عهد المقدسية – ق.ق.ج : محمد غالمي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

وشحت صدرها بعدتها الأثيرة، ورسمت قبلة على جبين أمها، أم ثكلى تترقب أن تعن في سماء الحمى عناقيد الثمار المحرمة.  تلك عهد المقدسية، ذات المقلاع أو القلادة الغريبة، فتاة منضبط سلوكها، مسموع صيتها. لا تهاب أكلة أرضها من ذئاب الليل اللقيطة.
توقن دوما بتفاهتهم وجبنهم حتى انطبعوا في عرفها صيدا هينا لا يعز على أنثى، رضعت الشرف والإباء في المهد، قطفه بشحنة من بريق القلادة. تلازم على الدوام ركنا أثيرا في سطح ملجئها، تترقب فلول الظلام المغيرة محمولة على متن حشرة عملاقة من فولاذ تقصف النار.

ارتعدت أطرافها جذلا وحبورا. ضخ فؤادها شحنة من أضواء تلاشت معها عتمة السطح. انتفضت متأهبة، ورصيدها الثمين إيمان وعفة وإصرار، وصدرها موشح بقلادة تحصد رقاب الهمج الجائرة. ابتسمت شامتة مستهجنة، ولأمر ما تجردت من القلادة وجعلتها طوع اليمين... يا للمنظر البهيج! يا للشعاع الساحر يندلق من بطن القلادة! يا لذلة الحشرة تهوي في منحدر!.. ويا لمهانة قائدها يخر نازفا من وقع اللطمة! ولت عهد تزف لأمها حصيلة ما أتلفت من تمار محرمة.

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟