في مِحرابٍ ... في صلاة ... !! ـ شِعر : أمجد الحريزي

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

وجهُ أمي عافَ كُلَّ حُقولِ الرُّز ..
مُعَلَّقةً ،
على احلامِنا ..
أمي ..
تُجَفِّفُ
الفَرَحَ و الاسماكَ و الأضواء ..
فَوقَ رؤوسِنَا الضَّاجَةِ بالسُّقوفِ والجُدْرانِ
كَمْ تَلَمَّسْنَا بأطْرَافِ الخَيْبَةِ
جُدْرَانَاً كثيرةً
كمِ أرْتَكَبْنَا الشِّرْكَ بالرَّغيفِ
حينَ سَجَدْنَا بالمَطَرِ

امام أولِ سَقْفٍ ...
تلكَ الحصائرُ التي نحنُ ..
تؤثِّثُ آذانَ الفَجْرِ
يا لله ...
يا لله ...
افْرَغْنَا الذَّخيرةَ كُلَّها مِنَ القِدّاحِ
نحنُ الغيومُ الهزيلةُ منذُ بلالِ الأبْيَضِ
ضاقتِ الرِّمالِ عِطْراً مِنّا
ينظرُ الليلُ الينَا بِطَرْفِهِ
و نحنُ المصابيحُ المرميةُ عَلَى أرْصِفَة
لا يَحْتَرِمنا هذا السُّكون ..
لا يَتَّقِن عَزْفَنَا هذا النومُ الطَّويلُ
و نَحْنُ نَشْخرُ بِك و نَقْتَسِمُ الوَرْدَ بِأسْمِك ... !
عَلَى طُولِ الجَّديلةِ التي مَدَدْتَهَا لِتُغْشِشْنَا طريقَ السَّماء
نَتَعَثَّرُ  بِشَهَقَاتِهِم .. بين آدمٍ و آدم ..
سَيُلْحِدونَ بِكَ أيُّها المُعَلّم
سيرمونَ كِتَابَك المُفَخَّخِ بالضوءِ ..
بربِ العُراةِ مِنَ الطُّبُولِ ...
بالطينِ و القَمْحِ و الزيتون ...
بالقُبْلَةِ العالقةِ فوقَ أستار كعبَتِك ..
بمريم التي تجوبُ أزقةَ الحَمَامِ ..
بالعطر ، تَفوحُهُه عِبْرَ أُمي ..
كيفَ لَهُم أنْ يُؤمنوا ؟
كيفَ  لَهُم ...
أيُّها المُعَلم ؟!!

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟