يَسْتَوْقِفُنِي عَلَى قَارِعَةِ الْأَحْلَامْ ،
حَامِلاً جِرَابَ السَّفَرْ ،
فِي صُرَّتِهِ خُفٌّ ، وَبَقَايَا تِينٍ مُجَفَّفْ .
كَانَ يُشْبِهُ قِشَّ الْفُصُولْ ،
أَوْ بَقَايَا أَزْمِنَةٍ تَحْتَرِقْ ،
لَمْ يَعُدْ فِي ظِلِّهِ الَّذِي مَالَ عَلَى الطَّرِيقْ ،
إلَّا فُضْلَاتُ قَمِيصٍ مِنْ خِيشٍ ، تَلْبَسُهُ الرِّيحْ ،
فَيُحَلِّقُ كَمَا تُحَلِّقُ فِرَاخُ السَّحَابْ ،
لَيْسَ قِدِّيساً وَلَا سِبْطَ الْأَنْبِيَاءْ ،
وَلَا مُحَوِّلَ سِكَّةِ الْحَدِيدِ فِي مُدُنِ الضَّبَابْ ،
كَانَ قَارِعَ أَجْرَاسٍ فِي أَبْرَاجِ الْكَنَائِسْ ،
وَلَمَّا يَظْمَأُ ، يَشْرَبُ ثَدْيَ الْغَمَامْ .
أُوتِيَ حُزْنَ الطِّينِ ، وَاكْتِئَابَ مَالِكَ الْحَزِينْ .
حَدَثَ أَنِ الْتَقَيْنَا عَلَى رَصِيفِ قِطَارِ الْجَنُوبْ ،
وَكَانَ جَبِينُهُ مُشَقَّقاً كَلِحَاءِ الشَّجَرْ ،
وَقَدَمَيْهِ الْمُقَوَّسَتَيْنِ تَلْبَسَانِ عُشْبَ الْفُصُولْ ،
لَهُ خُطَى فِي الْأَرْضِ وَبُرْجُ رَأْسِهِ فِي السَّمَاءْ .