نلتقي
في لحظة فرق بيننا
أنت النّاقد .. وأنا الشّاعر
خلاصة ما بيننا
أسئلة .. وقراءة
...
علم الشّعر..
ومن علّمني ...
كيف قرأت من المتنبّي
كيف اخترت من الألفاظ المنسية
في شعر الشّابي
كيف انحزت إلى أعماق اللّغة
منجمية ...
كيف انتشرت رائحتي
في الأرجاء
منذرة بالعشق الأوسع
أتنفّس ـ ما وسع التّرحال
وأنهل من وطن
أدركت حقيقة عهدته فيّ
وحديث عقيدتي فيه
....
نلتقي في لحظة فرق بيننا
أنت النّاقد .. وأنا الشّاعر
ثالثنا الاتمام :
ـ كيف نكون سويا
في الواضح .. والابهام
ـ كيف نحبّ الوقف معا
كيف نتمّم بعضا
أنت السائل ..
وأنا القائل ..
أنت الخارج ..
وأنا الدّاخل ..
ـ كيف نفوّض للأيّام
ـ توجّهنا بالعهدة للتّاريخ ـ
خذ مثلا من ذاكرتي
واكتب ـ تكملة للنّصّ الآتي :
أشيّد لي منزلا في الدّخان
به مسبح .. وثلاث غرف
أخصّص واحدة للبكاء
وواحدة للجلوس معي
عندما أشتهي الهذيان
وتبقى الأخيرة مغلقة
في انتظار التي
قد تجيء
وقد لا تجيء
ـ قلت هذا ـ قبل الثورة
كنت أقرأ :
أنّ اللّحظة آتية
وأنّ البحر سيبتلع الأرض
.....
ـ خذ مثلا من ذاكرتي
واكتب تكملة للنّص التّالي :
في التفاف النّاس في كلّ صباح
عندما يكتظّ بالأنفاس جوف الحافلة
في الوجوه المستديرة
والوجوه المستجيرة
والوجوه الضّيقة
كنت أبكي
وأرى العمق / المعاني
في العيون الباكية
داخل الصّمت
ومن غير دموع
....
قلت هذا ..
وأنا أطوي إلى موعد خوف في بلادي
نلتقي في لحظة فرق بيننا
أنت النّاقد .. وأنا الشّاعر
ـ تمنّيت لو كان لي عشق طائر
لأطلقت من ريش روحي
إلى غاية في البعيد
أشمّ الشّذى في نقاء الوجود
وأدرك معنى الرؤى في القصيد
تمنّيت لو كان لي عشق طائر
لأوصلت للشّمس
ماذا أحبّ
وماذا أريد
ورائحة من أبي كادحا
وتقي
وتكمل أنت ...
ـ تفتّش في مظلم
عن الصّحو يلهث
تقرأ ما أوجزت حصص في المناجم...
ما روّجت فيك رائحة
بالفوانيس مرتعشة
تفتّش بين الخلائق
وجهك ـ لا ريب فيه
وتمتصّ ريقك
تمتصّ فيك الأماسي
تنظر من غامق / أزرق في عيونك
تمدّد فيك مع البحر
تذكر أنثى التلاطم
تروي تفاصيل ثورتها
وتنيب إلى الله ...
تمشي المكابد
تبحث عن صور في الملاذ
وتبحث عن أمّة
ـ كلّما استيقظت
نام فيها الحضيض
تحاول أن يتمدّد فيك الوميض
لتوقظها
وأن يتراءى لك الوقت
متّصلا .. لا يغيظ
...
ترى حيرتي .. وأراك
أكمّل سيري
وتمشي ورائي
يخونك ظلّي
تخون انتمائي
أعلّق ما بين عمري وعمرك
نخلة عشق الكتابة ...
وأكتب
....