الإيديولوجيا: المصطلح الشائك بين حقيقة الاصطلاح وتعسف الاستخدام ـ عبدالله الكندي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

ideologieيجمع عدد كبيرمن الباحثين في العلوم الانسانية على أن مصطلح الايديولوجيا لا يتجاوز في نشأته واستخدامه المائتي عام، على اعتبار انه ظهر لأول مرة في مؤلفات المفكر الفرنسي إنطوان دي ترسي (Antoine Destutt de Tracy) في نهاية القرن الثامن عشر. لكن على الرغم من ذلك شغل المصطلح اهتمام عدد كبير من الباحثين والمفكرين في مختلف مجالات العلم والفكر، الأمر  الذي تطور بمرور الزمن مما ساعد على "تعويم" استخدام المصطلح بل التعسف أحيانا كثيرة في طرحه وتناوله، يطرح هذا المقال نقطة أساسية تتعلق بمصطلح الأيديولوجيا في نشأته الأولى من المنظورين الغربي والعربي وتلك التطورات، أو لنقل نقاط التحول أو التحوير التي مر بها المصطلح.

يعود الفضل في نشأة واستخدام مصطلح الأيديولوجيا الى المفكر الفرنسي إنطوان دي ترسي وذلك في نهاية القرن الثامن عشر (1797) ودي ترسي كان يقصد به علم الأفكار Science of ideasذلك المنهج الجديد الذي يمكن من خلاله التوصل الى الحقيقة اعتمادا على التفكير والتحليل وبالتالي القضاء على الأوهام والمبررات الميتافيزيقية في تفسير الظواهر. ويبدو واضحا أن هذا الفيلسوف الفرنسي عندما بدأ في تأسيس علم الأفكار/الأيديولوجيا التزم بالمعنى اللغوي المقابل للمصطلح وضمنه نظاما متكاملا من الخطوات المنهجية يتم الاعتماد عليها في الوصول الى الحقيقة "الكلية" مستبعدا كل التبريرات التي يصنعها البشر أنفسهم فيستغنون بما يملكون من تفسيرات جاهزة للظواهر عن دراستها وفحصها بشكل متعمق يصل الى اجابات جديدة وأسئلة أخرى.

ودي تريسي كان يأمل من خلال تأسيس هذا العلم الجديد إحداث ثورة فكرية وعلمية ينقل بها المجتمع الفرنسي خاصة من مرحلة التجمد الفكري والتخلف العلمي التي سبقت الثورة الفرنسية. ثم بدأ باتخاذ خطوات عملية في سبيل إقناع المجتمع بضرورة الالتفات الى المنهج الجديد في المعرفة "الايديولوجيا" فأسس مع زملائه وتابعيه المعهد الفرنسي للتربية كما طالب يومها بتغيير النظام التربوي بشكل كامل في فرنسا واذا كان الفضل يعود الى انطوان دي تريسي في تسمية هذا المنهج العلمي في التفكير بـ«الايديولوجيا أو علم الأفكار»، فإنه لم يكن الأول في استخدام مضمون المنهج ذاته ووسائله في تقصي الحقيقة. وفي هذا الصدد سجل عدد من الباحثين في مجال العلوم الاجتماعية امثال جورج لارين (1979) Goreg Larrin وديفيد ماكليلان (1995) David Mclellan  (1) اشارات مبكرة تعود الى القرن الخامس عشر الميلادي تفيد استخدام ذات المنهج الذي تحدث عنه دي تريسي فيما بعد. يشير جورج لارين في كتابه مفاهيم الايديولوجيا (1979)، ان الفيلسوف الايطالي ميكيافلي سجل اشارات متقدمة فيما يخص اعتماد منهج علمي منظم في التقصي والملاحظة بحثا عن المعرفة، ويدعم لارين رأيه ذلك بملاحظات استقرأها من فكر ميكيافلي وفلسفته، خاصة تلك التي سجلها في كتابه «الامير»،تتصل بالممارسات السياسية، علاقة الدين بالسلطة واستخدام القوة لفرض السلطة الى درجة ان ميكيافلي يؤكد في القضية الاخيرة على ضرورة وجود القوة الى جانب السلطة واذا لم تكن تلك القوة فعلية، يكفي لمن يملك السلطة ان يتظاهر بها.

وبعد ميكيافلي جاء المفكر الانجليزي فرانسيس بيكون في القرن السادس عشر مؤسسا لمنهج الاستقراء العلمي والذي اقامه على فكرة الاسباب والمسببات او ان المقدمات تقود الى نتائج بناء على الملاحظة الحسية. وعلى الرغم من اعترافه بوجود عدد من الاوهام (idols) تحول بين الانسان وادراك الحقيقة وهي وهم القبيلة او الجماعة، وهم الكهف، وهم السوق ووهم المسرح الا انه يعول كثيرا على المنهج العلمي الجديد الذي جاء به في القضاء على تلك الاوهام والوصول الى الحقيقة، ومنهج بيكون وتأثيره على الفكر الاوروبي وفلاسفة عصر التنوير فيما بعد كان واضحا وقويا، لكن في الوقت الذي توقف عنده بيكون عند بعض الظواهر ممتنعا عن تفسيرها معلقا اسبابها في الميتافيزيقا، جاء بعده عدد من فلاسفة عصر التنوير من الذين تأثروا بفكره وبفلسفته لكنهم لم يتوقفوا للاحتكام الى الميتافيزيقا للاحجام عن تفسير الظواهر التي توقف عندها بيكون.

يقرر عبدالله العروي في كتابه مفهوم الايديولوجيا (1993) (2) ان مصطلح الايديولوجيا نشأ في ظروف معينة وبالتالي لابد من الفصل بين عصر ما قبل "الادلوجة" وعصر «الادلوجة» (3). ففي عصر ما قبل الادلوجة، يدلل العروي بالفلسفة اليونانية على اهتمامها بالبحث عن مبررات تفسر للانسان ذلك التناقض المحتوم بين الفكر والواقع. يقول العروي: "ان الواقع، حسب الفلسفة اليونانية السقراطية، ثابت قار، والحقيقة واحدة، والكون متجانس دائم، الانسان قسم من الكون المتجانس، وجدانه مرآة تعكس ذلك التجانس الذي هو عنوان الكمال والجمال، (العروي: 18:1993).

وتبعا لذلك فان اي انسان يطلق فكرا او فعلا غير مطابق لقانون الواقع فلا يخلو من انه مصاب بعطب في الحواس او خلل في العقل او ان قوة خارجية قاهرة تتعمد ايقاعه في الخطأ او المحظور. ويشير العروي الى ان التجربة الاسلامية قد شهدت ايضا مفارقة الفكر للواقع، عندما نشأت الفرق الاسلامية واولت القرآن الكريم تأويلات مختلفة بل ومتضاربة ايضا. تلك القضية ما تزال تدرس الى اليوم من عدة جوانب فكرية وفلسفية بل ولغوية ايضا بدءا من رواد الفلسفة الاسلامية كالغزالي وابن سيناء وابن رشد والكندي، ثم فلاسفة مشروع الاصلاح الديني والفكري في العالم الاسلامي كمحمد عبده والكواكبي والافغاني، واخيرا في الوقت الراهن، بعض الجهود التي قدمها محمد اركون في قراءة الفكر الاسلامي بالاضافة الى حسن حنفي من جانب فلسفي ونصر حامد ابوزيد من جانب لغوي.

ويدلل العروي على قضية البحث عن المبررات لتفسير الظواهر في التجربة الاسلامية بتفسير الغزالي للعلة الحقيقية للخلاف بين الفرق الاسلامية بأنها مجرد افكار نابهة من وحي الشيطان وتصبح كل الاسباب الحسية او العقلية الاخري اسبابا ثانوية او حتى لا صلة لها في الاساس، ويعلق العروي على تفسير الغزالي بأنه يتضمن ملاحظات جديدة وقيمة حول اسباب التعصب الفكري ملاحظات تفوق حتى ما اورده الفلاسفة الافلاطونيون في بعض قضاياهم، ورغم ان الغزالي قد تجاوز الحكم على الافكار في اطار الصواب والخطأ او في اطار الفضيلة والرذيلة الا انه لم يصل الى تمثل مفهوم الايديولوجيا "علم الافكار" بسب فرضية الشيطان التي كانت تمده بتفسير جاهز للاعوجاج الفكري.

لقد كان انطوان دي ترسي وهو يؤسس في نهاية القرن الثامن عشر علم الافكار يطمح ان يصبح هذا العلم الارضية التي تنطلق منها العلوم الاخرى وتستفيد. الامر الذي يوضح لنا المعنى الايجابي الذي يرمي اليه استخدام المصطلح في نشأته الاول. لكن ذلك المعنى الذي رمى اليه الفيلسوف الفرنسي دي ترسي وهو يؤسس لعلم الافكار تطور تدريجيا في المعنى والاستخدام بشكل سلبي. في فرنسا أسس دي ترسي هذا العلم بهدف القضاء على الخرافات والاوهام وانتشال المجتمع الفرسي من جمود وتخلف فكري باستخدام منهج علمي يبحث عن الحقيقة، وفي فرنسا ايضا نسف نابليون بونابرت، الذي كان يومها العضو الفخري لمعهد فرنسا الذي أسسه دي ترسي هذا المعنى عندما انسحب من موسكو مضطرا وعاد ليصف رفقاءه في ذلك المعهد بانهم "نظريون" «ايديولوجيون» لا يدركون من القضايا الا جانبها النظري فقط دونما التفات او اهتمام بالجوانب العملية خاصة في مجال السياسة. ويشير ديفيد ماكليلان (David Mclellan)(1995) (4) مصطلح الايديولوجيا في توظيفه واستخدامه اصبح اكثر أهمية بعد الحرب العالمية الثانية، حيث استخدم المصطح لوصف النازية والشيوعية والثورة الثقافية بل حتى حركات التحرر الوطني لدول العالم الثالث بانها حركات ايديولوجية في افكارها واهدافها. وبطبيعة الحال كان استخدام مصطلح ايديولوجيا لوصف تلك الحركات يتخذ طابعا سلبيا.

في الوقت الذي يمثل فيه استخدام نابليون بونابرت مصطلح الايديولوجيا نقطة تحول أساسية في تاريخ هذا المصطلح وفي توظيفه بشكل مضاد لمعناه الحقيقي عندما أسسه دي ترسي، فان عصر التنوير في اوروبا (القرن السادس عشر)، زاد من عمق المشكلة واصبحت كلمة ايديولوجيا في السياق العام للحديث ومما يجب توضيحه وشرحه، بعد ان كان يهدف الى الوصول الى الحقيقة بفض النظر عن الاوهام التي تحول دون ذلك. لقد كان عصر التنوير في اوروبا وتحديدا في فرنسا الفترة التي عاد فيها المفكرون الفرنسيون الى المطالبة بحرية التفكير، وهي ذات الفترة التي شهدت جذوة الصراع بين الكنيسة والفلاسفة، فمن وجهة نظر بعض رجال الدين في اوروبا في تلك الفترة كانت الفلسفة طريقة خيالية وغير شرعية في التفكير، وفي المقابل كانت الكنيسة في اذهان الفلاسفة تمثل الخطر الحقيقي على بني البشر، لقد كان واضحا كم كانت قوية تلك المواجهة بين الفلاسفة والكنيسة، فرجال الكنيسة عملوا على الحد من انتشار ذلك النوع من التفكير (الفلسفة) على اعتبار ان الفلاسفة ادوات يستخدمها الشيطان ضد البشر، وفي المقابل كان مفكرو عصر التنوير يرون في التربية المخرج الوحيد للتخلص من تضليل الكنيسة وسلطة رجال الدين.

تعريف الأيديولوجيا

أما فيما يخص قضية تعريف الايديولوجيا، فهناك العديد من المحاولات التي تتعرض للمفهوم من جوانب عدة. والملاحظة التي سجلتها من بعض المصادر في المجال ان هناك ما يشبه الاجماع بين عدد من الباحثين لتعريف الايديولوجيا بأنها نظام شامل من المفاهيم والمعتقدات يميز سلوك ومواقف وآراء جماعة او حتى فرد من الناس.(5) مع الاعتراف ببعض الاستثناءات فان تلك المصادر تقدم الايديولوجيا كمصطلح عام دون شرح او تحليل السياق التاريخي او الفلسفي الذي نشأ في ظل المفهوم. وفي هذا الشأن يصنف ديفيا ماكليلان (1995) محاولات تعريف الباحثين لمصطلح الايديولوجيا الى قسمين اساسيين: يرتبط القسم الاول بنظرية المذهب العقلي (العقل أسمى الحواس ومستقل عنها وهو ذاته مصدر المعرفة)، وهو الخط الذي رسمه دي ترسي ورفقاؤه في معهد فرنسا للتربية وهم يؤسسون علم الافكار. يركز هذا القسم من التعريفات منذ هدايته مرورا بالمدارس والمذاهب الفلسفية والفكرية على ربط الايديولوجيا بالحقيقة. القسم الثاني من تعريفات الايديولوجيا ينتمي الى المدرسة الالمانية، حيث تأسس على فكر كارل ماركس. ومصطلح الايديولوجيا هنا لا يرتبط بالحقيقة او يبحث عنها، بل انه يصنع حقيقته لوحده. لقد كانت المدرسة الالمانية في تأكيدها على ان مصطلح الايديولوجيا يصنع حقيقته أقوى في التأثير والانتشار. يشير 1970 (Plamenatz) (6) الى ان الفلاسفة الالمان وعلى رأسهم ماركس اول من استخدم مصطلح الايديولوجيا لوصف الافكار والاتجاهات التي تصف الجماعات. ويذهب هذا الباحث الى اكثر من ذلك بأن يتهم ماركس بأنه أسس لنوع من سوء الاستخدام او التوظيف لمصطلح الايديولوجيا.

اما تعريف الايديولوجيا حسب رأي الكاتب لهذا المقال، فسوف احدده في الخاتمة بعد مناقشة وعرض تعريفين لمصطلح الايديولوجيا والحديث عنها من المنظور العربي. التعريف الاول ينتمي للموسوعة الدولية للعلوم الاجتماعية 1968 (international Encyelopaedia Social Seiences) (7) التي حددت اربعة معان تستخدم للاشارة الى مصطلح الايديولوجيا. تلك المعاني هي:

1- لاستيعابات، النظريات والاهداف المتحدة التي تتضمن برنامجا اجتماعيا - سياسيا. 2-البرناج الاجتماعي-السياسي او الفلسفي المتطرف الذي ينبني ككل او كجزء على قواعد تصورية افتراضية او وهمية. 3- الافكار او التصورات المنتقدة او المزيفة التي تستخدم في الدفاع عن النظام الاجتماعي للعصر الراهن. 4- الايديولوجيا تتضمن مجموعة من الافكار المنتقدة او المزورة عن النظام الاجتماعي او طبقة اجتماعية منه وذلك حين تقدم هذه الافكار كحقائق. كما أن تلك الافكار المنتقدة تحمل بدرجات متفاوتة تقييما لتلك الحقائق. (ص 76-77).

ويبدو واضحا ان التعريف او المعاني السابقة لمصطلح الايديولوجيا تنتمي الى الجذور الالمانية كما اشرنا اليها سابقا. ذلك التعريف يعود الى كارل ماركس الذي يرى الايديولوجيا بانها (نظام زائف من المفاهيم السياسية والاجتماعية والاخلاقية التي توظف وتستخدم لخدمة مصالح قوى السلطة والسيطرة، في مقابل ذلك وبشكل مختلف بعض الشيء عن التعريف السابق. يعرف 1980(Macridis) (7) الايديولوجيا: بأنها "نظام متكامل من الافكار والمعتقدات التي نتمكن من خلالها من فهم العالم الخارجي بل ونتصوف من منطلق ما نملك من معلومات. إنها الوسيلة التي نحاول من خلالها فهم العالم الخارجي. اكثر من ذلك تعتبر الايديولوجيات دافعا للفعل، وذلك لان الافراد او الجماعات التي تشترك في اطار ايديولوجي واحد تتأثر بذلك الاطار لتعمل في انسجام لانجاز أعمال تم تحديدها سلفا.(Macridis:4:1980)  بالعودة الى الاقتباس السابق، يبدو جليا تأثر Macridis المدرسة الفرنسية كما أسسها إنطوان دي ترسي في تعريف الايديولوجيا. حيث يصف الكاتب الايديولوجيا في مستويين مختلفين، يشير الاول الى ان الايديولوجيا طريقة في التفكير تساعد البشر على فهم الظروف المحيطة بهم اعتمادا على خلفياتهم المعرفية وما يحصلون عليه من معلومات. وفي المستوى الثاني تستخدم الايديولوجيا كأداة تربط افراد الجماعة الواحدة خاصة عندما تتحدث عن نظام شامل من الافكار. وزيادة على ذلك قد تصبح الايديولوجيا ليست نظاما مجردا من الافكار لكنها افكار تقود الجماعات الى افعال.

مصطلح الايديولوجيا من المنظور العربي

قدمت في الجزء الاول من هذا المقال بعض الاشارات الموجزة عن مصطلح الايديولوجيا ثم تطور استخدامه اوساط المدارس الفلسفية والفكرية المختلفة. اما هذا الجزء فسوف أخصصه للحديث عن ذلك المفهوم من المنظور العربي وذلك حتى يتسنى عقد مقارنة بين المنظورين العربي والغربي في فهم وتناول مصطلح الايديولوجيا الشائك، وسوف ينقسم الحديث عن الايديولوجيا من المنظور العربي الى ثلاث فترات تاريخية محددة، يتسم كل منها بسمات خاصة وتعقبها احداث وشواهد.

الايديولوجيا العربية: العهد الأول

يحمل العهد الاول من بداية تمثل مفهوم الايديولوجيا في الفكر العربي والاسلامي الفترة من النصف الثاني من عصر الدولة العباسية الى اواخر القرن التاسع عشر. وقد شهد هذا العهد حدثين أساسيين: أما الاول فقد تمثل في سقوط النظام السياسي العربي/ الاسلامي بعد تدمير المغول لعاصمة الخلافة الاسلامية بغداد. أما الحدث الثاني فكان انهيار الدولة العثمانية وبداية الاستعمار الاوروبي. لقد أشرنا في القسم الاول من هذا المقال كيف ان الايديولوجيا او علم الافكار كانت تهدف عند تأسيسها الى اعتماد طريقة علمية في التفكير وتفسير الظواهر ثم تطورت او لنقل تم تحويرها من كونها اداة لمحاربة وتبديد الاوهام الى اعتبارها ومما يظل الفكر الانساني وأخيرا وليس آخرا الايديولوجيا كمصطلح اشار الى اطار المفاهيم والمعتقدات الذي تفرضه قوة سياسية كانت او اقتصادية او اجتماعية او علمية او فكرية. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا: كيف تعمل الفكر العربي والاسلامي ذلك المفهوم في مختلف المعاني المشار اليها سلفا وان لم يستخدم مصطلح الايديولوجيا بشكل مباشر؟ واذا كان ميكيافلي في القرن الخامس عشر قد مثل مفهوم الايديولوجيا قبل ان يستحدثه انطوان دي ترسي في نهاية القرن الثامن عشر كما أشرنا في الدلائل التي سجلها بعض الباحثين. فان في الفكر العربي اشارات تؤكد وجود تمثل يشابه في كثير من الاوجه مناقشات ميكيافلي ومطارحاته الفكرية، بل ان تلك الاشارات قد سبقت فكر ميكيافيلي في بعض الجوانب التي تم الاستشهاد بها على تمثله لمصطلح الايديولوجيا. اول تلك الاشارات تنطلق من نفس المنهج الذي اعتمده جورج لارين (1979). في قراءته لفكر الفيلسوف الايطالي ميكيافلي معتبرا اياه اول فيلسوف يعنى بمصطلح الايديولوجيا في معناه اللغوي "علم الافكار". واذا كان لاري يؤكد اسبقية ميكيافلي مستشهدا ببعض القضايا كما وجدها في كاب "الامير" مثل علاقة السلطة بالدين، استخدام القوة لغرض السلطة وبعض الممارسات السياسية الاخرى، فان هذه القضايا قد عني الفكر الاسلامي بها قبل ميكيافلي بخمسة قرون على الاقل. وما يجب التأكيد عليه هنا قبل الاستطراد في هذا الجانب، ان الكاتب لا يدعي تسجيل كشف جديد في هذا الشأن ولا يشغله المطالبة بتسجيل تصدر للفكر العربي والاسلامي في تمثل مفهوم الايديولوجيا، بقدر ما يبحث في ظهور هذا المصطلح في الفكر العربي وقبل ذلك كيف تمثله او استحضره المفكرون العرب سواء كطريقة للتفكير او وهم من الاوهام او حتى فكر السلطة بأي شكل كانت. وعلى سبيل المثال هنا طرح ابو حامد الغزالي في كتابه احياء علوم الدين والمؤلف عام 1296 قضايا مشابهة لما طرحه ميكيافلي فيما بعد.(9) فهو يؤكد على ان وجود حاكم او (امام) كيفما كان افضل بكثير وأهم من عدم وجوده بشكل تام. مثل هذه القضية تستند على اطار معرفي يتمثل في الدين الاسلامي ويستقي الغزالي احكامه من نصوص تشريعية مكتوبة (القرآن والسنة) الى جانب اعتماده على مصادر أخرى (القياس والاجتهاد) لكن أليس في ذلك فكر ايديولوجي يفرض السلطة مهما كان وضعها؟ وذهب الغزالي أبعد من ذلك عندما سعى مع غيره من المفكرين والعلماء في تلك الفترة الى التخفيف وعدم التهويل من ضعف السلطة السياسية العربية في العصر العباسي الثاني. بل انه، حسب ما ذكره البرت حوراني (1983) في كتابه Arabic Thought in the Liberal Age 1789 - 1939 اضاف قاعدة جديدة او مؤهلا اضافيا لاختيار اي امام للحكم او القيادة، تقليديا كانت القاعدتان لاختيار الامام كما يذكر حوراني: امتلاكه لمؤهلات شخصية، ثم ضرورة اختياره لذلك المنصب، أما القاعدة الثالثة التي أضافها الغزالي فكانت تنص على أن شغل ذلك المنصب قد يتم بالتفويض لشخص ما من قبل اولئك الذين يملكون القوة او السلطة. وبالتالي يصبح انتقال السلطة من العرب الى المماليك ثم الى العثمانيين أمرا طبيعيا ومنطقيا بل أكثر من ذلك انه اصبح مدعما بقاعدة جديدة لفرض القوة.

الملاحظة الثانية فيما يخص تمثل مصطلح الايديولوجيا او الايديولوجيا السياسية تحديدا في الفكر العربي والتي تنتمي الى العهد الاول حسب التقسيم سالف الذكر، ما يتصل بمسايرة العلماء والمفكرين للسلطة السياسية واذعانهم لها. فعلى الرغم من الوضع المزري الذي وصلت اليه الامة الاسلامية في عصر الدولة العباسية الثانية من فسق وفساد وانحلال وتفكك، ظل هناك من الاصوات التي تطالب وبقوة بضرورة الخلافة والخليفة بهدف اضفاء الشرعية لحق السلطات الحاكمة ان تبقى كما هي، والذي يبدو ان تلك الاصوات كانت تدافع عن قوى سياسية تفرض ارادتها بالقوة اكثر من دفاعها عن ألقاب ومناصب لها سندها الشرعي. في هذا الصدد يدلل البرت حوراني بكتاب علي بن محمد المواردي الاحكام السلطانية 1298 (10) حيث كتب الاخير مدافعا عن الخلافة لأنها ضرورية بأمر الهي اكثر من اي أسباب اخرى، ثم ان القرآن الكريم يأمر في الاصل باطاعة اولئك الذين يملكون السلطة سواء أخذوها قسرا او تم اختيارهم او جاءوا بأي قانون كان. اعتقد ان هذا النوع من الفكر السياسي والذي بدأ في الظهور في القرن العاشر الميلادي قد استخدمه المماليك كما وظفه العثمانيون فيما بعد لاضفاء الشرعية على حركة انتقال السلطة من العرب واليهم على التوالي.

الايديولوجيا العربية: العهد الثاني

يبدأ العهد الثاني من تاريخ مصطلح الايديولوجيا في الفكر العربي منذ نهاية القرن التاسع عشر الى ما بعد الحرب العالمية الثانية، على امتداد هذه الفترة الزمنية شهد العالم العربي احداثا عديدة صاحبها تغيرات في الظروف والاتجاهات. ويمكن تمييز ثلاثة أحداث رئيسية ميزت الايديولوجيا السياسية العربية: الحدث الاول يتمثل في انهيار الدولة العثمانية وبداية مشروعات الاصلاح او النهضة العربية. اما الحدث الثاني فقد كانت حركة الاستعمار الاوروبي الجديد بعد الحرب العالمية الثانية والتي قادت بدورها الى القومية العربية. واخيرا حركات التحرير الوطني وظهور مفاهيم ومصطلحات وسياسات جديدة من مثل التنمية الوطنية، الهوية الوطنية المدنية الحديثة والمصلحة الوطنية وغيرها من المصطلحات. ويبدو واضحا لدي ان مصطلح الايديولوجيا في الفكر العربي وفي هذه الفترة بالتحديد قد تم تمثله على اعتبار انه طريقة جديدة في التفكير تهدف الى تخليص المجتمع من ترسبات العهد السابق. وبالتالي سوف اركز الحديث على مشروعات الاصلاح او النهضة العربية. لقد كان سقوط الدولة العثمانية، ذلك الامبراطورية التي سيطرت على اجزاء كبيرة من العالم منذ بداية القرن السادس عشر، واقتسام املاكها بين المنتصرين من الحرب العالمية الأولى الى جانب حركة النهضة الاوروبية او عصر التنوير عاملين أساسيين في حركة النهضة العربية فكريا واجتماعيا وسياسيا. وعلى الرغم من اعتراف عدد من الباحثين بتميز القرن التاسع عشر في الفكر العربي والاسلامي في طبيعة الاطروحات والقضايا، إلا أن هناك من الباحثين العرب من يرفض اطلاق مصطلح النهضة كسمة تميز القرن التاسع عشر عند العرب. من اولئك مثلا مارون الخوري (11) الذي يبرر أسباب رفضه في ان النهضه الاوروبيه جاءت إثر تطور أدبي وفني وعلمي في القرون الوسطى، بالاضافة الى ان تلك النهضة جاءت نتيجة الثورة الاقتصادية في انجلترا والثورة الاجتماعية في فرنسا، اما العرب، حسب رأي الخوري، فلم يسودوا الى أصول الحضارات الشرقية ولم يتمكنوا من التغلب على إرث الاقطاع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي لا ينطبق الشأن العربي في القرن التاسع عشر مصطلح النهضة لكنه مجرد عصر يقظة فكرية. ومن وجهة نظري أرى أن الخوري قد بالغ في التركيز على التفريق بين النهضة واليقظة دون مسوغات حقيقية وكأن من الملائم تبيان خصائص تلك الفترة من تاريخ الفكر العربي.

يقسم الخوري الاطروحات الفكرية في عصر النهضة العربية الى ثلاثة تيارات أساسية هي: التيار السلفي، والليبرالي والتيار السوسيو - سياسي، يؤكد التيار الاول ان الاسلام هو الدواء الوحيد القادر على التغلب على علل الحضارة، ويمثل هذا التيار محمد عبده، جمال الدين الافغاني، عبدالرحمن الكواكبي، ومحمد رشيد رضا، ويمكن تلخيص اهم افكار هذا التيار الاصلاحية في المشروعات التي ترددت بين ثنايا ومؤلفات أولئك المفكرين، في عدد من الملاحظات، الملاحظة الأولى تؤكد على ثنائية العلم مقابل الضعف والجهل. وهو نفس المشروع الفكري السياسي الذي نادى به الافغاني، حيث يؤكد ان الدين الاسلامي هو العمود الاساسي في أي مشروع فكري او اصلاحي في العالم الاسلامي من اجل مواجهة الاستعمار، الملاحظة الثانية تركز على تحرير الفكر من قيد التقليد واعتبار الدين صديقا مؤيدا للعلم وتبدو هذه الملاحظة جلية في فكر محمد عبده الذي اكد باستمرار انه لا سبيل الى نهضة الامة الا اذا تأسس على الدين، أما الملاحظة الثالثة فكانت تمثل في رفض الاستبداد والظلم العثماني الى جانب الرغبة في التخلص من مركزية الحكم العثماني الاداري في استنبول. وهو المشروع الذي اضطلع به عبدالرحمن الكواكبي في كتابيه «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد» و"أم القرى". الملاحظة الرابعة تمثل في الدعوة الى اصلاح اوضاع الدولة العثمانية ومحاربة الاستبداد الفردي والدعوة الى حكم الشوري والدستور. وهي الدعوة التي اشتغل بها محمد رشيد رضا الذي شعر بتعالي التركي على العربي بجنسه وابعاد العناصر غير التركية عن اجهزة الحكم والوظائف. بل ان رشيد رضا ازاء هذا الوضع من تشدد الاتراك وتعصبهم كان يؤكد على مطالبة العرب البحث عن وحدة عربية بعد ان باتت وحدة الاسلام في ظل العثمانيين مستحيلة.

في مواجهة التيار السلفي في تقسيم الفوري للاطروحات النهضوية في الوطن العربي ظهر التيار الليبرالي، والذي انقسم بدوره الى مشروع علمي وآخر اجتماعي. اما المشروع العلمي فيشير الفوري الى ان تنقية الذهن العربي من الترهات والاباطيل واشاعة العلم دور اضطلعت به في البدايه الارساليات التنصيرية. تلك الارساليات كانت تهدف في الاساس الى تكوين طبقة من الرواد في وسعها اقناع العامة لقبول الغرب والترحيب بفكره ونتاجه العصري للخروج من نفق الظلام الفكري والحياتي. وقد أمسى أولئك الذين «صنعتهم» ملك الارساليات عددا من المطبوعات لبث أفكارهم ونشرها. من بين تلك المطبوعات مثلا صحيفة «المقتطف» التي ظهرت عام 1885 (12) وركزت على خلق العقل العلمي العربي القادر على توفير المعرفة الفنية والعلمية، وبالتالي ينتقل المشرق من حالة التخلف الى التحديث والمعاصرة. ويبدو تأثير الارساليات واضحا أكثر في صحيفة «المقطم»(13) 1889، حيث يؤكد اصحابها ان هدفهم صراحة دعم الاحتلال الانجليزي لمصر ومناصرته بسبب «أجواء الحرية» التي بثها في الآراء والاقوال. لذلك السبب كانت نقمة الوطنيين من المصريين كبيرة على هذه الجريدة.

اما المشروع الثاني في التيار الليبرالي فهو المشروع الاجتماعي الذي ركز فيه الخوري الحديث عن وضع المرأة في المشرق من خلال كتابات بطرس البستاني وقاسم أمين.

الايديولوجيا العربية: العهد الثالث

يحل العهد الثالث من مفهوم الايديولوجيا في الفكر العربي مساحة زمنية تمتد من نهاية الحرب العالمية الثانية الى العصر الراهن. في كتاب له بعنوان «الارث المرير: الايديولوجيا والسياسة في العالم العربي»، استطاع بول سالم (Paul, Salem 1994) (14) ان يشخص الايديولوجيا العربية خاصة في المجال السياسي، لقد حدد سالم عصر الايديولوجيا العربية اعتمادا على فهمه وقراءته لماركس (Marx) وغرامشي (Garmsci)، ذلك العصر يبدأ ابان الحرب العالمية الأولى مع سقوط الدولة العثمانية الى عقد السبعينات من القرن العشرين، حيث بدأت في الانحصار عندما اخذت الانظمة السياسية والاقتصادية في التناغم والاندماج مع بعضها البعض، لكنني اختلف مع معالم في ذلك التحديد الذي رسمه للايديولوجيا العربية وأميل الى الايديولوجيا العربية وان لم تتم الاشارة اليها صراحة تعود الى القرن العاشر الميلادي كما أوضحت ذلك من قبل، يشير بول سالم الى ان ظهور اي ايديولوجيا وانتشارها يرتبط بمؤثرات اجتماعية وثقافية، بل ان الايديولوجيا تظهر كوسيلة للتعبير عن ضغوط وآثار تلك المؤثرات. في العالم العربي تضافرت مجموعة من المؤثرات قادت الى الايديولوجيات السياسية العربية الحالية. يقول سالم في هذا الصدد:"ما من شك ان المجتمع العربي، كما هو حال الدول النامية جميعا، كان مستهدفا لعدد من المؤثرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. لقد عاشت غالبية دول العالم الثالث ظروفا مشابهة مرورا بعصر الاستعمار ثم تأسيس الدول الحديثة، كما واجهتها بعد ذلك قضية البحث عن الهوية لتحل مكان القبائل المستقلة سابقا، والمجموعات العنصرية واللغوية والدينية". (Salem, 1994:4)

يربط بول سالم ظهور اي ايديولوجيا بتغيرات معينة، وفي العالم العربي يقسم سالم تلك التغيرات الى ثلاثة اقسام: اجتماعية وسياسية وثقافية. ومن جانبي سوف أقسم العهد الثالث من الايديولوجيا العربية الى ثلاثة أنوار من الايديولوجيات: القومية العربية، التنمية والتحديث بالاضافة الى الايديولوجيات المتعارضة، لقد أثرت كل تلك الانواع من الايديولوجيات على المجتمع العربي كما أثرت ايضا على الفكر العربي، ما زالت فكرة القومية العربية كأيديولوجيا من القضايا ذات الطابع الخلافي بين الباحثين في هذا المجال، بين مؤيد ومعارض ولكن الذي لا يمكن الخلاف عليه أن ايديولوجيا القومية العربية انحصرت ان لم نقل انتهت لتحل محلها القوميات او الاتحادات الاقليمية. اما التنمية والتحديث فقد شغلت اهتمام دول العالم العربي بعد نهاية عصر الاستعمار خاصة ان النموذج الغربي كان جاهزا للاقتفاء والتقليد. ومن ذلك الوقت بدأت غالبية الدول العربية بـ "تغريب" المجتمعات العربية اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا بدواعي التطوير. الامر الذي افرز معاناة عربية من ايديولوجيات متناقضة (الاستقلال / الاستعمار، الوحدة / الانفصال / وقضايا عالقة (فلسطين، لبنان، الجزائر، الاصولية) بالاضافة الى علاقات غامضة او ملتبسة بين الدول العربية نفسها ثم بينها وبين اسرائيل وامريكا والغرب.

وبشكل عام يميز عبدالله العروي في كتابه مفهوم الايديولوجيا (1983) بين ثلاثة مواقف للكتاب العرب في التعامل مع مفهوم الايديولوجيا. فهناك من يفهم الايديولوجيا بمعنى العقيدة او الفلسفة او الضمير، في هذه المجموعة يفصل الكتاب بين عالمين عالم حق وعالم باطل وهنا ينتفي ضمنيا المجتمع والتاريخ والعلم الاكتسابي، ثم المجموعة الثانية من الكتاب العرب ممن يضعون المطلق في المجتمع وفي التاريخ ويربطون الادراك بالممارسة. أما المجموعة الثالثة من الكتاب فيحاولون تأسيس اجتماعيات الثقافة العربية المعاصرة (العروي ص 127-129)

أما مفهوم الايديولوجيا من وجهة نظر كاتب هذا المقال فلا يبتعد كثيرا عن تلك المفاهيم بل هو تلخيص لها بشكل أو بآخر مع التركيز على نظرية دي ترسي وهو يؤسس بـ«علم الافكار». الايديولوجيا هي نظام من الافكار المتكاملة الذي يفسر بـ" موضوعية" الاسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية لظاهرة معينة، ومن اجل تقديم تفسيرات مقنعة وموضوعية على الباحث أن يتناول بحث الظاهرة في مستويين: الاول وصفي يقدم الظاهرة كما هي دون تدخل من الباحث. في المستوى الثاني يمكن للباحث ان ينقد ويقيم الظاهرة بأسباب منطقية وشواهد.
الهوامش

1- Larrain, J. (1979) The Concept of Ideology. Hutchinson 7 Co. Ltd: London. Melellsan, D. (1995) Ideology. Open University Press: Buckingham.

2- العروي، عبدالله (1993) مفهوم الايديولوجيا، المركز الثقافي العربي: بيروت (الطبعة الخامسة).

3- يشير العروي ان كلمة ايديولوجيا دخيلة على كل اللغات الحية، وهي غير مطابقة

لأي وزن عربي لذا يقترح تعريبها وادخالها في قالب من قوالب الصرف العربي. وهنا يستعمل كلمة آدلوجة على وزن أفعولة وجمعها أداليج او ادلوجات. (صفحة 9من كتاب مفهوم الايديولوجيا للعروي).

4-مصدر سابق.

5-  Plamenatz, J. (1970) Ideology. Pall Mall: London, Roberts, G. and Edwards, A. (1991) A New Ddictionary of Political Analysis. Edward Arnold: London, Seruton, R. (1982) A Dictionary of Political Thought. The Macmillan Press: London, Sills, D. (1968) International Encyclopaedia Britannica. (1986) (vol.20) Encyxlopaedia Britannica, Inc: London.

6- Pla.entaz, J. (1970) ideology. Pall Mall: London.

7- Sills, D. (1968) International Encyclopaedia of Social Sciences. The macmillan Company 7 The Free press. London (pp.76277).

8- macridis, R. (1980) Contemporary Political ideology: Movements and Regimes. Winthrop Publishers, Inc: Cambrideg.

9- تاريخ نشر هذا الكتاب والنقاط التي تمت مناقشتها مأخوذة من كتاب البرت حوراني (1983) Arabic Thought in The Liberal Age 1789 2 1939. Press Syndicate of The Univerrsity Press. Cambridge.

10- تاريخ نشر هـذا الكتـاب والنقاط التي تمتت مناقشتها مأخـوذة مـن كتاب البرت حوراني (1983) Arabic Thought in The Liberal Age 1789 2 1939. Press Syndicate of The Univerrsity Press. Cambridge.

11- المقتطف مجلة شهرية علمية صناعية زراعية أسسها يعقوب صروف وفارس نمر. (الخوري مارون: في اليقظة العربية

12- المطم يومية سياسية تجارية أدبية أصدرها يعقوب صروف وفارس نمر وشاهين بك مكاريوس. (الخوري مارون: في اليقظة العربية

13- Salem. P. (1994) Bitter Legacy: ideology and Politics in The Arab World. Syracuses University press: New York.
 
 
عبدالله الكندي (كاتب من سلطنة عمان)



تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟