وتأتيني الساحات فارهـــة،
تَدُسُّ الصّمت بين ضفاف الكلمات ..
وتَمنَحُني سِــــرّ البوح ،
لَعلّ السحاب يَصُـدّ عن وجهي
صَفاقَة المعنى الوليد ..
وتُسِرُّ لي السّنابلُ عند الغروب،
ألحان الأرض ، وَ طِينا من ياسمين ..
وتبحثُ بين جَنْبَــــــيّ،
عن معنى تَليد للرّغيف ،
وعن طَيفِ جديد للكادحين .
هي الساحات نفُسها ،
وهي الآهــات ذاتُـها ،
تملأ الحناجرَ الزاحفةَ نحو الخلود ،
وتأسرُ العيونَ عَسَسا لمعنـى الوجود .
فتُسائِلني الغَيماتُ عن ظِليَ الهَروب،
وعن حشرجة الماء عند المنحدر .
وعن سـرّ الغضب القادم من الجنوب ..
فتُقاسِمُنـي صهوة الربيع المنشود ،
ونسرِجُ مَعــا ،
جيادَ الريــح المتهالكة على شَفا التاريخ .
لنشهَــدَ مَعــا ،
تفتُّـقَ الأصوات ،
والأذواق ،
و ما فضَــلَ من عبق ، أو نـزق ،
يَمضي بي إلى منتهـى النفــق ..
أو ربما يحرق سفنَ أحلامي التي من ورق .