أُصيب الليلُ بورم في عينيه ، فصار أعمى ، لا يبصر شيئا ، فشكا حاله للصباح ، فقال الصباحُ له :
- سمعا وطاعة ، يا أخي العاق ، يا قايين ، سوف أضع عيوني في خدمتك لترى ما أراه .
وكان الصباحُ قد عانى طويلا من الليل ، الذي كان جاسوسا ، يشي للظلام بكل ما يعمله الصباحُ ، من الخير ، كعادته ، وكيف انه يفتح في الفجر نوافذ للفقراء ، وللعمال ، بالنشاط ، والعمل ، والرزق الحلال ، وذلك ما لا يروق للظلام . وكان الظلام يحاول بشتى الوسائل أن يغتال الصباح ، بمفخخاته ، ومسدساته ، الكاتمة للصوت ، ووسائل موته الأخرى .
نحن نريد الخلاص من الليل ، فيعطيه الصباح أملا ويطيل في عمر دربه وهو مَنْ آذانا طويلا ، حتى ضقنا به .
انتقدت الصباح ، على ذلك ، الأشجار ، والأنهار ، والأمطار ، والزرقة ، والخضرة ، والندى ، والحب ، والعافية . فقال الصباح لهم :
- لو انه صار يرى بعيوني ، فسوف يكون طيبا ، وهو يرى الأفواه الجميلة وهي تتبادل القبل ، ويرى الأطفال ، والبنات ، ومراجيح العيد .