كثييرا ما يكثر اللغط بين المثقفين و المهتمين حول الصراع بين الأديان أو الحوار بين الحضارات فهل هناك صراع بين الاديان أم أن هناك تعايشا فيما بينها؟ وقبل الخوض في ذلك يحق لنا التساؤل عن معنى الدين و مغزاه؟ و هل فعلا هناك دين واحد فقط بينما شرائعه مختلفة و رسله متعددون؟
خير ما أفتتح به هاته المداخلة المتواضعة هو الآية الكريمة التي يقول فيها الحق جل و علا في سورة الحج "ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز "
ترمز الآية بالصوامع لذلك البناء المستطيل المرتفع الذي يصعد إليه بدرج وبأعلاه بيت ، كان الرهبان يتخذونه للعبادة ليكونوا بعداء عن مشاغلة الناس إياهم ، وكانوا يوقدون به مصابيح للإعانة على السهر للعبادة ولإضاءة الطريق للمارين . من أجل ذلك سميت الصومعة المنارة . قال امرؤ القيس :
المرأة في الفكر الاصلاحي المغربي زمن الحماية ’’دعوة للتأمل’’ ـ محمد ودغيري
أعود في هذا المقال الى الفكر الاصلاحي المغربي زمن الحماية,أستجلي حضور المرأة في متن فقهاء كانت لهم رؤى طلائعية في واقع كان يرزح تحت ثقل التقليد ويتغنى بالموروث الجامد.مع الاشارة الى أن هذه العودة ليست تعني انتصارا لهذه الرؤى ولا دعوة مضمرة الى اعادة انتاجها في واقع مشبع بالتحول.
ان عودتي هذه , مجرد محاولة للتأمل واستقراء البوادر الأولى لتكسير الأطر الجامدة,ايمانا منها بأنه لا أمل في مجتمع يعطل ’’نصفه’’. وقد اقتصرت في هذه القراءة على ماكتبه محمد بن الحسن الحجوي-1874-1956- الفقيه ورجل المخزن,أحد صانعي واقع تلك المرحلة بفعل المناصب التي شغلها,وكذا بفعل الكتابات الهامة التي ضمنها أفكارا اصلاحية تجديدية جرت عليه ويلات مناوئيه.
قراءة في كتاب "إمكان النهوض الإسلامي" ـ مراجعة نقدية في المشروع الإصلاحي لعبد الله العروي ـ لمؤلفه الدكتور أمحمد جبرون ـ محمد الرازقي
صدر للأستاذ محمد جبرون، الكاتب المغربي والباحث في التاريخ والفكر السياسي الإسلامي، كتاب جديد تحت عنوان 'إمكان النهوض الإسلامي، مراجعة نقدية في المشروع الإصلاحي لعبد الله العروي" ، عن مركز نماء للدراسات والأبحاث، ضمن سلسلة مراجعات، من 190 صفحة من القطع المتوسط.
بهذا الكتاب يتعزز المشروع الثقافي الذي يتوخى تجديد الفكر الإسلامي وتأصيل مفاهيمه، والذي يمتد إلى المشاريع الإصلاحية الأولى منذ أواخر القرن التاسع عشر والتي عالجت إشكالية النهضة، ودافعت عن الأصالة والهوية والاستمرارية التاريخية، في مقابل المشاريع الأخرى التي تقوم على أوليات وأسس مغايرة، والحوار المفتوح بين "الفرق الكلامية" المعاصرة بتعبير أمحمد جبرون، الذي تمخض عنها، كمحاولة للجواب عن سؤال النهضة الكبير: كيف يمكن تجاوز التأخر السائد في المجتمعات العربية والإسلامية؟
الإعجاز العلمي في القرآن: كيف نفهمه؟ ـ عبد الحميد العلاقي
الناظر في الكتابات المتعلقة بما أصطلح على توصيفه بالإعجاز العلمي في القرآن يقف عند نصوص لا حد لها، من كتاب الإسلام يتحدى لوحيد خان إلى كتابات زغلول النجار وقائمة المؤلفات والمؤلفين في هذا المجال كثيرة . غير أننا نريد أن نسوق جملة من الملاحظات لتوضيح الأمر ولنرفع لبسا عمد إليه هؤلاء الكتّاب عمدا محاولين اطلاق صبغة العلمية على أمر هو في الحقيقة ليس بعلمي، وإنما يندرج في باب الإستقطاب الديني والمذهبي تجنيدا للعامة ورغبة في اتخاذها وقودا لمنازع سياسية ومشارب مصلحية.
نجمل الملاحظات في النقاط التالية:
أسفي أفقا للبحث التاريخي -أضواء على منهجية المؤرخ إبراهيم كريدية- الدكتور ناصر السوسي
أسفي مدينة التباينات و الاختلافات بامتياز. "حاضرة المحيط"، و هكذا و سمها العلامة ابن خلدون، تشتهر باحتضان الغرباء من مختلف الأرومات و الأديان، و تعمل على الاحتفاء بهم، وإكرامهم، و رعايتهم. وبهذا المعنى تضحى أسفي مدينة القبول بالآخر المتعدد و المختلف؛ وتضحى مدينة التسامح و التعايش حيث يتجسد فيها كل المغرب؛ بكل زخمه الحضاري، وتنوعه البشري، و اختلافه الثقافي، و الفني أيضا، ولعل هذا ما حمل أندلسيا ليقول في حقها، حينما طاب له المقام بها: "أخصب الأرجاء، و أقبلها للغرباء"؛1 وروائيا آسفيا موهوبا هو الدكتور سعيد لقبي لأن ينعتها ب " أسفي، المغرب الصغير" .2Safi, little morocco
الأستاذ إبراهيم كريدية، الذي هو موضوع عملنا هذا، باحث آسفي متميز. باحث مسكون بقضايا التاريخ الوطني و المحلي على السواء. وتجدر الإشارة إلى أن انهماكه بتاريخ آسفي وأحوازها يمكن رده ، فيما نحسب، للاعتبارات المتداخلة الآتية:
الأرثذوكسية الدينية : السلفية أنموذجا ـ عادل الطاهري
لكي تتحرر من شيء ما ينبغي أن تكشف عن أصله أو جذره الأول –أي كيف تشكل و انبنى لأول مرة-، و من المعلوم أن الشيء يخفي أصله بكل الوسائل و ذلك لكي يقدم نفسه بشكل طبيعي بدهي لا يقبل النقاش، ثم لكي يقدم نفسه و كأنه كان دائما موجودا هكذا، و سوف يظل موجودا إلى الأبد. بمعنى آخر فإنه يفعل كل شيء لكي يغطي على لحظة انبثاقه التاريخي، لكي يخفي تاريخيته. هذا ما تفعله كافة العقائد و التصورات الدوغمائية في جميع الأديان". (1).
طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد في مرآة التراث والذات والآخر :قراءة لكتاب عبد الرحمان الكواكبي ( 1848-1902) ـ زهير الخويلدي
" لا ينبغي مقاومة الاستبداد بالعنف، كي لا تكون قتنة تحصد الناس حصدا"[1]
حكمة ارشادية:
قال شداد لابنه عنتره في حرب داحس والغبراء عندما دارت الدوائر على قومه بني عبس:" ويلك عنتره كر" فأجابه العبد الأسود: "ان العبد لا يحسن الكر والفر"، فقال له والده والذي كان حتى ذلك التاريخ يرفض الاعتراف بإبنه الأسود: " كر وأنت حر..."، عند ذلك انقض عنتره على الأعداء غير مبال بالموت فردهم عن قومهم ومن ذلك التاريخ أصبح فارس بني عبس وعرف في التاريخ أفضل بطل شعبي ومازالت سيرته تتلى وتدرس في مختلف الأوساط ولدى معظم الشعوب..."
مواقف من حياة المؤلف:
التراث والفكر الاسلامي : عبد الله العروي أنموذجا ـ إبراهيم أيت إزي
تحتل مسألة التراث في الفكر العربي و الإسلامي مكانة هامة لما تقتضيه هذه المسألة الفكرية و المعرفية من أهمية في الفكر والعقل العربي و الإسلامي، و في الواقع الثقافي و القطري، و أخيرا في علاقتها بالآخر الحضاري، و خاصة أمام التحديات الجديدة على العالم العربي و الإسلامي من خلال ظاهرة العولمة و استتباعاتها الثقافية و الحضارية، و هوس المفكرين و المثقفين العرب بذلك.