كانت طفولتُه ، قاسيةٌ ، وتعيسة . أراد أن يعيدها مرة أخرى ، ليجعلها سعيدة ، جميلة ، ليهنا بها ، ويتخلص من ألمها الشديد . فقيل له إنها نائمة ، تغفو ، على يد الزمن ، فأراد أن يوقظها ويستعيدها من الزمن ، فوجد إن الزمن قد أخذها معه ، وفات بعيدا .
بحث عن الزمن طويلا ، دون جدوى . فراح يبحث عمن يدلّه عليه .
قال الحالمون له :
- لو نمت نوما عميقا ، فسوف يمر بك الزمن وعند ذلك اسأله عما تُريده منه .
شرب مخدرا ثقيلا ونام نوما عميقا . مر به الزمنُ سريعا ، حتى كاد ينفلت منه ، لولا انه تمسك بتلابيبه ، كما يتمسك المسافر المتردي ، بمقبض القطار السريع ، فسأله عن طفولته التي ضاعت وفيما إذا كان يستطيع إعادتها له ليبدأ بها من جديد .
- تركتُها هناك . وأشار بيده إلى بدايته .
حين راح يبحث عنها أحس بالزمن الآخر وهو ، ينزلق من كفيه ببقاياه ، مثل أفعى خائفة ، وهو يضحك منه ساخرا .