زجاجتي الغارقة - شعر : عبد الرحيم لعرب

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

سأضغطُ عمري في خاطري
أَسُدُّ عليه في زجاجة خمر وأرمي به
على حافة سطر مُتَدَفِّقٍ
ليمرَّ سريعا هذا الزمنُ البشريُّ.
ما حاجتي به؟....
من النَّهر إلى البحر
لعلَّ زُجاجتي..
تصل إلى كل الضفاف إلا البَر
ما حاجتي به..
هي العِبَرُ تَتَبَختر بلهاء
دائما متأخرة..

كالضمير في آخر الليل
ضيفٌ ثقيل يُسْهر العقلاء
يسكب العَبَرات
ما حاجتي به..
ليكتبَ المؤرخُ حرفا أعورَ
مُزَوّقاً بماء الذّهب.
لقد تركَ الورى كلَّ شيءٍ وراءَهم.
تَرَكْتُهُم عنّي ...
ما حاجتي بهم؟
...
لعل زجاجتي لا تصلُ إلى أيِّ شَطٍّ
تتعتقُ وأرشفُ عُصارتها
الملتصقة بقعر الجسد
يكاد روْحها يفيض
من ضحكة شيخ يطوي سجادة عمره
ينفضها من غبار السنين
ويُدحرج - هُزءا- كل ما فات
يُفَرّش شبرَه، لهذا الرفاة
هذي الجَبّانة خَمّارة
أسنانُ الموتى بارزة
تقهقهُ..
على سذاجة الملهاة.
...
يا ساكني الفانية!
اِخفضوا ضجيج أحزانكم
اقتلعوا أنياب خزائنكم
ولا تجعلوا من رحم الملذة أرحام المودة.
فهذا..
أبي يتكئ على عكاز- مجازه- رَسْمَتِه
يَسْخَرُ من نوائب الدهر
ضاحكا من أعماق خاطره
أدركَ سادية الزمن.
وهذا أبي..
ما حاجته بي؟
...

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟