يجلس الطفل الناسك المنتشي
بحب الذات الإلهية كالحلاج
يفنى عشقا وهياما كالمشتهي
ينتمي لعالم ينظر للإنسان من ثقب إبرة
ينتهي بين التثليث والتوحيد
ويموت قبل ان يولد في تخوم غيمة جدباء
وفي  وجه العالم الآخر
تخمة في الحيرة
تخمة في  السؤال
ترقد في حنجرة بكماء
ثقافة تقديس أجهزة الصلب و الإعدام

قال الشيطان للباب المنخور
خذ حفنة من هذي الأرض
حفنة طيور ...
واذبحها ..
وانثر دموعها ...
الحمراء بأرض
الزرقاء بأرض
والبرتقالية
وصفق لها ...
ستطير إليك ...
خاضعة

عـيـدٌ يـجيءُ  مـنَ  الـجراح ِ
زوابـعـاً  مـتـتـالـيـة ْ
و رواية ً بيدِ  القراءةِ  عارية ْ
و حرارةً عربـيـَّة ً
نـحـوَ الـزِّيـادةِ آتـيـة ْ
عيدٌ  يُحمحمُ  في الوغى
و طـريـقـُـهُ  تـلـكَ الـسـيـوفُ  الـداميـة
فـي رأسـهِ   فـاضـتْ   فـلـسـطـيـنٌ   دمـاً
و على ذراعِهِ روحُ لبنان ٍ
تـذوبُ  تـألَّـمـاً
حيثُ المبادئُ خـاويـة ْ

إلى مصطفى لعرج في ذكرى الاحتراق الأولى *
حين افترقنا 
لم يودعني كما اعتاد الوداع
و لم يقل لي :
نلتقي عند اكتمال المستحيل
ومضى ..
طويل ظله
ويداه في الأفق البعيد
تلوحان بوردة للافتراق  ..
صمتت شفاهي
لم أجد غير احتراقي

في رفيف الأقحوان على جدار الحلم يختبئ النشيد
في مداخل قلبك العذري تشتعل الشموعُ
تنير أمكنة أعدت للسجود
دمكِ الآن يصلي
لا تخافي
فالمدينة أحتويها في فؤادي
والمسافة بين أرصفة التذلل والمساجدِ
لا تعادل آهة
ُدفنت لتولد من جديد
في دمي الآن اشتياق لدمك
لا تقتلي الجرح المجمّل بالشفق

أحتاج إليك
في عيونك تشرق الشمس
وفي ثغرك يتنهد الصبح
وتدور الكواكب حول محياك
يطل الدجى من طلعتك
وتجري الأنهار في عروقك
وينير القمر من سراج ابتسامتك
وعندما تغضب أرى نارا وبرقا ورعدا
وبحرا هائجا و ريحا عاصفا
في مغيبك تذبل الورود
 ويخيم على قلبي الشرود

بين مكانين اختلفا في نبض الزمن..
وحدهما الصوت الملائكي وقد تباين السنن..
كان اللقاء...
زغرودة..
في رحم الحرف الشريد..
يتسامى رونقا ..
القا..
صلب الفرحة في نسغ الوريد..
تناشدا حضورا في تماهيات الاثير..
نقشا دفء اللغو بالصوت الوثير...
فانبرى ا لصدق يمجد المعنى الطريد..

تمهّلْ,
فلست أنا من تقصّ أصابعها بالزّجاج
لكي تفتديك    
ولست أنا من تهشّ الطّيور
لأنّك أنت كرهت الغناءْ
ولست أصدّ رياح الشتاء
لأنّك في غفلة من خريفك ْ
وإنّي أنا لن أعدّ النّجوم
إذا ما أرقت وبتّ تعاني من الكهرمان
وحارت غيومك ْ
ولست أنا من تعضّ يديها

أيها الشيخ
لِمَ لَمْ تودّع عزيزك جيدا
ومضى دون وصيـة
هو الحبيب ما برح بين يديك
يمرح ... و ألعاب
هل أبقى في لحيتك بعض لمسة
هكذا دون وداع
يفارق الأحباب !
أيّها الشيخ
وليدك قد نأى
وكم سيطوّحه العذاب

شربتُ قهوتي ُمـره
عاقرت الشاي الأخضر
بالحنظل
شلال دمعي جرى كوثر
وعلى بابـك
جفّ ،تحوّل...
فرشتُ سجادتي حلـوى
وفتافيت قلبي تتناثـر
بخطوك الأثقـل
فتتبعثر
لأنك في حياتي السُكـر

لا تبحر في حديثي غيلما..
او تمساحا تذرف رق العبر ...
في شعاب الانياب..
هي صرعى ..
مخفية في انحناءات الرقاب..
لا تبحر في حديثي معولما..
او صعلوكا ..
تتاجر في فضيلة الانبياء...
فرب سلام من دماء الخبز الحافي ..
تعقم بين الركعة و السجود..
ابتهالات الدعاء..

إلى أيِّ طَرِيق يُفْضِي هذا الجِسْرُ
أكُلُّ العابِرين نَجَوْا وهُم يَسِيرُونَ بِحَذَر ٍصَوْبَ
حَتْفٍ مَجْهُولٍ
لا أحَدَ
كان يَشُكُّ في فَدَاحَةِ الشَّرَكِ
وَ
لا أحَدَ
ظَنَّ أنَّ السَّاعَةَ سَتكُونُ مَجْرىً
لِنَهْرٍ لا يُفْضِي إلاّ إلى مَصَبّ آثِم ٍ
كَمْ كَانَ يَلْزَمُكَ مِنَ الوَقْتِ لِتُدْرِكَ أنّ الشّمسَ لا تُشْرِقُ
بِمَحْضِ الصُّدْفَةِ

الإهداء : إلى سراب _ جلال
روح السراب ونكهة الحقيقة
إيقاع الحياة حتى يمتزج بكينونته
وكينونة الإيقاع حتى يؤمن بنفسه


تتدحرجين خارج خارطة الوجع
تلملمين  ضفائر أحلامك .. كراسة قلقك
ألوان  صباحاتك
واستغل غفلة قطط الخوف لأسرق  فراشات عينيك
أترنح حد الأمنيات
فهبيني حلما  لا يرابي  بي

ربمَّا لن تجدْ
بعدَ مرِّ السنينِ وحنظلها المتطوِّرِ لا حلوَ قولٍ بفيكَ
لغرَّاءَ فرعاءَ مصقولةِ الجسمِ كاللازوردْ
ربمَّا بعدَ كلِّ انكساراتكَ العاطفيّة لنْ تتحدَّى أحدْ
ربمَّا لن تجدْ
لا دموعاً لتذرفها في الطريقِ الى وهمِ غدْ
ربمّا بعدَ خمس قصائدَ أخرى
وسبعِ نساءٍ وحُبٍّ عنيفٍ
ستتركُ روحكَ ترعى المزاميرَ والقصصَ النبويّةَ
تستلها من صباحِ الأحدْ
ربمّا لن تقبلَّ وجنة حيفا

إني ولأجلكِ أوقدتُ قناديلَ الماضي المنسيَّهْ
إني أسترجعُ ضحكاتٍ
هربتْ مِن مَعقِلِ شَفتيَّهْ
لِترَي جَهْراً
مَن مِنّا يُصدِرُ أحكاماً حين يسودُ
ومَن مِنّا بالتالي ضحيهْ !
لكأني اشتقتُ الى نزفي
والى قلقي والى ضعفي
دمعي شتاءٌ يهمي في فصلِ شتاءٍ
وشتاءٌ في فصل الصيفِ !
لكني

إلى " علي"

انتهى " علي " مات و انقضى...
عبر إلى الضفة الأخرى متواريا و مضى...
لن يعود من توهمنا يعود غدا
أسلم روحه لباريها و قضى
أمتثل الناسك للغيب تاركا نخبه للصدى !
فيا حشرجة الموت :
ها هنا كنا نسقي الليل نرويه
و نبادل أقداحا بأخرى
ها هنا كنا نعد انكسار المرايا

جارتنا العانس
تسترق السمع وراء الباب
صوت الأحذية على الدرج
يغريها بمغامرة جديدة
جارتنا العانس
عاشقة أسطورية
تختار قصص حب مدمرة
وتنصح المحبين بالتريث
هي الخبيرة بالمواعيد
و هي العارفة لحدود الخيانة
و كلما دار حديث حول الرجال أعلنت دكتاتوريتها

أبحث عن مرفأ يرتطم به قاربي
عن ميناء يستقر فيه شراع قلبي
أبحث عن دنيا جديدة مليئة بالأحلام والمحافل
أبحث عن لحظة سكون أسرقها من ثغر الكون
عن نوتة موسيقى أغني بها و أبعثها صوب الفضاء
عن قلب مفتوح بعيد المدى
أناديه و يرد الصدى
 تبكي حياله قطرات الندى
أبحث عن ابتسامة من فم حزين في سواد الليل المعتم
عن بحر يضمني بحرارة ويلقي بي باتجاه أمواجه
تداعبني بين أجفانها وتدغدغني بهديرها

بث شروقي في مواجع الظلام...
و امتشق من حروفي..
لغة تحجب وراء الغربال..
فن السؤال..
ففي تضاعيف البثر تمتشق النجوى من عسف الهجير ارتجالا
اجلالا يستفهم الارض..
و العرض ..
و شهداء تقاعسوا عمن تراجسوا اتكالا..
في منازل الغضب..
تنافروا و استخطبوا الامر اعتذارا..
غيهب السؤال..