ما دنست
قدسيتك بالسواد.
عفوا أيها البياض،
غدا قلمي أخط به
أشعاري
وجه حبيبتي
جنوني
     ...

أعدنا الفتح كرتين
فتحنا لليل كل هذا المدى
كل الأنفاس, كل البحار
فاجمع في صليل الصمت
تاريخك وتاريخي
واحن للخريف الزاحف كل
الفصول.
ربما هذا السقوط ابتلاء
هكذا نغني إذ نشد
على الوقت العمامة.
فهل يسعفك الورد إذ يغتصب الربيع

وتمطر السماء...
ترقص حبات الماء...تنفرج السماء..
تتهاطل الامطار..وتنطلق موسيقى الماء..
اليوم فقط نلت الرضاء فاستطعت مع السماء ... البكاء...
وانفرج الضغط بصدري...
وانتهت احزاني مع بداية الانواء... وتمطر السماء...
تغسل الشوارع من ذكرى خطواتنا المتجاورة..
تنسي اكفنا طعم الانتماء..
وتمطر السماء...
تطرد جحافل الذكريات المتكالبة..
تطهر الاشواق من السفر الى حيث تجلس انت مستريحا...

أعلم أنك لست لي
ويجتاحني الحزن
لكنّني لست إلا لك

كم يتعبني غيابك
كم أحنّ إليك
إن جئت
فدعني أشبع روحي منك
أروي ظمأ العمر إليك
فلا ترحل
وإن رحلت

منفياً أتيتـُكِ
يا رمال ..
فظلليني
واسكبيني في الأغاني
واحملي جسداً
بلا جسدٍ ..
فقد ذبحتُ حصاني
إني عبرتُ سلالات المدائنِ..
أيــلاً فطناً
حتى بلغتُ يقيني
فكانت سموات الربّ

على حين غفلة
جاءني الليل منتشياً
يرتدي ثوب الإثارة
والسحر
صافياً كقطع الكريستال
يجرجر القمر
الغارق في الحيرة
 بين نور صامت وآخر يضحك
وسرعان ما يدخل مخدع غجرية
تزرع الريحان بين نهديها النائمين
وعلى سيقانها تحط الفراشات

كأن يديها
على كتفي برتقال
وتأخذني للبعيد البعيد ،
مئات القرون تغني على هدبها
وهي تأخذني
نحو عطر المحال ،
وفي حكيها
ينهض الشفق المستعاد
أريجا من الصخر ،
رشحا من الرمل والابتعاد ،
خبايا تنط على شطحات الخيال...

لن ألتقيكَ اليوم؟
فقد محوتَ وجهَكَ القديمَ من ذاكرتي
واستبدلتَ به
خطوطًا جامدةً
ارتسمتْ عند باحة "رابعة العدويّة"
التي أطرقتْ في صمتٍ
يليق بالمحنةِ القادمة،
ثم أغمضتْ
حين التصقَ وجهُكَ بصدرِها
شاحبًا كقديس،
ينسربُ بياضُه من الأصابعِ

 {الزوجة الفضلى أثمن من اللؤلؤ النفيس... من ذا يجدها؟
 (سليمان الحكيم عليه السلام) }

بعض الظنِّ حُلمٌ
تَهذي بهِ
ثكلى الحمامْ
فَينزُّ في قلبها
خَمراً ...
خُبزاً ...
وشظايا غمامْ .
فلاذَت بهِ
أملاً ، و رِتقاً ...

مثنى... مثنى...
هذا الصباح قابلتهم يتهادون ..
يتهامسون ...
خطوات متجاورة
اكف متعانقة
قلوب راقصة...
الشمس الحنونة كانت عند موعد الدفء...
وأعلن الصباح الحب...وجهه..
سجلت الازهار حضورها بقوة..
وقطع الشكولاطة ماجت على الشفاه..
بسمات..

(إلى البغدادي الدافئ فؤاد التكرلي)
                                  
إليك أدمعنا اليابسة
إليك تمور الحقول
تنتصب سنابلاً متحمسة
وكنت أناقش التاريخ
فانطفأت سلاسل زنزانتي المتكاسلة
استحالت بندقية السجان
مقبض مكنسة
إليك أطرافنا المقطوعة
حتى نخلتنا المتمرسة

صفر على الرأس
صفر في الصدر
صفر بين الكفين ..

هنا ،
في مدن سقوط المعنى
خلف قصور خفافيش الصحراء ،
يكبر موج
الشعر..
و بلغات الفضح الجميل
أكتب سيرة

ها نحن نعود مرة أخرى
ألف خطوة إلى الوراء
إلى التخلف وعصر الجريمة
إلى كل عاداتنا القديمة
حيث كانت النساء
شجرة يتيمة
في النهار تختفي ثمارها
وفي ليلها كريمة
ها نحن نعود يا وطني
إلى ذاكرتنا العقيمة
حيث القضية كلها صارت

الأسماء تبتل بحمى النسيان
والقلوب الكبيرة لاينفذ زغبها
فبأي شجرة ٍ سأصافحك
النوارس غرقى
والسماء ذنبٌ لا يغتفر
ويداي كما تعلم وجه قبيلتي
فكن على جسد ٍ أنّي سألقاك  
ربّما بعد أن تغرد أول نخلة
ربَما قبل أن يُطمس  آخـر ثور
*****
الحلبة كبيرة

عمَّ يتساءلون ..؟
أرى الحيرة والغضب
في أعينهم...
اسألوا البحر
السماء
العصافير
الأشجار
والرمال
اسألوا حتى الألهة التي تعبدونها. ...
حتماً ستقول لكم
من أكون...

أراود منطلق الحلم
أم أستعيد
ملامح حلم بعيد
أقول لصاحبتي
والمتاهة تبدأ في كل منعطف
وتعيد:
سأحلم في زمن الوهم
كي أتجاوز مستنقعات الغباء
وفي النفق الملتوي العنيد
سأحفر متسعاً للضياء
فهل تنكر العين لمعة الضوء