في كتاب اللّاحياة
حرفٌ ينمو ..
**
كانت طيفاً
بقدمين ..
كانت تعدو
وخلفها القمر
يلعبان الغمّيضة
مع البحيرات
في جزيرتين من الهديل
كانت ... كا...نت ..
وفتح الليل أزرار الليل
وجيء بالبياض ، واللعنة الخالدة !
رآها العالم
نجمةً هاربة ..
سريراً في الريح ..
شجراً
في مسافات دموعي
رآها ... بلا أهداب
جاثيةً أمام الليل
لم يرها ، وهي تشدّ حبلها السرّيّ
إلى فجر صرخة !
**
المطر ..
في وجوه اليمام
والغرباء
وفي قاع وجهي
المطر ... نحيبٌ من الماضي
أسمعه الآن
جوليتا ، والإناء الثلجيّ يطفح بالجمر
أبي ، والهدهد الذبيح ليلاً
جدّتي ، والقيامة خلف الباب
مات كثيراً
في موطنه الأوّل
عصفوره جسدي !
وانزويت أركل الأرض ، وأصفعها
بكلّ جنوني
**
أعطتني الريح
هزائمها ..
شكراً للريح
هجرتني المدن والعصافير
شكراً للمدن ، والعصافير
فتح الحزن جسده لي
شكراً للحزن
**
كصرخةٍ دحرجها الصمت !
كالأنين المتقطّع ..
هكذا ... هيَ احتفالاتي !!
**
ماذا تطرح الدروب لي
من العري ؟
أنا المسكون باللّاوجود
والمطارد بالفراغ ..
توأم الحشرجات ، والشرايين المفتوحة
رماديّ المرح
أبيض الشفاه ..
أنا العائد من دفن أمانيه
ماذا تطرح الدروب لي من العري ؟
يا ألم العصور ، حملتك
فكن حرّيّتي !
**
مزيداً من الخمر ، والضم ... أيّتها الحياة
لتتّسع المذبحة !!
**
دون أفقٍ ..
أنا وأمّي ... غيمتان
تلتقيان حدّاً للصدى
جوليتا ... مّن تنتظرين في ( بغداد )
( موسى ) ... لن يعود من التيه
فالبرق نام
والأحلام تبسم موتى ..
تزهر موتى ..
وها أنا ... أهبط منفىً ، وأصعد منفى
يا ... ، ( صخرة سيزيف )
إلى أين ؟
آه ِ ... جوليتا
ما بيننا مسافة ملحٍ أخرى
وتجاعيد عطش
فاتركيني كتلة دمع !
أتركيني
أقطع الدرب الجنائزيّ
إلى نسياني !
**
تيهٌ آخر ..
وأكبو إلى ..
بيضة الأزليّة !
غيبوبةٌ أخرى ..
وأفتح رسائل الأرجوان
بين الأحياء ، والموتى !
دورانٌ آخر ..
وأستوقف الأرض
أحطّ عليها ..
كطائر المغفرة !
لكنّ المشيئة تأبى
إلّا أن تصهل إلى طقسها الدامي
في لغتي
**
يا الله ..
ليس في قاع العري
غير بكائي !!
**
إليّ بالصفر المطلق ..
أيّتها الأرقام !!
إليّ بالمجاعات ..
أيّها الرغيف الكلّي !!
أنا المحتشد بالشمس
أنا معتم !!
**
قلبي أزرق ..
مرّ به البجع الغريب
فضمّه إليه ، وهاجر !!
**
يا أقحوانة ..
ياطوائف السنونو ..
يا صغار الأبديّات ..
أنا ذاهبٌ في النعاس الدائري
فاتبعوني