الأربعاء, 31 تموز/يوليو 2013 17:52

تحميل الجزء الثاني من رواية أرض السواد لعبد الرحمان منيف

قيم الموضوع
(10 أصوات)

لقد أعاد المنيف بناء بغداد العثمانية بيتاً بيتاً ،ونخلة نخلة ، وأطلق الحياة في أحيائها ومقاهيها بما ينسجم وهموم الناس آنذاك ، مفرداً للواقعي مساحته ، كما للخيال ، فتمكّن من إعادة البناء تلك ، ومن ثمّ بناء المرحلة التاريخية التي يحتضنها ، وهكذا جسّد مكاناً نصّياً يحاكي المكان الواقعي ، ويوهم به ، ليطرح أسئلته ، ونجح إلى حدّ بعيد في الخروج بهذا المكان عن حياده ، ليندغم بمصائر الشخوص الذين يعيشون فيه ، إنّ دجلة إذ يفيض ويثور متمرّداً على ضفّتيه يبدو وكأنّه يشارك الأهالي نقمتهم على الأجنبي ، ولذلك فهو يكّر على الرصافة ، أو على الكرخ ، ولا يوفّر البساتين المترامية على ضفتيه ، جارفاً معه الطين والحيوانات النافقة وبقايا الأشجار والأغصان والجذور ، لكنّ هذه الطبيعة الغاضبة سرعان ما تختلف ، عندما تسافر ماري برفقة زوجها صوب الشمال في فصل الربيع ، فتصبح وادعة واعدة متنوّعة المشاهد والألوان ، وتتفاجأ المرأة بالأرض تنتفض بعد طول سبات ، وتتلوّن بألوان لا تخطر في البال .

يتداخل الحار فيها بالبارد ، وتتزيّا الروابي والتلال بأزهارها ومروجها ، متدثّرة بخضرة متموّجة ، متفاوتة في درجاتها ، تنشر في المدى أريجاً مسكراً ، كما تختلف عندما يجري الحديث عن صباح أو مساء خريفيّ بارد في بغداد ، يدفع الباشا إلى مغادرة الحديقة الخلفية للسرايا ، فيما يدفع الناس إلى التماس الدفء في المقاهي مع كأس من الشاي الساخن ، وبالطبع فإنّ الأمر سيختلف عندما يسهب المتن في وصف صيف حار يشهده برّ العراق ، يثقل على الأرواح والأبدان معاً ، وتََبَدّل الطبيعة - هذا – في حالاتها المختلفة ليس مجرّد تَبَدُّل في الفصول ، لأنّه يحقّق للمنيف أكثر من غرض ، إذ يوقعن العمل من جهة ، ويندغم بالحالات النفسية للشخوص في مشاعرها المحتدمة والمتناقضة ، بما يدفعنا إلى الزعم بأنّ حضور المكان في " أرض السواد " حضور نفسّي وواقعيّ سحريّ ، ضروريّ للوعي المكوّن للأسطورة ، إلى جانب كونه حضوراً جغرافياً يحتضن تفاصيل تاريخية وحياتية يومية .

معلومات إضافية

  • اسم الكاتب: عبد الرحمان منيف
  • نبذة عن الكاتب:

     ولد عبد الرحمن منيف في عام 1933 في عمّان, لأبٍ من نجد وأم عراقية. أنهى دراسته الثانوية في العاصمة الأردنية, ثم التحق بكلية الحقوق في بغداد عام 1952. وبعد عامين من انتقاله إلى العراق, طرد منيف منها في عام 1955, مع عدد كبير من الطلاب العرب, بعد توقيع (حلف بغداد); فواصلَ دراسته في جامعة القاهرة.

    تابع عبد الرحمن منيف دراسته العليا منذ عام 1958 في جامعة بلغراد, وحصل منها في عام 1961 على درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية, وفي اختصاص اقتصاديات النفط, وعمل بعدها في مجال النفط بسورية في عام 1973, انتقل منيف ليقيم في بيروت حيث عمل في الصحافة اللبنانية, وبدأ الكتابة الروائية  بعمله الشهير (الأشجار واغتيال مرزوق) في عام 1975, أقام في العراق, وتولى تحرير مجلة (النفط والتنمية) حتى عام 1981, الذي غادر فيه العراق إلى فرنسا حيث تفرغ للكتابة الروائية. وفي عام 1986, عاد منيف مرة أخرى إلى دمشق, ..حيث أقام .....

    صدر لعبد الرحمن منيف عدد من الروايات: (الأشجار واغتيال مرزوق) (1973), (قصة حب مجوسية) (1974), (شرق المتوسط) (1975), (حين تركنا الجسر) (1979), (النهايات) (1977), (سباق المسافات الطويلة) (1979), (عالم بلا خرائط) (كتبت بالاشتراك مع جبرا إبراهيم جبرا, 1982), خماسية (مدن الملح): (التيه) (1984), (الأخدود) (1985), (تقاسيم الليل والنهار) (1989), (المنبت) (1989), (بادية الظلمات) (1989), و(الآن هنا) أو (شرق المتوسط مرة أخرى) (1991), (لوعة الغياب) (1989), (أرض السواد) (1999). كما صدرت لمنيف مؤلفات في فن الرواية, ومؤلفات أخرى في الاقتصاد والسياسة .حاز على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للرواية عام 1989 وعلى جائزة القاهرة للإبداع الروائي التي منحت للمرّة الأولى عام 1998.

  • مجال الكتاب: الرواية
  • عدد الصفحات: 547
قراءة 12673 مرات

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟