قصص قصيرة جدا ـ أحمد الخراز

شكل العرض
  • أصغر صغير متوسط كبير أكبر
  • نسخ كوفي مدى عارف مرزا

عاشقان تحت المطر 
يقطعان الطريق في صمت، بينما رذاذ دافئ يتساقط في حنو، الشارع مقفر على طوله، أكملا سيرهما على رصيف به نتوءات اسمنتية، تبادلا النظرات للحظة، فأمسكا يدي بعضهما، و خلعا معطفيهما، و افترشا الرصيف المبلل..و تقاسما الحب و العرق.  

                                                              
الجلاد  
كانت شاحبة الوجه نحيلة العود عارية الجسد، معصوبة العينين، و قد قيّدت يداها و علّقت على عمود صدئ كأفلام الهنود الحمر..كانت ضحكات الجلادين تتعالى بينما أحدهم يزرر سرواله، لقد أفرغ فيها حيوانيته و نفث في جسدها الضئيل سموم فحولته..و لكنهم لا يعلمون أنها فارقت الحياة منذ يومين...!


الجوع  
تربع على أريكة جلدية وثيرة، و أخذ يدخن غليونه الفاخر و يتابع دوائر الدخان المنفوث، لأول مرة يلحظ تكرش بطنه و ترهّل أردافه..يتجشأ بقايا جوعه السحيق، فيتحسس بسرعة فائض شحمه..يتنفس الصعداء و علامات الارتياح تعلو محياه..


 أشياء للبيع
لم يجد ما يخرس به صرخات عياله، فباع دمه، و أمام كثرة العرض و قلة الطلب، عرض إحدى كليتيه للبيع..مرة أخرى، تستبد به الحاجة، لم يستطع مقاومة دموع صغاره الجوعى..فكر قليلا..لم يتبق له شيء ذا قيمة يبيعه..فعرض مبادئه للبيع و عاش بعد ذلك في نعيم أبدي !

  شارب هتلر
أخذ يقرأ بنهم كبير بعض المؤلفات النتشوية، و بعد مدة أحس بنبات غريب ينمو على جزء من شفته العليا..إنه شارب هتلر.

  المومس
ككل ليلة، تخرج من براكة قصديرية في اتجاه وسط المدينة، و قد ارتدت سروالها الجينز الضيق و قميصها القصير رغم برد ديسمبر، تقف على حاشية الرصيف منتظرة الآتي الذي قد لا يأتي، يتحرش بها مراهقان، تبصق عليها عجوز، تلعنها نساء يقطعن الطريق، يرميها غلام بحجر، يستجديها كهل أشيب، يتقيأ عليها سكير معربد، تتقاذفها صروف الايام، يمر بجانبها مجنون أجرب يرمقها بثغر باسم و ينصرف في هدوء...


                   أحمد الخراز، كاتب من مدينة تطوان/ المغرب

تعليقات (0)

لاتوجد تعليقات لهذا الموضوع، كن أول من يعلق.

التعليق على الموضوع

  1. التعليق على الموضوع.
المرفقات (0 / 3)
Share Your Location
اكتب النص المعروض في الصورة أدناه. ليس واضحا؟