أنتِ أنــــــــا ... ـ شعر : حميد التوزاني

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

أنت أنا
وأنا هنا
بين جدران تبعدنا تفرقنا
أُصدر فتاوى حب
لأستمر... لأتنفس ...
أسأل القمر عن أناي
أخاطبه قائلا:
اشتقت إلى أناي
اشتقت يوم أصبح أنا
يوم الرحيل
إلى زمن أثيري

لا ينتهي ولو شاخ الجسد
ولو مات الجسد
أناي لن تموت
لن تفارق الحلم الجميل
تأسرني، تقيديني، تعذبني وتلهمني
ستظل معي ولو كره الغضب
ستتذكر ...
يوم التقينا تحت قطرات المطر
في أيام الربيع على طريق الممر
أريج عطر يَسكنني يُسكرني
كلام منقوش على ذاكرتي يستعبدني
صورتك أصبحت تراث حب
من عالم أزرق إلى جنان الربيع
إلى جلسات لحن المطر
رأيت الصور
لكن عيني لم ترى
سوى أميرة احمرت وجنتاها
تنظر في كل اتجاه
دون أن تراني ولو أني محدثها
خجلا من قدر اللقاء
انتحرت لحظات ذلك اليوم
وهي تبتسم
تحولت المسافات إلى حكاية حب
وأحسست أن تاريخ سعادتي
قد أعلن
 بداياته حماقاته 
انتكاساته  وانتصاراته
أيقنت أن الواقع أروع
من كل الصور
وأن الرسائل كانت خُدعا
كي يحدث هذا القدر
ونجتمع دون موعد رحيل الفصول
وإن أخطئنا فلن نعلن الانهزام
ولن تضيع ذكرى المعطف الأسود
وأريج عطر يذكرني
كيف أصبحت أنا
وكيف وجدت أناي
في زمن الضياع
في جحيم الحياة
المقرفة المزعجة التافهة ...
بعد عام وعشرة أشهر
بعد 660 يوما من الانكسار
من الإبحار ببحر لا يعرفه هذا الزمان
أعترف ...
أني كل يوم على موعد الجنون
أعترف أن محنة الحب لا تنتهي
وأن النار تترك رمادا
يعانق الريح في عليين السماء
وأن الطيور ترحل كي تعيش
وأن الورود تذبل
وتسقط حبات زرع يوما ستخضر وتزهر
وتفوح عطرا
أعترف أن حبكي مولاتي قدر
وأني اعتدت المعتقل
أحببت المعتقل
والعيش على صوتك
لحن الأمل
على ابتساماتك، دمعاتك
رمز العطاء
وأعتذر إن جاء اعترافي متأخرا
أعتذر إن كنت قاسيا
ورسمت ينابيع دمع على محياك الحسن
فالدمع عنوان كل حب
والدمع يليق بك
أعتذر إن غيرت خرائط عيشك
 ومقامات أصدقائك
أعتذر عن غيرتي
عن غرابتي، عن صراخي، عن كلامي
عن طفولتي في الغرام
عن غيرتي المزعجة المسعدة
 لكن ... اعلمي أني ...
أغار من نفسي عليك
فكيف أقبل أن تضحكين مع الغير
والغير هو الجحيم
واعلمي أيضا أني ...
أغار من نسيم الصباح
إن هب فجأة وداعب في غفلة مني
محياك الجميل
وللمرة الثالثة اعلمي أني ...
أغار من ذلك القلم التي تدفئه أناملك
من ذلك المعطف الأسود
لأنه أكثر حظا مني
 في لقاء حضنك أيام المطر
فكيف أصمت يوما على حديث عابر
مع أشباح أكره أن تراك
أكره أن تحييك أو تحدثك
أنا تحية الصباح والمساء
أنا حديثك العابر والحاضر والقادم
أنا أنتي
وأنتي أناي
وما بينا يضيق لأشباح الرجال

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟